سوسن, امرأة سورية في منتصف العمر من الحميدية شمال الحدود اللبنانية, تصف كيف صلب تنظيمداعش الإرهابيابن أخيها حتي الموت لارتدائه الصليب, وكيف حول داعش بعض الفتيات الي عبيد للاغتصاب, كما قتل التنظيم مئات الأطفال ووضع جثثهم في أحد المخابز المحلية بمدينة( دوما) السورية وكل هؤلاء من المسيحيين واليزيديين. وذكرت صحيفة( الجارديان) البريطانية أن الأقليات العرقية والدينية في العراق وسوريا تعاني الإبادة الجماعية علي يد داعش وسط صمت دولي مخز. وذكرت الصحيفة أن هذه الإبادة تحتاج إلي إحالة فورية لمجلس الأمن لتنظر أمام المحكمة الجنائية الدولية ليمثل مرتكبيها أمام العدالة. وتتساءل الصحيفة: لماذا تصر الحكومة البريطانية علي أن يعارض أعضاؤها محاكمة داعش علي جرائم الإبادة؟, وتجيب قائلة: الحقيقة أن الحكومة البريطانية لا تنفي ان المسيحيين واليزيديين والأقليات العرقية يتعرضون للإبادة الجماعية في العراق وسوريا, ولكن الخط الرسمي لا يسمح للبرلمان بالمطالبة بوضع اتهامات بالإبادة الجماعية أمام القضاء. وتشدد الجارديان علي أن الإبادة الجماعية مصطلح قانوني, مؤكدة ان هناك شيئا آخر يمنع بريطانيا من النظر في جرائم الإبادة الجماعية لداعش أمام القضاء وذلك نظرا لعلاقتها القوية مع تركيا خاصة بعد توقيع الاتحاد الأوروبي اتفاق مع أنقرة لقبول اللاجئين الذين فروا الياليونان. وتوضح الصحيفة أن تركيا لديها حساسية شديدة من كلمة إبادة لأنها تذكر العالم بالإبادة الجماعية التي ارتكبتها ضد الأرمن عام1915 وهي أول إبادة تتم في القرن العشرين, كما أنها ترتكب الإبادة ضد الأكراد الذين ينظر اليهم علي أنهم إرهابيون من قبل الحكومة التركية. وكما تقول هيلينا كينيدي في الجارديان فإن الإبادة الجماعية لها معني قانوني محدد وهي الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية او إثنية أو عرقية أو دينية والحقيقة المزعجة أن في الوقت الذي ترتكب فيه الإبادة الجماعية في جميع أنحاء العالم منذ أن دخل هذا المصطلح المعجم القانوني عام1948 تقاوم الدول الكبري استخدام هذا المصطلح رافضة الاعتراف بحدوث الإبادة. ومن جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أخيرا أن داعش ارتكبت إبادة جماعية في وصفه للعنف ضد اليزيديين والمسيحيين والمسلمين الشيعة, وهي المرة الثانية التي يستخدم فيها هذا المصطلح وكانت المرة الأولي يشير فيها الي الإبادة الجماعية في دارفور بالسودان. وذكرت الصحيفة أن مجلس أوروبا والاتحاد الأوروبي لم يمررا أي قرارات تشير الي ارتكاب داعش لإبادة جماعية بحق الأقليات, والسياسة الرسمية للحكومة البريطانية هي انه لا دور للحكومة البريطانية في الاعتراف بالإبادة الداعشية في حين انها تحدث علي أرض الواقع, وهذا الأمر لا يمكن الدفاع عنه أخلاقيا. وذكرت الصحيفة أن النائبة اليزيدية فيان دخيل تبذل جهودا كبيرة لجذب انتباه المجتمع الدولي لمحنة شعبها حيث تصف كيف تذبح داعش مئات الرجال والفتيان وتقطع رؤوس الأطفال علاوة علي اختطاف النساء والفتيات واغتصابهن علي مدي أشهر, وبعض هؤلاء الفتيات أطفال لا تتجاوز أعمارهن الثامنة. وتقول النائبة اليزيدية انها لا تفهم لماذا لا تفعل الحكومات الغربية شيئا لمساعدتهم وذلك علي الرغم من انتشار أعمال القتل والإيذاء الجسدي والعقلي والاغتصاب والنقل القسري للسكان وكلها متطلبات قانونية لتصنيف هذه الأعمال في إطار الإبادة الجماعية.