هناك وفرة من الأدلة خلال السنوات القليلة الماضية تؤكد أن ما يسمى تنظيم (داعش) يتلقى دعما مستمرا من جانب الدولة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان, وان هذا التنظيم تم تشكيله مع سبق الاصرار من جانب القوى الكبرى الى جانب تركيا لادامة التدخل الخارجى فى شئون المنطقة العربية. وتركيا تتورط بشكل مباشر فى دعم داعش سواء بمفردها او من خلال عضويتها فى حلف شمال الاطلنطى (الناتو). وكشفت المعلومات الاستخباراتية أخيرا النقاب عن امكانية انشاء امارة سلفية فى شرق سوريا تشمل مدينتى الحسكة ودير الزور وهذا بالضبط ما تريده قوى المعارضة من أجل عزل النظام السورى والذى يعتبر العمق الاستراتيجى للتوسع الشيعى العراق وايران -. وذكر موقع (جلوبال ريسيرش) ان الولاياتالمتحدةالامريكيةوتركيا ومصادر سعودية قرروا تحويل تنظيم القاعدة والمؤسسات التابعة لها الى تنظيم داعش لاقامة امارة سلفية. وفى حين دعمت الولاياتالمتحدة انشاء تنظيم القاعدة عام 1980 فان الدولة التركية استمرت فى رعاية الارهاب بما فى ذلك تنظيم القاعدة وداعش بشكل مباشر خاصة فى سوريا المجاورة. كما ذكر الموقع أنه فى عام 2012 بالتحديد وردت كل من الولاياتالمتحدةوتركيا وجهات سعودية مئات الاطنان من الاسلحة عبر تركيا بمساعدة عملاء المخابرات الامريكية على طول الحدود الى المسلحين الذين يقاتلون النظام السورى كما تم انشاء خطوط انابيب لوجستية شمال حلب لنفس الغرض. ووفقا لصحيفة (نيويورك تايمز) الامريكية فان الجسر الجوى من الاسلحة تم ضخه الى متمردى سوريا بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية (CIA ) كما أن هذه المساعدات زادت فى الاونة الاخيرة بمساعدة أمريكا والسعودية. كما تم توسيع جسر جوى سرى للأسلحة والمعدات للانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد، وذلك وفقا لبيانات الحركة الجوية، وإجراء مقابلات مع مسئولين فى عدة بلدان وحسابات قادة المتمردين. وتظهر البيانات توسيع الجسر الجوى الذى بدأ على نطاق ضيق فى أوائل عام 2012 واستمر بشكل متقطع خلال الخريف الماضى، ثم تحول الى تدفق مستمر وأثقل بكثير فى أواخر العام الماضى، وقد نمت تلك المساعدات العسكرية لتشمل أكثر من 160 تحليقا للطائرات العسكرية بالبضائع من الأردن والسعودية وقطر لتهبط طائرات الشحن ذات الطراز العسكرى فى مطار إيسينبوجا بالقرب من أنقرة، وبدرجة أقل، فى المطارات التركية والأردنية الأخرى. وهذه الأنابيب اللوجستية تحولت مع مرور الوقت، إلى ممرات لوجستية أولية لداعش. كما اشارت صحيفة (الجارديان) البريطانية فى يونيو عام 2005 الى ان القوات الكردية ضبطت بلدة حدودية تدعى تل أبيض كانت تتلقى من خلاله داعش الامدادات الرئيسية من جانب تركيا, والتى كانت تعد الرئة التى يتنفس منها داعش الاكسجين لاستمرار نبض (الرقة) عاصمة التنظيم فى سوريا. وكان الاستيلاء على هذه المدينة يمثل حرمان الرقة من طريق رئيسى للامدادات وجلب المقاتلين الاجانب من تركيا. وكشفت الجارديان كيف استطاعت تركيا أن تمثل دور الدولة التى تحارب الارهاب بينما تقدم الدعم لداعش سرا. كما كشف تقرير للمجلة الالمانية (دويتش فيله) عن قنوات الامداد عبر تركيا حيث عرضت لاساطيل من مئات الشاحنات التى تمر يوميا من خلال المعابر الحدودية بين تركياوسوريا لتحمل الطعام والملابس وغيرهما من اللوازم عبر الحدود من تركيا الى سوريا، كما يجرى تهريب النفط والاسلحة والجنود على الحدود. ورغم كل هذه التقارير التى تؤكد دعم تركيا لداعش، لاتزال وسائل الاعلام الغربية تصور أنقرة على أنها محاربة للارهاب والتنظيمات الارهابية! وذكر موقع (جلوبال ريسيرش) ان القاء تركيا اللوم على داعش فى التفجير الذى وقع أخيرا فى اسطنبول واستهدف عناصر كردية انما هو محاولة لاستمرار لعبة تركيا القذرة فى دعم داعش بينما تتظاهر بانها دولة ضد الارهاب حتى يتسنى لها التدمير الكامل لسوريا مع أبعاد الانظار عن دورها فى ذلك من خلال دعمها للعناصر الارهابية.