تشهد الولاياتالمتحدة منذ شهور, حربا انتخابية مستعرة لم تشهدها من قبل بشهادة كل المحللين في كل أنحاء العالم..أراد الحزب الجمهوري أمرا, وأرادت المشيئة أمرا آخر, وجاء ترامب رغم معارضة الكثيرين من الحزب الجمهوري ليكون المرشح الممثل للحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الثامن من نوفمبر القادم.نجح ترامب في الانتخابات المبدئية من خلال استخدامه كل الأساليب العنصرية التي يتبناها الجناح اليميني المتطرف..صوت له هؤلاء جميعا حالمين بأمريكا بيضاء خالصة لهم من دون الآخرين..هذه الأساليب لم تنجح حتي الآن علي المستوي القومي الأمريكي في مواجهة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي تتفوق عليه بعشر نقاط في غالبية استطلاعات الرأي الأخيرة.ظل ترامب طيلة الأسبوع الماضي عاكفا علي اتهام هيلاري بأنها عنصرية كريهة, وأنها استخدمت سلطاتها إبان خدمتها كوزيرة للخارجية لجمع الأموال من متبرعين أجانب ومن جماعات ضغط تحاول التأثير علي مسار السياسة الأمريكية. كان رد هيلاري عاصفا في خطاب لها يوم الخميس الخامس والعشرين من أغسطس مفاده بأن ترامب غير مؤهل ليصبح رئيسا لأمريكا وأنه يفتقر للمعرفة والخبرة لتأدية تلك الوظيفة, ولأنه بني حملته الانتخابية منذ البداية علي التفرقة العنصرية الكريهة, وأنه ساعد الجماعات العنصرية لتستولي علي الحزب الجمهوري. وأضافت أنه صاحب تاريخ عنصري طويل, وأنه بالتالي غير مؤهل أن يكون الرئيس والقائد الأعلي للقوات المسلحة الأمريكية..لخصت تشخيصها لترامب: بأنه لا يوجد ترامب آخر قد يتبلور خلال الأيام القادمة, وأن هذا هو ترامب الحقيقي والذي هو نتاج عقود طويلة من الممارسات العنصرية ضد الأقليات..وأضافت أن حملته الانتخابية منذ البداية لم تخرج عن كونها فيضا من العنصرية الكريهة..إنه يعيد تغريدات قادة الجماعات العنصرية والجماعات المعادية للسامية علي صفحته ليقرأها أكثر من11 مليونا..وأنه عين أخيرا مديرا لحملته معروفا بالعنصرية الشديدة, ومواليا للجماعات اليمينية شديدة التطرف وهو ستيفن بانون. إضافة لخطابها الناري. قامت حملتها بإذاعة إعلان انتخابي يظهر فيه ديفيد دوك زعيم جماعة الكي كي كي العنصرية يقول فيه:السبب الذي يجعلنا سنمنح أصواتنا لترامب هو أنه يؤمن بنفس أفكارنا..وأن عدم التصويت لترامب هو خيانة لمباديء وطننا وميراثه الحضاري..وتضمن الإعلان أيضا قولا لأحد قادة اليمين المتطرف بأن تلك الجماعات ستدير أمريكا في حالة فوز ترامب بمنصب الرئيس. كانت إستجابة ترامب لكل من الإعلان الانتخابي وخطاب هيلاري في تغريدات متعاقبة:خطاب هيلاري القصير يحاول تخويف شعبنا والتأثير السلبي عليه, يجب أن تحس بالخزي والعار..وأنها تحاول استمالة الأمريكيين السود للحصول علي أصواتهم, ولكنهم يعلمون علم اليقين أن ما تعد به مجرد أقوال وليس أفعالا..هيلاري لا تجيد غير خطابات الهجوم علي. والإعلام يمنحها كل الفرص لفعل ذلك..وأضاف:عندما تعجز هيلاري عن الدفاع عن مواقفها وتاريخها تكذب وتحاول تشويه تاريخ الأمريكيين الشرفاء ووصفهم بالعنصرية. مشكلة ترامب الحقيقية أنه لم يتطوع أحد لنجدته من الحزب الجمهوري أو للدفاع عنه ضد الهجوم الديمقراطي الكاسح, مثلما يفعل الحزب الديمقراطي مع هيلاري. لم يتفوه أحد ضد اتهاماتها له بالعنصرية, أو ما تقوم به حملتها الانتخابية من ربطه بالجماعات العنصرية المتطرفة مثل الكي كي كي وغيرها. عندما سأل الصحفيون اثنين من أهم قادة الحزب الجمهوري عن تقاعسهم في نصرتهم, أجابوا أنهم لم يقرأوا خطاب هيلاري بعد! إنه علي وشك الوقوف وحيدا فيما تبقي من أيام الحملة الانتخابية..إنها مأساة من نوع جديد..وكأن الانتخابات الأمريكية حسمت قبل وقتها بأكثر من شهرين, وأن الحزب الجمهوري يضحي به ليعيش ويبقي الحزب ومبادؤه, وألا يخسر الأغلبية في الكونجرس والتي أصبحت أيضا وشيكة.