كثف النظام التركي أمس مزاعم عمليات التطهير بعد الانقلاب الفاشل ضد الرئيس رجب أردوغان وأقال آلاف الشرطيين, لكنه وعد باحترام القانون في مسعي لطمأنة شركائه الأجانب القلقين من انحراف قمعي معمم لسلطات تركيا. حيث تم اعتقال7543 عسكريا وقاضيا بعد إقالة نحو تسعة آلاف شرطي ودركي وموظف. يأتي ذلك فيما ألغت الحكومة التركية الإجازات السنوية لنحو ثلاثة ملايين موظف وأمرت من كان منهم في إجازة حاليا بالعودة إلي وظيفته بأسرع ما يمكن. وعقب اجتماع لمجلس الوزراء في أنقرة اكد يلدريم بوضوح انه ستتم محاسبة الانقلابيين علي كل قطرة دم سالت. وقدم حصيلة جديدة أعلي لعدد القتلي في المحاولة الانقلابية:308 قتلي بينهم مئة من منفذي الانقلاب الفاشل. لكن رئيس الوزراء قال إن عملية التطهير ستتم في إطار القانون, في رد علي دعوات الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة للنظام التركي بعدم الانجرار الي ممارسة التعسف. من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عقب اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي ببروكسل ندعو بشدة حكومة تركيا إلي الحفاظ علي الهدوء والاستقرار في البلاد, كما ندعو الحكومة التركية أيضا إلي احترام المؤسسات الديمقراطية للأمة ودولة القانون. وابلغ الاتحاد الأوروبي تركيا أن إعادة العمل بعقوبة الإعدام التي ألغيت في تركيا في2004 في سياق مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي, ستغلق باب الاتحاد الأوروبي أمام أنقرة. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني لا يمكن لأي بلد أن ينضم للاتحاد الأوروبي إذا ادخل عقوبة الإعدام لقوانينه. وأكد أمين عام مجلس أوروبا توربيورن جاكلان من جهته انه لا يمكن لأية دولة عضو( في مجلس أوروبا) ممارسة عقوبة الإعدام وأضاف علي لسان متحدث باسمه هذا واجب مدرج في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان موضحا ان تركيا صادقت علي البروتوكولين6 و13 التي تلغي عقوبة الإعدام في كافة الظروف. في الوقت نفسه, يري خبراء أن تركيا قد تلجأ إلي استخدام قاعدة انجرليك الإستراتيجية التي يتم فيها تنسيق الغارات الجوية ضد تنظيم داعش كورقة ضغط ضد الولاياتالمتحدة علي خلفية التوتر المستجد بين الطرفين بعد محاولة الانقلاب الفاشلة. لكن الانقلاب الفاشل الذي حمل أردوغان المسئولية عنه إلي الداعية الإسلامي فتح الله جولن الذي يعيش في منفاه في الولاياتالمتحدة, أجج مشاعر العداء لواشنطن في أنقرة. وما يثير غضب المسئولين الأتراك هو أن الولاياتالمتحدة أدارت حتي الآن أذنها الصماء للمطالب التركية بتسليم جولن إلي أنقرة, في وقت اعتبر وزير العمل التركي سليمان صويلو أن واشنطن تقف وراء الانقلاب. وأثار ذلك مخاوف من أن تستخدم أنقرة قاعدة انجرليك ورقة للضغط علي واشنطن لتسليم جولن ومحاكمته في تركيا.