أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أمس إن التغيرات التي اجتاحت الشرق الأوسط منذ انهيار جولة محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية زادت العملية تعقيدا وجعلت عودة الجانبين لمائدة التفاوض أكثر إلحاحا. وفي ظل تجمد قائم منذ عامين لمساعي الوساطة الأمريكية للتوصل لاتفاق بشأن إقامة دولة فلسطينية ومع تركيز واشنطن علي الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر تضغط فرنسا علي لاعبين مهمين لعقد مؤتمر يهدف إلي كسر حالة اللامبالاة بالأزمة وخلق زخم دبلوماسي جديد. وبينما يدعم الفلسطينيون المبادرة قال مسئولون إسرائيليون إنه محكوم عليها بالفشل وإن المفاوضات المباشرة هي وحدها التي يمكن أن تتمخض عن حل للصراع الطويل. ولم تتم دعوة إسرائيل أو الفلسطينيين للمؤتمر رغم أن الهدف هو جمع الطرفين علي مائدة المفاوضات بعد الانتخابات الأمريكية. وقال أولاند للوفود في افتتاح المؤتمر بباريس النقاش حول شروط السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ينبغي أن يضع في الحسبان المنطقة بأكملها. وتابع المخاطر والأولويات تغيرت ملمحا إلي تصاعد الاضطرابات التي تجتاح سوريا والعراق واليمن وجنوب شرق تركيا الذي تقطنه غالبية كردية واتساع نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية في مساحات واسعة من المنطقة. وأضاف التغيرات تجعل إيجاد حل للصراع أكثر إلحاحا وهذا الاضطراب الإقليمي يولد التزامات جديدة أمام السلام. ومن جانبها كررت مسئولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني دعوة أولاند وقالت إن من واجب اللاعبين الدوليين والإقليميين أن يجدوا منفذا لأن الجانبين عاجزان عن فعل ذلك وحدهما. وقالت للصحفيين سياسة التوسع الاستيطاني وعمليات الإزالة والعنف والتحريض تكشف لنا بجلاء أن الآفاق التي فتحتها أوسلو عرضة لأن تتلاشي بشكل خطير. وكانت اتفاقيات أوسلو المؤقتة التي أبرمت عام1993 والتي صاغها إسحق رابين وياسر عرفات تهدف إلي قيام دولة فلسطينية علي أراض تحتلها إسرائيل خلال خمس سنوات فيما عرف بحل الدولتين. وقالت موجيريني إن اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط المؤلفة من الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة تضع اللمسات النهائية علي توصيات بشأن ما ينبغي فعله لتقديم حوافز وضمانات لإسرائيل والفلسطينيين للتفاوض. وكانت محاولات سابقة لإقناع الجانبين بإبرام اتفاق قد باءت بالفشل. ويقول الفلسطينيون إن أنشطة التوسع الاستيطاني الإسرائيلية في الأراضي المحتلة تقوض أي احتمال لقيام دولة تتوافر لها مقومات البقاء وتكون القدسالشرقية عاصمة لها. وتطالب إسرائيل بتشديد الإجراءات الأمنية من جانب الفلسطينيين وكبح جماح النشطاء الذين يهاجمون المدنيين الإسرائيليين أو يهددون سلامتهم, كما تقول إن القدس هي عاصمتها التي لا يمكن تقسيمها. وبدا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي باءت مساعيه المكثفة للوساطة بالفشل نتيجة تعنت الطرفين فاترا تجاه المبادرة الفرنسية عندما سئل إن كانت ستؤدي إلي محادثات مباشرة جديدة. وقال للصحفيين سنري.. سنجري ذلك الحوار, ينبغي أن نعلم إلي أين سيذهب وماذا سيحدث.. بدأنا توا...دعونا ندخل في المحادثات.