كثير من القراء لا يعرفون معلومات وافية عن أجندة التنمية الإفريقية لعام2063 وما هو مغزي تلك الأجندة وكيفية التعامل معها ولماذا وضعها الاتحاد الإفريقي وأقرتها القمة الإفريقية في جوهانسبرج في يونيو العام الماضي بل ان الكثير من المواطنين الأفارقة لا يعرفون الكثير من المعلومات عن آليات العمل داخل الاتحاد الإفريقي وكيفية اتخاذ القرارات والأجهزة التي تتكون منها مفوضية الاتحاد بالإضافة الي ميزانية الاتحاد ومساهمات الدول الإفريقية بها.. وكلها تساؤلات مهمة للغاية لإدراك المواطن الإفريقي أهمية دور الاتحاد في دفع العمل داخل القارة وكيفية مشاركته في تلك المنظومة الإفريقية لصالح قضايا القارة المختلفة. وفي هذا السياق وعلي مدي يومين حضرت فاعليات ورشة عمل نظمتها منظمة أوكسفام بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا علي هامش أعمال القمة الإفريقية السادسة والعشرين الشهر الماضي حيث حضرها عدد كبير من الصحفيين والخبراء والمتخصصين الأفارقة الي جانب عدد من مسئولي الاتحاد الإفريقي حيث تمت مناقشة أسلوب العمل وكيفية اتخاذ القرارات داخل مفوضية الاتحاد الإفريقي بداية من مناقشة المقترحات المختلفة من قبل المندوبين الدائمين مرورا بلجان الخبراء الفنيين وصولا الي المجلس التنفيذي وزراء الخارجية وانتهاء باجتماعات القمة والتي تضم رؤساء الدول والحكومات الإفريقية وهي منظومة طويلة و معقدة من الإجراءات ولكنها موجودة في كافة المنظمات الدولية في العالم ولكن الأهم في تلك المنظومة هو آليات تنفيذ ما يصدر عنها من قرارات وهو ما نفتقده في الاتحاد الإفريقي ونحتاج إلي دعمه بصورة كبيرة ليس من قبل مفوضية الاتحاد الإفريقي فقط بل من قبل الدول الأعضاء أيضا. ولاشك ان أجندة التنمية الإفريقية2063 والتي تم اطلاقها من قبل الاتحاد الإفريقي بمناسبة مرور خمسين عاما علي إنشاء الاتحاد وتم تقسيمها الي خطط عشرية للتنمية أي كل عشر سنوات- يتم تنفيذ عدد من المشروعات التي تؤدي الي دفع مسيرة العمل داخل القارة السمراء خاصة ما يتعلق منها بالتكامل الاقتصادي بين دول القارة وبحث سبل تنفيذ ذلك من خلال إزالة العقبات أمام حركة البضائع وتنقل الأفراد الي جانب تنفيذ منظومة متكاملة لرفع كفاءة شبكة الطرق و تحسين البنية الأساسية في القارة بما يؤدي الي دفع حركة التجارة وفتح آفاق استثمارية جديدة بالعديد من دول القارة. وأعتقد ان ما يتردد عن ضرورة إصدار جواز السفر الإفريقي الموحد ليكون بديلا عن الجوازات المحلية هو حلم بعيد المنال بسبب ما يحدث داخل القارة من أزمات طاحنة تهدد الأمن والاستقرار بها بل انها تهدد أي جهود مبذولة لتحقيق التنمية في ظل انتشار الصراعات والنزاعات المسلحة والحروب في العديد من الدول الإفريقية بالإضافة الي وجود ظاهرة الإرهاب التي تحاصر القارة من الجنوب حيث توجد جماعة الشباب الصومالية الإرهابية وفي الغرب جماعة بوكوحرام وفي الشمال تنظيم داعش الإرهابي وبالتالي فان اي جهود لتحقيق التنمية او السعي لإنجاز أجندة2063 لن يؤتي ثماره إلا بعد مواجهة الدول الإفريقية لظاهرة الإرهاب والقضاء تماما علي الصراعات أو اسكات أصوات البنادق في القارة كما قالت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي دكتور دلاميني زوما. ويقينا فإن أحلام القارة السمراء في تحقيق التنمية هي أحلام مشروعة ولكنها تصطدم بغياب الإرادة السياسية لدول القارة في الرغبة لتحقيق التكامل الاقتصادي والتصدي بحزم للفساد الذي يدمر أي جهود مشتركة لتحقيق تلك الأحلام هو ما يتطلب جهودا أكبر لتحقيق جزء من أحلام المواطن الإفريقي. [email protected]