وحمالة الحطب هي زوجة أبي لهب وهي أم جميل( اسمها) أروي بنت حرب بن أمية وهي أخت أبي سفيان بن حرب, نزل فيها وفي زوجها سورة المسد(قال تعالي) تبت يدا أبي لهب وتب.ما أغني عنه ماله وما كسب.سيصلي نارا ذات لهبه وامرأته حمالة الحطب.في جيدها حبل من مسد) سورة المسد/1 5 وفي تفسير ابن كثير قال: روي البخاري عن ابن عباس أن النبي صلي الله عليه وسلم خرج إلي البطحاء فصعد الجبل فنادي يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش فقال: أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقوني؟ قالوا: نعم قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا؟ تبا لك, فأنزل الله:( تبت يدا أبي لهب وتب) إلي آخرها.. فأبو لهب هو أحد أعمام رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان كثير الأذي له والبغض له, والتنقص له ولدينه واسمه عبد الغزي بن عبد المطلب, وقد روي الإمام أحمد عن أبي الزناد قال: أخبرني رجل يقال له( ربيعة بن عباد) من بني الديل وكان جاهليا فأسلم قال: رأيت النبي صلي الله عليه وسلم في الجاهلية في سوق ذي المجازر وهو يقول: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا والناس مجتمعون عليه, ووراءه رجل وضيء الوجه, أحول ذو غديرتين يقول: إنه صابئ كاذب, يتبعه حيث ذهب, فسألت عنه فقالوا: هذا عمه أبو لهب. أما عن( حمالة الحطب), وهي من سادات قريش, فقد كانت عونا لزوجها علي كفره وجحوده وعناده, فلهذا تكون يوم القيامة عونا عليه في عذابه في نار جهنم, ولهذا قال تعالي حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد يعني تحمل الحطب فتلقي علي زوجها ليزداد علي ما هو فيه, هي مهيأة لذلك مستعدة له.( في جيدها حبل من مسد) قال مجاهد: من مسد النار وعن مجاهد وعكرمة( حمالة الحطب) كانت تمشي بالنميمة. وقال ابن عباس والضحاك: كانت تضع الشوك في طريق رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال سعيد بن المسيب: كانت لها قلادة فاخرة, فقالت: لأنفقها في عداوة محمد فأعقبها الله منها حبلا في جيدها من مسد النار, والمسد الليف وقيل: قلادة من نار طولها سبعون ذراعا وقال مجاهد( حبل المسد) أي طوق من حديد وأخرج ابن أبي حاتم عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما نزلت تبت يدا أبي لهب أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فهر وهي تقول: مذمما أبينا ودينه قلينا وأمره عصينا. ورسول الله صلي الله عليه وسلم جالس في المسجد ومعه أبو بكر, فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول قد أقبلت وأنا أخاف عليك أن تراك. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إنها لن تراني, وقرأ قرآنا اعتصم به, كما قال تعالي: واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا فأقبلت حتي وقفت علي أبي بكر, ولم تر رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالت: يا أبا بكر إني أخبرت أن صاحبك هجاني قال: ورب هذا البيت ما هجاك فولت وهي تقول: قد علمت قريش أني ابنة سيدها قال: فعثرت أم جميل في مرطها وهي تطوف بالبيت, فقالت: تعس مذمم وقال بعض أهل العلم في قوله تعالي في جيدها حبل من مسد أي في عنقها حبل من نار جهنم ترفع به إلي شفيرها, ثم ترمي إلي أسفلها, ثم لا تزال كذلك دائما. وقال العلماء: في هذه السورة معجزة ظاهرة, ودليل واضح علي النبوة, فإنه منذ نزل قوله تعالي( سيصلي نارا ذات لهب. وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد) فأخبر عنهما بالشقاء وعدم الإيمان لم يقيض لهما أن يؤمنا ولا واحد منهما لا باطنا ولا ظاهرا لا سرا ولا علنا. فكان هذا من أقوي الأدلة الباهرة علي النبوة الظاهرة.