نموذج النجم الساعي وراء الشهرة والأضواء والباحث عن مجده الشخصي والمتنحي عن جميع قضايا مجتمعه هي السائدة في مجتمعنا العربي من المحيط إلي الخليج. وأن لفتت انظار النجم مشكلة عامة فتكون هي المشكلة التي تضمن له أكبر قدر من الشهرة والجماهيرية والبعد عن الصدام من اي كائن يكون, اي قضية تضيف إليه ولا تأخذ منه لكن نجوم العالم تتنوع وتتعدد بينهم العديد من النماذج ولا يقع كلهم تحت وطأة الصراع المميت حول صورتهم ومعدلات شهرتهم, لعل اختلاف المجتمعات الغربية عن المجتمعات العربية القمعية الفقيرة حتي لا أقول المتخلفة تلعب دورا كبيرا في تشكيل شخصية النجم, لكن انتظار تغير المجتمع لكي يتغير نموذج النجم عندنا لأمر طويل وبعيد المدي, وهذا أمر قد لا يلعب فيه الفن والسينما الدورالحاسم. الغرب ونجومه لهم قضايا يناضلون من اجلها ولهم مواقف من قضايا المجتمع لا يتوانون عن الدفاع عنها حتي لو ادي ذلك إلي التأثير علي شعبيتهم وخفض فرصهم في العمل, كلنا نتذكر مارلون براندو ودفاعه عن الهنود الحمر وما أدي اليه ذلك من مشاكل جمة له مع يهود هوليوود الذين انتقدهم لعدم تقديمهم افلاما لعرض مشكلة الهنود بنفس القدر الذي قدموا به أفلاما عن الهلوكوست, وكذلك الحال مع الممثلة فانيسا ريدجريف والمقاطعة التي فرضت عليها من بعد تمثيلها في فيلم يناصر الفلسطينيين و هناك سكورسيزي وبراد بيت ووقوفهما خلف الدلاي لاما وقضية استقلال التبت مع المخرج الكبير بيرتولوشي, القائمة طويلة ومن ضمن تلك القائمة اسم لممثل قد يعرفة الكثير منا علي انه الزوج السابق لنجمة الغناء مادونا, لكنه مشهور للكثيرين منا نحن أبناء العرب والعروبة بمواقفه من حصار العراق, ووقوفه ضد حروب جورج بوش وزيارته للعراق قبل الحرب, مؤخرا ذهب شين بين إلي هايتي تلك الجزيزة الفقيرة التي دمرها الزلزال وأخذ يتجول في شوارعها ويشاهد المشردين والجرحي أثناء تجولة سمع أنينا قادما من تحت انقاض احد المنازل فسارع باستدعاء رجال الإنقاذ الذين أخرجوا من تحت الانقاض أما وبنتها في حالة خطيرة, صاحبهما شين بين إلي المستشفي و بعد خروجهما استضافهما لمدة أسبوع حيث يقيم. كرمز لدعوته من أجل دعم إقامة مساكن للمشردين من أهل الجزيرة, كم من نجومنا ذهبوا لأسوان بعد السيول اوللعريش كم منهم هزتهم ارقام ضحايا العبارة كم.. لكن يذكر لهم مؤتمر سفح الهرم بعد مباراة أم درمان الشهيرة الذي اعلنوا فيه عن مقاطعة الجزائر فنيا في خطب عصماء.. وفعلا الدنيا كرة. بعيدا عن التنهيدات الصادرة عمن أحبط بحال الفن والفنانين والسينما والسينمائيين احتفلت فرنسا بتوزيع جوائز سيزار لعام2010 وهي جوائز السينما الفرنسية المماثلة لجوائز الاوسكار وجاءت النتائج كالتالي: حصد فيلم نبي للمخرج جاك اوديار كما كان متوقعا عددا كبيرا من الجوائز بينها جائزة أفضل فيلم في حفل توزيع جوائز سيزار الخامس والثلاثين. وحصل فيلم نبي الذي كان مرشحا ل13 جائزة, علي جائزة أفضل موهبة جديدة وجائزة افضل ممثل اللتين منحتا لطاهر رحيم, وبعد تكريمه في مهرجان كان السينمائي كأفضل فيلم وترشيحة لجائزة الاوسكار لأفضل فيلم أجنبي, منح نبي الذي يتحدث عن وساط السجون في فرنسا جائزة أفضل سيناريو, وهي المرة الثالثة التي يمنح فيها اوديار جائزة أفضل سيناريو, كما منح الفيلم جائزة افضل تصوير, ومنحت ايزابيل ادجاني(54 عاما) جائزة افضل ممثلة لدورها في فيلم نهار الجيبة للمخرج جان بول ليلينفيلد, ونقل الحفل الذي قدمه الكوميديان المغربي جاد المالح والفرنسيةفاليري لوميرسييه مباشرة علي شاشة التليفزيون. وقد منحت جائزة فخرية غالي الممثل الامريكي هاريسون فورد(67 عاما) الذي حضر الحفل, كما فاز فيلم( تورينو الكبير) من إخراج كلينت استوود علي جائزة احسن فيلم اجنبي, وجاك اوديار هو المخرج الفرنسي الذي يقف بشدة في صف المهاجرين في فرنسا من أجل حصولهم علي أوراق اقامة شرعية في البلاد والتي تمنعها عنهم الحكومة الفرنسية بالرغم من انهم يعملون في أماكن حكومية وشركات كبري ان المواقف البطولية التي يقوم بهما فنانيو الغرب لتجعل حمرة الخجل تكسو وجه كل الفنانين العرب والمصريين الساعين إلي مكاسب شخصية ناسين مشاكل الناس الذين دونهم لن يكونوا نجوما ولن يكونوا مشهورين.