في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي يمر بها العالم والتي ألقت بظلالها السلبية علي معدلات النمو في معظم دول العالم بل إن الاقتصاديات الكبري وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة والصين واليابان وغيرها تأثروا بتلك الأزمات بل إن العديد من الدول اتخذت إجراءات تقشفية قاسية للغاية, وأدركت القوي الاقتصادية الكبري أن الحل الأمثل للخروج من منعطف الأزمات الخطير هو التمسك بتفعيل التكتلات والتجمعات الاقتصادية بما يخدم أهداف التنمية لشعوب تلك الدول. ولاشك أن دول القارة الإفريقية أحوج ماتكون إلي السعي لتفعيل الاتفاقيات الاقتصادية بينها والسعي إلي وضع حلم مايسمي التكامل بين الدول الافريقية موضع التنفيذ خاصة ان ادراج الاتحاد الافريقي ولجنة الاممالمتحدة الاقتصادية المعنية بافريقيا مكدسة بالدراسات والمشاريع الاقتصادية المرتبطة بصورة مباشرة بالتكامل بين دول القارة قام باعداها عدد من الخبراء المتميزين داخل الاتحاد الافريقي وايضا لجنة الامم المتحد الاقتصادية لافريقيا بالاضافة الي مجموعة من الخبراء المعنيين بقضايا التنمية في القارة ولكن هذه الدراسات رغم أهميتها الكبيرة الا انها مازالت تبحث عن مخرج أمنلها لتري النور. ولذا فان المؤتمر السابع للوزراء الافارقة المسئولين عن التكامل والذي ينظمه الاتحاد الافريقي وتستضيفه مملكة سوزايلاند ويعقد تحت عنوان البنية التحتية من أجل اندماج افريقيا وتنطلق اعماله اليوم غدا والتي اتاحت لي دعوة الاتحاد الافريقي حضوره يعتبر خطوة هامة في الطريق الطويل لتحقيق التكامل بين دول القارة السمراء خاصة أن البنية الأساسية هي حجر الزاوية في تحقيق اي تكامل حقيقي ولذا فإنه لابد من تحسن شبكة الطرق المتهالكة بين الدول الافريقية خاصة أن هناك دولا افريقية عديدة لاتوجد بها شبكات طرق يمكن ان تسهم في دعم التعاون الاقتصادي وفتح اسواق ومجالات استثمارية بين دول القارة. ومن المؤسف القول ان ماحدث في القمة الافريقية الاخيرة والتي عقدت الشهر الماضي في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية يكشف مدي الضعف وعدم التكامل الذي وصلت اليه دول القارة,فعلي الرغم من ان القمة حضرها رؤساء دول وحكومات القارة وسبقهم وزراء الخارجية الا ان المأساة جاءت في كيفية وصول هؤلاء المشاركين إلي العاصمة مالابو فليست هناك خطوط طيران مباشرة أو غير مباشرة عن طريق افريقيا بل معظم من شارك في القمة والاجتماعات الملحقة بها سافر إلي احدي العواصم الأوروبية فرانكفورت أو روما أو باريس وربما غيرها ثم منها الي العاصمة الافريقية وهو ماكشف حجم المأساة التي تعيشها القارة واختفاء الجهود الكبيرة التي يبذلها الاتحاد الافريقي لتحقيق التكامل بين دول القارة بسبب عدم وجود إرادة سياسية حقيقية تدعم هذا الملف المهم بل سعي بعض الدول الي اعاقة تلك الجهود. وأعتقد أن مشاركة دلاميني زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي ود. كارلوس لوبيز رئيس لجنة الاممالمتحدة الاقتصادية لافريقيا وعدد من الوزراء الافارقة سوف يعطي دفعة لجهود تحقيق التكامل بين الدول الافريقية خاصة إذا علمنا أن الدورة العادية الثامنة عشرة لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي والتي عقدت في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا في يناير2012 اعتمدت قرارا بانشاء منطقة تجارة حرة قارية بحلول عام2017 وأيضا تعزيز التجارة البينية والبنية التحتية المتعلقة بالتجارة خاصة ان المنطقة الحرة سوف تضم اربعا وخمسين دولة افريقية يصل عدد سكانها الي مليار نسمة ويبلغ اجمالي الناتج القومي لها3,4 تريليون دولار امريكي وهو مايخلق سوقا كبيرة امام حركة التجارة والاستثمار في القارة علي الرغم من تقارير منظمة التجارة العالمية تشير إلي الانخفاض الكبير في مستوي التجارة البينية بين دول القارة والذي بلغ12,8% عام2012 بينما شكل نصيب القارة من الصادرات الاجمالية في تدفقات التجارة العالمية3,5% مما يعد منخفضا للغاية مقارنة بالأقاليم الأخري. وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه دول القارة السمراء لامفر من تكاتف جميع الجهود ودعم الدور الذي يقوم به الاتحاد الافريقي لتحقيق التكامل الاقتصادي وانشاء سوق مشتركة من خلال بناء الشركات والصناعات ذات القدرة التنافسية علي الصعيد العالمي وكذلك الاهتمام بتطوير قطاع الخدمات في دول القارة والذي يسهم في المتوسط بنحو50% من الناتج الاجمالي المحلي ويؤدي دون شك حال تطويره السلكية واللاسلكية والنقل والخدمات المالية وخدمات رجال الأعمال التجارية وغيرها من عناصر البنية الأساسية التي تتكم بشكل رئيسي في دعم تحقيق وانجاز أي مخططات للتنمية والتكامل بين دول القارة السمراء وتحقيق حلم التكامل الذي طال انتظاره من قبل المواطن الافريقي.