ما زال تنظيم "داعش" الإرهابي ينفذ أبشع الجرائم في كل مكان يتواجد عليه، وما إن ينحسر في مكان حتى يظهر في مكان آخر، بكل تأكيد أن انتشار هذا السرطان الإرهابي لم يكن ليكون لولا الدعم المالي واللوجستي، وهذا ما رأيناه في كل من سوريا والعراق، فعناصر تنظيم "داعش" يمرون من خلال الحدود التركية إلى كل من سوريا والعراق بسهولة وبدون خشية الملاحقة، فلولا رصف الطريق لهذا التنظيم الإرهابي بالأمان من قبل دول عدة، لما استطاع آلاف "الإرهابيين" من كل أنحاء العالم السفر والتنقل ليصلوا إلى سوريا والعراق. وفي هذا السياق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن الأمر أصبح أكثر صعوبة بالنسبة لوسائل الإعلام الغربية، حيث تغطية الأحداث في سوريا، خاصة فيما يتعلق بتنظيم داعش الإرهابي، وامتداده للدول المجاورة مثل لبنان والأردن، وتركيا التي تعد الأكثر وضوحا، والعضو في حلف شمال الأطلسي. ويضيف الموقع أن الإذاعة الألمانية "دويتش فيلة" نشرت تقارير تعرض فيها المساعدات التي تقدمها تركيا لتنظيم داعش، وقنوات الإمداد عبر أراضيها، حيث تعبر العديد من الشاحنات من الأراضي التركية إلى السورية عبر الحدود، دون رقابة من الحكومة التركية، وفي وقت لاحق، اعترفت مجلة "تايم" بأن داعش اعتمدت على الإمدادات من تركيا، أثناء القتال في بلدة تل أبيض. ويشير الموقع إلى أن المقاتلين الأكراد السوريين حققوا انتصارات ملحوظة ضد تنظيم داعش الإرهابي، رغم ما تقوم به تركيا من مساعدات للتنظيم. ويلفت الموقع الكندي إلى أن الضربات الجوية الأمريكية قد تفيد الأكراد ضد داعش، ولكن هناك تساؤل، وهو لماذا لا تستخدم واشنطن قاعدة انجرليك التركية، للحد من تهريب الأسلحة والمعونات والمعدات لداعش، من خلال الحدود. ويوضح الموقع أن الجيش العربي السوري والأكراد، على حد سواء، يدركان أهمية تواجد الجماعات الإرهابية، والدور الذي يلعبه الجانب التركي، بالإضافة إلى الدور الأمريكي لتقسيم الأراضي السورية، فتركيا وإسرائيل يهاجمان القوات السورية، لخلق ملاذ ظاهري للجماعات الإرهابية. ويرى الموقع الكندي أن الولاياتالمتحدة يمكنها هزيمة تنظيم داعش خلال شهر ودون دخول الأراضي السورية، عبر قطع الإمدادات عن داعش. ويعتقد الموقع أن الولاياتالمتحدة قادرة على قطع المال واللوازم، والمقاتلين والأسلحة عن داعش، ويمكنها أن تساعد في خلق ملاذ آمن أو منطقة عازلة لحماية السوريين، ولكن ليس لتدريب ما يسمى بقوات المعارضة المعتدلة. ويوضح الموقع أن الولاياتالمتحدة وحلفائها يمكنهم زيادة الأمن على طول الحدود السورية وقطع الإمدادات بشكل دائم عن داعش، دون الحاجة للتدخل في المجال الجوي السوري، أو العبور إلى الأراضي السورية.