كان المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة صريحا وواقعيا عندما رد علي سؤال وجهه إليه واحد من الشباب في منتدي الحوار الوطني, بمشاركة السيد وزير الخارجية , رد السيد الوزير قائلا: إن مصر لا تمتلك القدرة الآن علي استضافة كأس العالم لكرة القدم, ويبدو أن هذا الشاب أصابه الإبهار وهو يشهد ملاعب فرنسا وهي تبدو في أحلي زينة, وأبهي جمال, وهي تستضيف مباريات اليورو, فجالت في خاطره أمنيات تتعلق برغبة كامنة في النفوس تتوق إلي مشاهدة ملاعبنا وهي تستضيف حدثا كرويا عالميا, فكان سؤاله للسيد الوزير: لماذا لا تنظم مصر بطولة كأس العالم لكرة القدم؟ وبالتالي كان رد السيد الوزير الذي يتسق مع الواقع, فمصر إذا أرادت أن تنظم بطولة كأس العالم الكروية فلابد من إمكانات ليس في مقدورنا حاليا أن نوفره لهذا الحدث الذي يترقبه ملايين البشر كل أربع سنوات, وليس هناك من ينكر أن مصر موقعا ومناخا وتاريخا وأمنا هي أفضل بلدان العالم لاستضافة الأحداث الرياضية العالمية, مثل عرس الكرة العالمي, أو مثل الدورة الأوليمبية, لكن العقبة الكئود التي تقف أمام تحقيق هذا الحلم, تتلخص في كلمة واحدة وهي: الإمكانات. إذ المعروف أنه لكي تنظم دولة كأس العالم الكروية أو دورة أوليمبية, فلابد من استعدادات ضخمة تتمثل في عدد لا يقل عن عشرة استادات يتسع الواحد منها لأربعين أو خمسين ألف متفرج, وقد يكون إنشاء الاستادات سهلا ويسيرا, لكن إلي جانب الاستادات يجب أن تتوافر إمكانات إقامة المنتخبات المشاركة, وهذه الإمكانات تتلخص أيضا في كلمة واحدة وهي الفنادق, وتضيف إليها الملاعب المساعدة للتدريب والمران, وكذلك الصالات المغطاة, ومضامير لسباقات الدراجات. ولابد أن تكون الفنادق من هيئة الخمس نجوم, كما يجب أن تكون هذه الاستادات قريبا منها مطارات دولية تستقبل الطائرات التي تأتي من كل الأنحاء حالة الفرق الرياضية وجماهيرها التي ستشجعها وتؤازرها, ومعروف أنه ليس لدينا من هذه الإمكانات إلا ما هو متوافر في القاهرة والإسكندرية, وبالقطع فإن هذه الإمكانات تتطلب ميزانيات ضخمة قد لا تكون متوافرة لدينا في هذه الظروف التي نعيشها. أقول كل ذلك وأحيي السيد وزير الشباب والرياضة علي واقعيته, وعلي صراحته, فقد كان يمكن له أن يدغدغ مشاعر الشباب بأن يقول كلاما نشتم منه أننا قادرون علي تنظيم مثل هذه الأحداث الرياضية العالمية, لكن الرجل قال ما يجب أن يقال, ولعل ذلك كله الذي جال بخاطري وأنا أشاهد بطولة اليورو وأقرأ ما قاله السيد الوزير في منتدي الحوار الشبابي يذكرني بصفر المونديال الذي كان مأساة بكل معني الكلمة أصابت مصر في الصميم, فقد عن لوزير سابق للشباب عاش تلك الأيام التي وقعت فيها أحداث الصفر المونديالي, فقد عن له, وتحت تأثير رئاسي, أننا يمكن أن ننظم كأس العالم لكرة القدم2010, وهي البطولة التي نظمتها جنوب إفريقيا, جال في ذهن حكام تلك الفترة أنه يمكن أن يوافق الفيفا علي أن نقوم بالتنظيم, خاصة عندما أعلن رئيسه سنة2004 أن البطولة ستكون في قارة إفريقيا, إذن فالفرصة سانحة أمام مصر لتتشرف بتنظيم الحدث, وصال الوزير حينذاك وجال وقال كلاما كبيرا من نوع أن مصر بلد الموقع والتاريخ والآثار, وقلنا له إن الفيفا أوصي بأن بلدا إفريقيا سينظم البطولة قاصدا جنوب إفريقيا, لأنها كانت علي وشك أن تنظم بطولة2004, ولكن ألمانيا فازت بالتنظيم, وقيل إن أمورا فيها شبهة الفساد حققت لألمانيا عملية التنظيم, فأراد الفيفا أن يكفر عن سيئاته فقال بأن البطولة ستقام في بلد إفريقي, لكن أحدا لم يقتنع كما قلنا إن إمكاناتنا من حيث البنية التحتية لا تقنع الفيفا بإسناد التنظيم لنا, وأن الدول لن توافق مادام الفيفا ليس في صفنا, وكان ما كان وذهب الوزير إلي سويسرا ولم يلتفت أحد إليه, وجاء التصويت فإذا بنا نفاجأ بأننا أحرزنا صفرا كبيرا. تحية لوزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز علي واقعيته التي لم يتحل بها سلفه صاحب الصفر الكبير.