إن حال منطقتنا العربية لا يحتاج الي شرح او تفسير وهي تقاوم مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد الذي يهدد دولها تهديدا مباشرا بالتقسيم والتشرذم وقتال بعضها البعض( الحرب بالوكالة نيابة عن اليهود) وذلك لإقامة الدولة اليهودية طبقا لخريطة المملكة الداودية بالإضافة الي استكمال العالم الغربي بقيادة الولاياتالمتحدةالامريكية السيطرة علي السوق العربية الغنية لتصريف منتجاتهم الصناعية وعندما تتبلور المقاومة العربية في اتفاق الدولتين العربيتين الكبيرتين مصر والمملكة العربية السعودية. تبدأ الدول الفاعلة والقائدة بمشروع الشرق الأوسط الكبير في بث الفتن والأكاذيب والأشاعات عبر وسائل الاتصال والإعلام والعملاء لنشر البلبلة في قضية تمس الطرفين وتوجه سهام الشك والريبة لقادتهما بالتفريط في المصالح الحيوية ان هاتين الجزيرتين لم يأت ذكرهما عبر التاريخ في أي أحداث مهمة قبل بدء الصراع العربي الاسرائيلي في العصر الحديث عام1948 وكان اخر ذكر لهما منذ معاهدة السلام بين مصر واسرائيل, فما هي حقيقة موضوع هاتين الجزيرتين. رجوعا الي التاريخ ومنذ أواخر عام ألف وتسعمائة وخمسة وأوائل عام ألف وتسعمائة وستة عندما قامت انجلترا والدولة العثمانية بترسيم الحدود المصرية الفلسطينية وتحددت من رفح الي طابا ثم الشاطئ الساحلي من طابا حتي رأس نصراني ولم تذكر أي جزر أو ترسيم أي حدود بحرية في خليج العقبة أو البحر الاحمر ووثائق هذه الاتفاقية هي التي استخدمتها مصر في التحكيم الدولي في مشكلة طابا وتمت عودتها الي مصر من الاحتلال الأسرائيلي ومن هنا نجد تاريخيا جزيرتي تيران وصنافير تقعان ضمن الشاطئ الشرقي لخليج العقبة وكان ظهيرهما الصحراوي هو صحراء العرب شمال أراضي الحجاز حتي اعلن تكوين الكيانات السياسية العربية بحدودها الحالية طبقا لاتفاقية سايكس بيكو ألف وتسعمائة وستة عشر حيث أعلنت قيام المملكة العربية السعودية بحدودها الحالية وكذلك امارة شرق الأردن ودولة العراق ودولة سوريا ودولة لبنانوفلسطين تحت الانتداب البريطاني. عند قيام حرب عام1948 بين العرب واليهود استطاع اليهود الاستيلاء علي قرية أم الرشراش علي خليج العقبة شرق طابا وتطلعت الي السيطرة علي مضيق تيران وذلك بالسيطرة علي جزيرة تيران بناء علي طلب عضو من الكنيست الاسرائيلي لخلوها من السكان واستشعرت القيادة السعودية الخطر فطلب الملك عبدالعزيز آل سعود ملك السعودية من مصر حماية جزيرتي تيران وصنافير من الاطماع اليهودية لعدم امتلاك المملكة العربية السعودية قوات بحرية لتنفيذ مهمة حماية الجزيرتين وذلك بعد احتلال اسرائيل أم الرشراش في نهاية عام1949 م وقامت مصر بالمهمة في مارس1950 م وحتي أحداث حرب يونيو1967م حيث احتلتهما اسرائيل واستولت علي مضيق تيران وبعد حرب أكتوبر73 ومعاهدة السلام بين مصر واسرائيل وضعت جزيرتي تيران وصنافير بالملحق الأمني بالمنطقة ج الخالية من القوات العسكرية والمؤمنة بالشرطة المدنية وعليه صدر قرار جمهوري بوضع نقطة شرطة مدنية علي جزيرة تيران تماشيا مع اتفاقية السلام. ومن السرد السابق نجد أن: - الجزيرتان تقعان بالجانب الشرقي لخليج العقبة اي ضمن اراضي المملكة العربية السعودية طبقا للمسح البحري لقاع البحر والخليج( مثل قضية جزر حنيش اليمنية بتحكيم الاممالمتحدة). -أن الجزيرتين وظهيرهما الصحراوي كانا لا يمثلان أي اهمية بالاحداث بالمنطقة ولم يذكرا الا بعد ظهور اسرائيل بالمنطقة وكانت هذه المنطقة خالية من السكان( راجع موسوعة تاريخ العرب قبل الاسلام لجورج زيدان)حتي أن احد المتشددين اليهود الالمان عام1893 م واسمه بول فريد مان كون جيشا قوامه من10 الي15 ألف يهودي وقام بمحاولة تنفيذ مشروع استعماري لهذه المنطقة التي يعتبر انها ارض مدين الخالية من السكان تكون منطقة وثوب الي ارض فلسطين لصعوبة غزوها من البحر المتوسط وابحر بسفنه حتي وصل الي مضيق تيران والتف شمال جزيرة تيران الي ساحل منطقة تبوك وانزل قواته ولكنه فشل لمواجهته صعوبات ومشكلات كثيرة تمثلت في صعوبة التحرك شمالا لظروف الامداد او المعايشة في ظل الشئون الأدارية الصعبة في المنطقة. ان قرار الحكومة المصرية والمملكة العربية السعودية لترسيم الحدود البحرية الآن هو قرار استراتيجي صائب لتجنب المشكلات المستقبلية عند البحث والتنقيب عن الثروات الطبيعية والبحرية في المياه العميقة لكل من البحر الاحمر وخليج العقبة في مواجهة شاطئيهما اعتبارا من دائرة عرض22 درجة وشمالا حتي الحدود الاردنية السعودية واذا كان هذا القرار قد اتخذ لمنع المشكلات المستقبلية فما بالنا الآن يخرج منا من يقوم بمهمة ومحاولة افشال هذا الاتفاق باشاعة بيانات كاذبة وخاطئة عن الجزيرتين وتضارب ملكيتهما وهل هما للمملكة العربية السعودية ام لمصر وهل قامت مصر ببيعهما للمملكة العربية السعودية ام لا وبمقابل مليارات عدة وذلك للتعتيم والتقليل لما حققته الزيارة الناجحة للملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين لمصر علي الرغم من ان بيان الحكومة المصرية ان الجانبين قاما بالاجراءت الفنية بترسيم الحدود البحرية علي قواعد القانون الدولي الذي هو ملزم علي جميع الاطراف علي تطبيقه ولقد قامت مصر والمملكة العربية السعودية بتطبيق هذه القواعد خلال فترة تقرب من خمس سنوات علي الاقل. ولك الله يامصر ويجنبك شر وضرر من ينتسبون اليك قولا لا فعلا. مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا