نعم.. التفكير فريضة إسلامية, وآيات القرآن الكريم حثت في مواضع كثيرة علي التأمل والتفكير والتدبر والاجتهاد وإعمال النظر, فمازال الباب مفتوحا لكل من يمتلك الأدوات المعينة علي البحث والتفكير, ولكن هل حرية التفكير مطلقة أم منضبطة؟.. وما هي الأطر التي تحمي إسلامنا من التطاول عليه وعلي ثوابتنا الدينية وأئمتنا؟! الأسطر التالية تضع إجابات شافية ومحددة.. حيث يقول الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر إن التفكير فريضة إسلامية, وآيات الذكر الحكيم حثت كثيرا علي التفكير والتأمل والتدبر الهادف, فالإسلام ليس ضد التفكير والتطوير بل يرحب به وباب الاجتهاد مفتوح إلي يوم القيامة لمن يملك الاجتهاد ولا يرحب بمن لا يعرفون بما لا يعرفون ويرددون كلام المستشرقين الطاعنين في التراث ترديد الببغاء بدون فهم ولا روية ولا إعمال نظر كما أن الشرع يرحب بالنقد القائم علي أصول العلم وقواعد البحث ولا يرحب بالفوضي الفكرية التي تجرئ الشباب علي الإسلام والذهاب به إلي براثن الإلحاد فضلا عن التجرؤ علي القيم وانتهاك الحرمات. ويقول الشيخ عبدالعزيز النجار مدير الوعظ بالأزهر إن حرية الفكر ليست مطلقة بل هي مقيدة وحرية الفكر لا تسمح لأي إنسان أن يترك صاحب رأي سديد تلقته الأمة سابقا بالقبول وإلا تحول هذا من رأي إلي بذاءة وسفالة حتي إن النبي صلي الله عليه وسلم في القضايا الشخصية أمرنا أن تكون الخصومة في حدود الشرع, وبدون تطاول وأن يكون الهجر هجرا جميلا يخلو من البذاءة والتطاول علي الآخر, وفيما لا يتجاوز ثلاثة أيام, فكيف ينهي نبي الإسلام عنه في هذه القضايا الدنيوية ويسمح به في القضايا المتعلقة بمصير أمة؟ فالآراء قابلة للنقد البناء الذي يعتمد علي أسس علمية هذا هو نطاق الحرية, أما إذا تجاوزت الحرية الفكرية الضوابط الشرعية وأصول النقد فإنها تتحول إلي فوضي وأمر آخر ليس من الحرية في شيء. ويشير الدكتور عبدالغفار هلال عميد كلية اللغة العربية الأسبق إلي أن الحرية لا تعني الفوضي فالحرية دائما منضبطة ومقيدة بقيود فأنت حر ما لم تضر غيرك, فمن يأتي بفكر جديد مقرون بأدلة واقعية سليمة قرآنية حديث شريف من فعل الصحابة في عصر الرسول والتابعين فباب الفكر المفتوح لمن يملك أدوات الفكر ولمن لديه الأدلة الحقيقية الشرعية السليمة, أما أن يقول كلاما لا يستند إلي نص ديني أو عقل متأن فهذا لا يعد فكرا بل يعد جهلا لقول الشافعي جادلت عالما فغلبته وجاهلا فغلبني وهناك ما يسمي بأدب البحث والمناظرة, وكانت مادة تدرس تعني بأن يعرض الباحث رأيه ثم يسمع رأي المناقش له ووجه الاختلاف, أما المغالبة التي نراها ليست من العلم في شيء