مهزلة بكل ما تحمله الكلمة ونهاية سوداء لم يكن أحد يتوقعها أو يتخيلها شهدتها مباراة الزمالك والإفريقي التونسي التي أقيمت بينهما مساء أمس السبت في عودة دور ال32 لبطولة الأندية الإفريقية أبطال الدوري دوري الأبطال عندما اقتحمت الجماهير بالألاف أرض الملعب من المدرجات بعدما يئست في قدرة فريقها علي تسجيل الهدف الثالث الذي يضمن به الصعود لدور ال.16 وبدأت تفاصيل الواقعة المؤسفة المسيئة لمصر قبل الكرة باقتحام أحد المشجعين للملعب احتجاجا علي حكم المباراة الذي لم يحتسب هدفا للزمالك من تسلل صريح في الدقيقة45 والنتيجة2 1 وهي نفس نتيجة الشوط الأول.. وماهي إلا لحظات حتي اندفع المئات من الجماهير للملعب وسط مشاهدة تامة من الشرطة التي اكتفت بالمتابعة وكأن التعليمات لدي أفرداها بعدم الاحتكاك بأحد مهما كانت المصائب وحجم الكوارث والتجاوزات وفي هذه الحالة فإن الشرطة لا تفعل الصواب بتقاعسها عن مواجهة المفسدين والمخطئين والمتجاوزين وإنما هي تساعدهم وأشبه بمن يتآمر معهم لأسباب مجهولة. وتسود الملعب حالة من الهرج والمرج التي لم تشاهدها الملاعب المصرية من قبل ويهرب اللاعبون والحكام والمراقب تاركين الملعب للجماهير التي راحت تحطم كل شيء دون سبب مقنع علي الإطلاق فالمباراة مرت بصورة طبيعية ولم يرتكب الحكم الجزائري أي تجاوزات سواء ضد الزمالك أو منافسه والكرة التي أشعلت الموقف هي بالفعل تسلل واضح لا لبس فيه. والحقيقة أن الجماهير لا تتحمل بمفردها مسئولية ما حدث والتحامل علي الحكام والشعور المطلق بالظلم وإنما يتحملها الجهاز الفني بقيادة حسام وابراهيم حسن و الذي شكك في الطاقم الجزائري قبل اللقاء وراح يشحن الجماهير ضده دون مبرر ثم الأهم ما حدث من أحمد حسام ميدو الذي حرض الجماهير علي النزول للملعب وأعطاهم تأشيرة اقتحام أسواره والقفز علي كل الحواجز. وبلا مبرر فوجئت الجماهير باللاعب الذي كان يجلس معها في المدرجات لعدم أحقيته في اللعب لعدم قيده في القائمة الإفريقية به يقفز للملعب ويحاول الاحتكاك بالحكم تارة وبلاعبي الإفريقي وجهازهم الفني تارة أخري ليكون تصرفه أشبه بتحريض. والمثير أن اللاعب الذي نفذ تمثيلية لا مبرر لها ليوحي للجماهير أنه شديد الانتماء للفريق هو نفسه الذي ضرب رقما قياسيا في مرات التغيب عن المران في الفترة الماضية وهو نفسه الذي لا يتدرب بجدية بدليل وزنه الزائد الذي يفشل في تقليله.. وهو نفسه الذي هدد بورقة الأهلي في المفاوضات معه عندما حاول مجلس الإدارة إقناعه بتقليل راتبه.. وهو نفسه الذي هرب من الزمالك في الموسم الماضي.. وهو نفسه الذي لم يحقق معه الزمالك أي تقدم في النصف الأول من الموسم الماضي.. فلماذا كل هذا التمثيل الذي كان دافعا لتحريض الجماهير وفي النهاية لأن تدفع مصر الثمن من سمعتها في هذه الظروف الصعبة. وفي النهاية يبقي السؤال كيف يستأنف الدوري في غياب الشرطة وقدرتها علي السيطرة علي الجماهير ومن يضمن الانفعالات خارج وداخل الملعب؟ أما عن المباراة فجاء الشوط الأول متوسط المستوي سيطر الزمالك علي أغلب فتراته ولكن كان الإفريقي التونسي الأفضل تنظيما سواء دفاعيا أو هجوميا وهو ما يفسر لماذا ندرت هجمات الزمالك علي مرمي منافسه.. ولماذا كان الإفريقي التونسي الأكثر خطورة علي مرمي عبد الواحد السيد بصرف النظر عن البداية القوية للزمالك التي أسفرت عن فرصة حقيقية لشيكابالا في الدقيقة الأولي عندما هيأ له أحمد جعفر كرة رائعة برأسه ولكنه فشل في السيطرة عليها وخرجت بجوار القائم الأيمن للحارس عادل النفزي. وورغم المؤازرة الجماهيرية وحالة التفاؤل التي سيطرت علي المدرجات بعد الفرصة الضائعة من شيكابالا والبداية الحماسية فإن الزمالك عجز طوال ما يقرب عن25 دقيقة كاملة من تشكيل خطورة حقيقية علي مرمي عادل النفزي الذي لم يختبر بشكل جيد والسبب أن التوتر سيطر علي لاعبي الزمالك بدون مبرر وسط حالة التسرع التي لعبوا بها مما أدي إلي ان عيوبا كثيرة وضخمة شابت تحركاتهم للحد الذي فقدوا فيه القدرة علي التمركز في أماكنهم في الملعب ولم يكن منهم من إحتفظ بقدراته وتركيزه إلا حسين ياسر محمدي الذي قدم شوطا ما أجمله وصنع بمفرده جبهة قادرة علي الاختراق من الناحية اليمني رغم العنف الشديد الذي استخدمه معه مدافعو الإفريقي الذي أسفر عن تعرض أكثر من لاعب منهم للإنذار بسببه منهم المدافع الأيمن بلال عيسي وكريم العواضي. و حالة لا مبرر لها إنتابت نجوم الزمالك تمثلت في شيئين الأول: الاعتماد علي الكرات الطولية العشوائية العمودية التي تعامل معها بسهولة دفاع الإفريقي التونسي والثاني: التأخر الغريب الذي انتابهم في التمرير والمبالغة في الإحتفاظ بالكرة خاصة محمد إبراهيم وشيكابالا.. والأول كان عبئا غير عادي ولابد له أن يفرق بين اللعب مع الناشئين والوجود مع الفريق الأول في مباريات مهمة حاسمة مع منافسين أقوياء. والغريب أن الزمالك الذي بدأ المباراة بعدد كبير من اللاعبين المميزين أصحاب المهارات العالية والقدرات الكبيرة الفذة علي الاختراق بعدما لعب مديره الفني حسام حسن بالرباعي أحمد جعفر كرأس حربة ثابت ومن خلفه الثلاثي محمد إبراهيم وحسين ياسر محمدي وشيكابالا.. ومن خلفهم لاعبو الارتكاز حسن مصطفي وهاني سعيد.. وفي خط الدفاعي الرباعي عمر جابر ومحمود فتح الله وعمرو الصفتي ومحمد عبد الشافي.. وفي المرمي الحارس المميز عبد الواحد السيد.. فشل لاعبوه في الإنتشار الجيد خاصة في الثلثين الأوسط والهجومي. ورغم أن شيكابالا بدأ جناح أيمن فإنه تأثر بسوء المستوي الذي ظهر عليه محمد إبراهيم الذي فشل في صناعة المساندة أو السيطرة الهجومية علي العمق الهجومي بشكل غريب فلم ينفذ الثنائي أي اختراق علي الإطلاق طوال الشوط الأول. وظلت الحالة السيئة للزمالك هجوميا حتي جاءت الدقيقة27 عندما تلقي أحمد جعفر كرة عالية هيأها كالعادة برأسه لحسين ياسر المنطلق من الخلف الذي نجح في الحصول علي ركلة جزاء بعدما تعرض للعرقلة من كريم العواضي ليحتسبها الحكم ركلة جزاء يسددها محمود فتح الله باقتدار علي يسار عادل النفزي مسجلا الهدف الأول. والغريب أن الهدف الذي سجله الزمالك لم ينجح في إعادة لاعبي الزمالك لتوازنهم وينهي بقليل من التوتر الذي سيطر عليهم بل ظل الفريق مفتقدا قدرته علي السيطرة علي وسط الملعب وقلت قدرته علي بناء الهجمات بل علي العكس فإن الهدف الذي اهتزت به شباك الإفريقي منحت لاعبيه ثقة المغامرة علي الهجوم خاصة لاعب وسطه المدافع الكاميروني موندومو الذي تحول لصانع ألعاب وأعطي لاعبيه القدرة علي السيطرة ولم يتوقف دوره عند حد إفساد الهجمات وإنما أيضا السيطرة والاختراق والتمرير النموذجي والمساندة الهجومية مما زاد من كثافة الفريق في الثلث الهجومي وخطورته في المرتدات خاصة إذا وضع في الاعتبار ما يملكه من لاعبين في وسط الملعب لديهم قدراتهم هجومية عالية وجرأة في الاختراق كبيرة. وتأتي الدقيقة38 ليحتسب الحكم الجزائري محمد كنوز ركلة حرة مباشرة للافريقي التونسي يسددها وسام بن يحيي من حوالي38 ياردة قوية تسكن شباك عبد الواحد السيد مسجلا هدف التعادل الذي يحسب علي الحارس أنه لم يهتم بتكوين حائط بشري ثم انه في اللحظة التي تحرك فيها للناحية اليمني فوجئ بالكرة قوية في الناحية اليسري. ورغم هدف الإفريقي التونسي فإن عبد الواحد السيد تألق في الدقائق المتبقية من الشوط الأول وأنقذ تسديدة قوية وأصعب من تلك التي اهتزت بها شباكه أطلقها الكاميروني موندومو في الدقيقة42 وحولها لضربة ركنية.. وبعدها كاد زهير الزاودي يسجل من كرة قطرية لعبها له موندومو وسددها برأسه بجوار القائم الأيمن لعبد الواحد السيد.. ويضطر حسام حسن لسحب محمد إبراهيم ويدفع بحازم إمام الذي ينجح في أول كرة يتسلمها من الاختراق ومراوغة مدافعين ويلعب عرضية تمر من شيكابالا والحارس ليسددها حسين ياسر محمدي داخل المرمي مسجلا الهدف الثاني في الدقيقة46 لينتهي الشوط الأول بفوز الزمالك2 .1 ويبدأ الشوط الثاني بسيطرة للزمالك وبقوة وبنفس سيناريو الشوط لأول ولكن بتنفيذ من حازم إمام الذي انطلق بالكرة ولعب عرضية وصلت لحسين ياسر الذي سددها بجوار القائم الأيسر. ويتألق حسين ياسر ويخترق أكثر من مرة ولكنه لا يجد المساندة الإيجابية علي الإطلاق وينجح بذكاء كبير وبمهارة عالية في أن يورط بلال عيسي المدافع الأيمن للإفريقي في الإنذار الثاني عندما مر منه بمهارة فلمس الكرة بيديه لمنعه من الاختراق ليمنحه الحكم الجزائري البطاقة الصفراء الثانية ويتعرض للطرد. ويجري حسام حسن تغييرين في محاولة لإعادة تنظيم فريقه في الثلث الهجومي وخط الوسط بالدفع بإبراهيم صلاح للحد من خطورة الهجمات المرتدة للإفريقي وبالإيفواري أبو كونيه كرأس حربة في محاولة لزيادة الكثافة داخل منطقة الجزاء بلاعبين يجيدون اللعب بالرأس ويمتلكون القدرة علي التهديف.. ويصنع أبو كونيه في الدقيقة28 فرصة رائعة من كرة أحمد جعفر ويمرر نموذجية لشيكابالا الذي تسلم وحاول أن يلعبها من فوق الحارس ولكن الأخير أنقذها باقتدار. ويهاجم الزمالك بقوة بعد طرد بلال عيسي معتمدا علي تنظيمه الجديد بوجود رأسي حربة متمركزين أبو كونيه وأحمد جعفر ومن خلفهما الثلاثي شيكابالا وحازم إمام وحسين ياسر محمدي.. ويتحسن أداء الزمالك في الثلث الهجومي.. وتشهد الدقيقة40 فرصتين غاية في الخطورة للزمالك الأولي ينقذها الحارس.. والثانية من أحمد جعفر مررها لإبراهيم صلاح لعبها عالية ينقذها الحارس وترتد منه ويسقط علي الأرض بعد إصطدامه بعبد القادر خشاشي لمحمود فتح الله الذي يسددها بغرابة فوق العارضة مهدرا فرصة سهلة للغاية.. ويحتسب الحكم ضربة حرة في الدقيقة43 يلعبها شيكابالا ويسددهها أحمد جعفر برأسه في المرمي ولكن تحتسب تسللا لتغضب الجماهير.. ولا يمر أكثر من دقيقتين حتي تندفع الجماهير بالمئات داخل الملعب وتجد الشرطة صعوبة في إعادتهم للمدرجات ليفشل الحكم في استئناف اللقاء ويكمل الست دقائق التي احتسبها كوقت بدل ضائع.