أطلقت فصائل معارضة أمس هجوما واسعا ضد قوات النظام السوري في محاولة لفك الحصار عن الاحياء الشرقية في حلب, واستهدفت بمئات القذائف الاحياء الغربية للمدينة, ما تسبب بمقتل15 مدنيا علي الأقل واصابة العشرات بجروح. وقال ابو يوسف المهاجر, القائد الميداني والمتحدث العسكري باسم حركة احرار الشام الاسلامية, ابرز الفصائل المشاركة في الهجوم لوكالة الصحافة الفرنسية تعلن كل فصائل جيش الفتح وغرفة عمليات فتح حلب بدء معركة فك الحصار عن حلب التي ستنهي احتلال النظام للاحياء الغربية, وتفك الحصار عن اهلنا المحاصرين في الاحياء الشرقية علي حد تعبيره. ويضم جيش الفتح, جبهة فتح الشام( جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) وحركة احرار الشام الاسلامية, فيما تنضوي فصائل معارضة وأخري اسلامية في غرفة عمليات فتح حلب, بينها حركة نور الدين الزنكي وجيش الاسلام وجيش المجاهدين. واحصي المرصد السوري لحقوق الإنسان مئات القذائف الصاروخية التي اطلقتها الفصائل المهاجمة منذ صباح أمس علي الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام, مما تسبب بمقتل15 مدنيا علي الأقل بينهم طفلان واصابة اكثر من مئة اخرين بجروح. وتحاصر قوات النظام منذ نحو ثلاثة اشهر احياء حلب الشرقية حيث يقيم اكثر من250 ألف شخص في ظل ظروف انسانية صعبة. ولم تتمكن المنظمات الدولية من ادخال اي مساعدات إغاثية او غذائية الي القسم الشرقي منذ شهر يوليو الماضي. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية( سانا) عن مصدر عسكري ان الجيش السوري أحبط هجوما كبيرا علي الكلية الجوية في ريف حلب الشرقي. كما شن غارات علي تجمعات لجيش الفتح في ريفي حلب الغربي والجنوبي. من ناحية أخري أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن موسكو وطهران ترحبان باستعداد وفد الحكومة السورية للتوجه إلي مفاوضات جنيف مؤكدا أنه لا بدليل للحل السياسي ومحاربة الإرهاب في سوريا. كما رحب لافروف- في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه السوري وليد المعلم والإيراني جواد ظريف عقب مباحثات ثلاثية عقدت بينهم أمس في موسكو- باستعداد دمشق لتوسيع التعاون مع الأممالمتحدة لحل قضايا سوريا الإنسانية, وقال إن الاتصالات بين موسكوودمشق ضرورية لضمان تنفيذ صارم لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالأزمة في سوريا. وتابع: إن محاربة الإرهاب في سوريا هدف واضح لموسكو لأن خسارة ذلك ستكون كبيرة ليس فقط في سوريا بل وفي الشرق الأوسط برمته وفي شمال إفريقيا, مؤكدا أن بلاده لديها العزم علي إحراز الانتصار النهائي علي الإرهابيين في سوريا. وأوضح لافروف أنه بحث- خلال اللقاء الثلاثي مع نظيريه السوري والإيراني- الخطوات المشتركة مستقبلا من موسكو وطهران ودمشق بشأن محاربة الارهاب, لافتا إلي أن من أسماهم باللاعبين الخارجيين يستخدمون المأساة الإنسانية للشعب السوري لأهدافهم الخاصة. و وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم- خلال المؤتمر الصحفي- أجواء اللقاء الثلاثي بالبناءة والمريحة للغاية, مشيرا إلي قناعة سوريا( حكومة وشعبا) في صدق التوجه الروسي والإيراني في المساعدة علي دحر الإرهاب. وقال المعلم إن الذين تآمروا علي سوريا منذ خمس سنوات هم ذاتهم الذين يشنون الحملة الدعائية ضد روسيا اليوم, مؤكدا أن كل هذه المحاولات لن تثني سورياوروسياوإيران عن الاستمرار في محاربة الإرهاب وخاصة في حلب. وأضاف أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن لا يريد تحرير الموصل من سيطرة داعش بل يريد نقل إرهابيي التنظيم إلي سوريا, مؤكدا أن التعاون مع روسيا سيمنع العناصر الارهابية من ذلك. من جهته, أكد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أن العلاقات بين إيرانوروسياوسوريا في أحسن حالتها وجيدة للغاية, مشيرا إلي أن هناك قرارا نهائيا بأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبله. وأضاف أن بلاده تبذل جهودنا لحل الأزمة في سوريا عبر الحوار بين السوريين أنفسهم, مضيفا أن الإرهابيين يستخدمون المدنيين في سوريا والعراق كدروع بشرية لتحقيق أهداف سياسية. ولفت ظريف إلي أن عملية تحرير الموصل من إرهابيي داعش يجب أن تضمن آلا ينتقل الإرهابيون إلي سوريا, مؤكدا أن الإرهاب لا يخدم مصالح أحد وسينقلب عليه في المستقبل.