واصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان حملة الانتقام وتصفية الحسابات التي بدأها مع الدقائق الاولي مما يقول انها محاولة انقلاب فاشلة تعرضت لها حكومته يوم الجمعة الماضي. أصدرت وزارة التربية والتعليم التركية أوامر باقالة نحو 15 ألف مدرس عن العمل في تركيا. للاشتباه في تورطهم في محاولة الانقلاب وارتباطهم بجماعة "فتح الله جولن". كما اقال مجلس التعليم العالي في تركيا 1577 من رؤساء وعمداء الجامعات التركية الحكومية وتلك المرتبطة بمؤسسات خاصة. وفي الوقت نفسه. عزلت السلطات التركية قائد قوات الامن العام التركي غالب مندي في إطار التحقيقات في المحاولة الانقلابية الفاشلة.. وكانت السلطات التركية أعلنت في وقت سابق عن إقالة 100 من العاملين في جهاز المخابرات . و257 من الموظفين في رئاسة الوزراء علي الخلفية ذاتها. ويقدر عدد العاملين في مكتب رئيس الوزراء بنحو 2600. كما ارتفعت حصيلة عدد القادة العسكريين الموقوفين في تركيا بعد الانقلاب الفاشل إلي 118 جنرالا وأميرالا. وصدرت قرارات اعتقال بحق 85 منهم. أعلنت مديرية الشئون الدينية عن عزل 492 من الموظفين العاملين فيها. فيما أعلن مسئول بوزارة المالية أن الوزارة أوقفت نحو 1500 موظف عن العمل للسبب ذاته. كما أصدرت السلطات التركية أوامر بإغلاق 25 مؤسسة إعلامية ووقفها عن العمل. من بينها مؤسسة إعلامية تابعة للداعية الإسلامي "فتح الله جولن" بتهمة دعم المحاولة الانقلابية. قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم إن 7543 شخصا اعتقلوا حتي الآن. من بينهم 6038 عسكريا. وعرضت صور لبعضهم وهم في ملابسهم الداخلية. وطالت حملة الاعتقالات مستشار الرئيس أردوغان للشئون القوات الجوية. أركان كيفراك الذي كان يقضي عطلة في أنطاليا جنوبي تركيا. تعهد الرئيس رجب طيب أردوغان بتطهير المؤسسة العسكرية مما تقول السلطات إنهم أعضاء أو مرتبطون بجماعة الداعية التركي فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة. وفي تطور أخر أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين. أن رفض الولاياتالمتحدةالأمريكية تسليم فتح الله جولن سيدفع الأتراك إلي الاعتقاد بأن الأمريكيين "يحمونه". وأضاف كالين - أن آلاف الجنود متورطون في محاولة الانقلاب الفاشلة. إلا أن حملة الاعتقالات بحقهم لن تؤثر علي الحرب التي تشنها تركيا ضد تنظيم "داعش" وحزب العمال الكردستاني. وأشار المتحدث إلي أنه تم إلقاء القبض - أيضا- علي 14 جنديا ممن حاولوا الهجوم علي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في "مرمرة". ولفت إلي أنه لا توجد أي مركبات عسكرية مفقودة بعد انتهاء محاولة الانقلاب; بما في ذلك دبابات أو طائرات الهليكوبتر. مضيفا أنه من غير المنطقي اتهام أردوغان بتدبير محاولة الانقلاب. وفي اجراء انتقامي آخر اعلنت الإدارة العامة للصحافة بتركيا سحب /. اعتماد 34 صحفيا للاشتباه بارتباطهم بجماعة فتح الله جولن. ولم تتطرق القناة التليفزيونية التي بثت النبأ إلي المزيد من التفاصيل في هذا الصدد. وفي تصريحات غريبة أكد وزير العدل التركي بكير بوزداج. القبض علي الطيارين اللذين أسقطا المقاتلة الروسية "سو-24" علي الحدود التركية-السورية في نوفمبر عام 2015. وذلك ضمن حملة الاعتقالات التي يشنها النظام التركي ضد المشتبه في تورطهم في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة. وقال بوزداج - في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية وبثتها وكالة أنباء "تاس" الروسية - "إن الطيارين اللذين أسقطا الطائرة الروسية تم اعتقالهما". وطالت موجة الاعتقالات - وفق المعطيات الأخيرة - نحو 3 آلاف عسكري. بينهم ضباط من رتب مختلفة والبعض منهم برتب عالية. متهمين بالتورط في محاولة الانقلاب. وأقيل أكثر من 2700 قاض في مختلف المحاكم. بينهم ما لا يقل عن 10 قضاة في المحكمة الإدارية العليا أوقفوا للاشتباه بتورطهم في الانقلاب. في الوقت نفسه دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة. الأمير زيد بن رعد الحسين. تركيا إلي الالتزام بسيادة القانون عقب محاولة الانقلاب الفاشلة..واعرب عن قلقه البالغ بشأن عزل أعداد كبيرة من القضاة وممثلي الادعاء. وطالب رعد الحسين . بضرورة السماح لمراقبين مستقلين بزيارة أماكن الاحتجاز في تركيا لتفقد ظروف الاعتقال. وكذا السماح للمعتقلين بالاتصال بمحاميهم وذويهم. وفي الوقت نفسه قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني إنه ¢من غير المقبول تماما مواصلة التفاوض مع بلد يريد إعادة تطبيق عقوبة الاعدام". في إشارة إلي تركيا. وأضاف الوزير - ¢نشعر بقلق بالغ تجاه تركيا. لا فيما يتعلق بعقوبة الاعدام فقط. ولكن بمنطق الانتقام والتطهير...¢ وأشار إلي أن حال إقدام تركيا علي قرارات حاسمة. كاستعادة عقوبة الاعدام. فلن نحتاج- كاتحاد أوروبي - حتي إلي عقد الكثير من الاجتماعات¢. وخلص رئيس الدبلوماسية الإيطالية إلي القول إنه ¢مع ذلك. لا تزال أوروبا تمتلك القدرة علي التأثير علي تركيا. باعتبارها شريكا رئيسيا. وردا علي ذلك قال أردوغان إن الشعب التركي يريد تطبيق عقوبة الاعدام التي ألغيت منذ أكثر من عشر سنوات بحق المشاركين في محاولة الانقلاب الفاشلة.. وأضاف أردوغان - أن "تطبيق عقوبة الاعدام ستتم مناقشتها في البرلمان". وأن "الأحزاب السياسية ستعطي أفضل قرار لها حيال مثل هذه الخطوة". ووصف الرئيس التركي التلميحات الموجهة إليه بأنه يعاقب خصومه السياسيين بعد محاولة الانقلاب الفاشلة بأنها "مجرد افتراءات".