منذ بضعة اسابيع جاء عرس الكرة العالمي الذي استضافته جنوب افريقيا الي نهايته وأسدل الستار علي المونديال العالمي الذي أخذ بالالباب والعقول وتعلقت به الآذان والقلوب شأن الساحرة المستديرة. التي تبعث الإثارة وتؤجج الحماس وكم كنا نتمني أن نكون مشاركين في الفرح الكبير لكرة القدم خاصة اننا أصحاب قيمة وقامة عالية علي الصعيد الافريقي حيث حققنا الفوز ببطولة القارة ثلاث مرات متتالية برصيد سبع بطولات وفي البطولة الماضية في أنجولا تغلبنا وفزنا علي كل الفرق التي نافست في المونديال ولعلنا نستوعب الدرس ونشد العزم علي الاتفوتنا بطولة2014 التي ستقام في البرازيل ويأتي المونديال الماضي ليذكرنا بأننا لانعيش أحيانا علي أرض الواقع وأننا كثيرو الكلام قليلو العمل واننا مغرمون برفع الشعارات أكثر من العمل الدءوب المثمر. يذكرنا المونديال بالصفر الكبير الذي حصلنا عليه عندما لم نخطط جيدا بل وارتكبنا خطايا وأخطاء عديدة ونحن نتقدم بطلب إستضافة العرس الكروي كان ذلك منذ ست سنوات عندما تفتق ذهن الجهابذة وقرروا خوض معركة الترشيح لاستضافة الحدث الكبير كانت حجتهم واهية وهي أنه عندما ترشح القارة الافريقية من قبل الفيفا لتنظيم كأس العالم فإنه من غير اللائق الا تتقدم مصر بطلب التنظيم وهي الدولة الرائدة صاحبة الصيت والتاريخ وأن الأجيال القادمة ستحاسبنا فيما لولم نتقدم بملف مصر الي الفيفا, وهي حجج ليست فيها دراسة لواقع ملاعبنا وطرقنا وفنادقنا ومواصلاتنا وفيها من العاطفة أضعاف مافيها من الواقعية كان القائمون علي أمر الرياضة المصرية يمنون النفس بأن يكون تصويت الفيفا لصالحنا لالشيء الا انهم كانوا يريدون البقاء في مواقعهم فإذا ما جابوا الديب من ديله فكيف يصح الايكونوا علي رأس الشأن الرياضي عندما تحين الساعة ويصبح العرس مقاما علي ملاعبنا وفرق العالم الكروية ضيوفا علينا ولعلي أتذكر واذكر انني كنت من الذين عارضوا بشدة مجرد التقدم بالطلب الي الفيفا لتنظيم الكأس العالمية وكانت حججي قوية للغاية كنت أيامها عضوا بمجلس امناء اتحاد الاذاعة والتليفزيون وأرأس في نفس الوقت لجنة الشباب والرياضة المنبثقة عن المجلس وعهد الي مجلس الأمناء بكتابة تقرير عن أمر الاستضافة خاصة ان المسئولين عن الشأن الرياضي طلبوا من اتحاد الاذاعة والتليفزيون ان يروج للموضوع ويقدم من البرامج مايجعل المتلقين داعمين لملف مصر الذي ستتقدم به للفيفا, وكتبت التقرير وعرضته علي المجلس في واحدة من جلساته وقلت في التقرير ان التصدي لتنظيم كأس العالم لكرة القدم يتطلب عدة أمور منها تشييد عدة ملاعب كروية لها مواصفات يفرضها الفيفا وبدونها لاتتم الموافقة ومنها مايتعلق بالفندقة والطرق والمواصلات والاتصالات والمطارات ومنها مايتعلق بالبنية التحتية التي يتطلبها وجود عشرات الألوف من مشجعي الفرق التي ستشارك في المونديال وقلت انه لو لعب فريق مثل البرازيل في ستاد القاهرة مثلا فإنه لا أقل من عشرة الآف برازيلي سيشجعونه فهل لدينا المواصلات التي تنقلهم من محال إقامتهم الي الاستاد واذا مارأي ألف أو الفان من هؤلاء المشجعين ان يسيروا علي أقدامهم من الاستاد الي العباسية مثلا وأراد بعض منهم ان يقضي حاجته فهل نستطيع ان نوفر لهم عشرات من دورات المياه التي لاتقل عن درجة الخمس نجوم في الشوارع ثم قلت اخيرا ان الفيفا لم تقرر تنظيم قارة افريقيا للمونديال الا من أجل عيون جنوب افريقيا التي كان من حقها ان تنظم مونديال سنة2006 ولكن المانيا فازت بالتنظيم بعملية قيل انها لم تكن نظيفة وكذلك تمت الموافقة بفارق صوت واحد فازت به المانيا وان هذا الصوت كان نتيجة لعملية غير نظيفة وقلت ايضا ان هناك شخصية عالمية لها كاريزما خاصة تقف وراء جنوب افريقيا هو زعيمها نيلسون مانديلا, ووافقني المجلس علي آرائي وان انبري مسئول وزارة الشباب يقول كلاما ليس منه من العقلانية من شيء وأن هناك اصواتا مضمونة لمصر وان الاصوات التي ستحصل عليها المغرب في الجولة الاولي ستحصل عليها مصر في الجولة الثانية للتصويت ولم يسمع أحد الي صوت الواقع والمنطق والعقل وذهبوا الي الفيفا ومعهم طفل يتحدث سبع لغات علامة علي النبوغ المصري في حين ان اسم الطفل لم يكن عربيا بل كان اسمه من الاسماء الأرمينية في حين ان جنوب افريقيا ذهبت الي زيوريخ وعلي رأس وفدها الزعيم الافريقي الكبير وبالطبع كان الصفر من نصيبنا والفوز من نصيب جنوب افريقيا فهل نتعظ وهل نستوعب الدروس لتلك هذه الامور الخطيرة.