كتب:نادر أبو الفتوح لقد ظل الرسول صلي الله عليه وسلم يدعو إلي الإسلام سرا ثلاث سنوات, وكان أصحابه من حوله يدعون بدعوته, وكان يستجيب لهذه الدعوة من أراد الله له الهداية من رجال مكة ونسائها فيزداد عدد المؤمنين يوما بعد يوم. يقول الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة القاهرة أن الرسول صلي الله عليه وسلم حرص علي أن يتجنب الصدام مع قومة فاختار له ولأصحابه مكانا للعبادة في دار الأرقم بن أبي الأرقم, ثم أوحي له الله بالجهر بالدعوة في قول الله تعالي وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني برئ مما تعملون. فبدأ الرسول بعشيرته الأقربين ودعاهم إلي طعام في بيته وحدثهم عن الإسلام فثار عليه عمه عبد العزي بن عبد المطلب وكان يدعي أبا لهب, ثم دعاهم مرة ثانية وقال لهم أيكم يؤازرني علي هذا الأمر فأعرضوا عنه وهموا بتركه لكن علي بن أبي طالب وكان صبيا قال له أنا يارسول الله عونك, ثم انتقل الرسول من دعوة عشيرته لدعوة أهل مكة, فصعد إلي جبل الصفا ونادي بأعلي صوته يا صباحاه وكانت هذه الصيحة معروفة ومألوفة لكل من يريد أن يجمع الناس, وإجتمع أهل قريش وأخذ ينادي كل قبيلة بإسمها فقال يا بني عبد المطلب, يا بني فهر, يا بني لؤي أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني فقالوا نعم. وكان هذا اعترافا منهم بأن محمدا لا يكذب ثم قال إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد, وأخبرهم بأنه نبي مرسل, فسخر منه أبو لهب وقال له تبا لك, أما دعوتنا إلا لهذا, وصرف الناس عنه, فأنزل الله في ذلك قوله تعالي تبت يدا أبي لهب وتب ما أغني عنه ماله وما كسب سيصلي نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد, وفي هذا اليوم شاع حديث الدعوة في مكة ومنهم من هدي الله ومنهم من حقت عليه الضلالة.