نشأ محمد وتربي في محيط أسرة مثقفة لم يبخل والداه بتوفير أجواء المعيشة الحسنة له طوال مراحل تعليمه حتي تخرج من كلية الحقوق قبل حوالي عامين واتجه للعمل محاميا حرا ووقتها اطمأن والده علي مستقبله ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن بعد أن تعرف علي بعض أصدقاء السوء الذين رافقوه في السهر ليلا حتي الساعات الأولي من الصباح. وبدأ يدمن المواد المخدرة علي أيديهم ويعود لمنزله منهك القوي لا يعرف أحدا من عائلته ذات السمعة الطيبة أي شيء عن أفعاله الشخصية واعتقدوا أن سبب إرهاقه يرجع لمهنته الشاقة التي تحتاج للجلوس مع موكليه والاستماع لمشكلاتهم وإعداد المذكرات لتقديمها في جلسات المحاكمات أمام القضاة وبمرور الوقت تطور انحرافه وراح يتفق مع اثنين من المقربين إليه أصحاب السمعة السيئة للبحث بأي وسيلة عن المال لسداد الديون المتراكمة عليه ووجود سيولة يستطيع من خلالها الإنفاق علي ملذاته وتفتق ذهنه الشيطاني لتكوين تشكيل عصابي للسطو بالإكراه علي طلاب المدارس والجامعات من الجنسين والسيدات أثناء سيرهن في الطرقات الهادئة ووزع الأدوار علي زميليه واكتفي لنفسه قيادة السيارة الملاكي التي يستأجرها من أحد المعارض لتنفيذ العمليات الإجرامية بها وكلف صديقيه بالقيام بمهمة تثبيت الضحايا بإشهار الأسلحة البيضاء في وجوههم وسلب متعلقاتهم الشخصية. ونظرا لخطورتهم الشديدة وضعتهم مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحري للوصول للجناة وأعدوا الخطط الأمنية المناسبة وتم القبض علي المتهمين الواحد تلو الآخر وتحرر المحضر اللازم لهم وتولت النيابة التحقيق. كان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لبحث ومناقشة ظاهرة السطو المسلح التي طفت علي سطح الأحداث مؤخرا بوجود بؤرة نشطة يتحرك من خلالها أشخاص معدومو الضمير يعترضون المارة في نطاق حي الشيخ زايد خلال أوقات متفاوتة من النهار والليل يسلبون المتعلقات الشخصية لضحاياهم بالإكراه ويتركونهم يعيشون الندم والحسرة وبالتحديد الفتيات والسيدات اللاتي أصاب البعض منهن انهيار نفسي وبتن يخشين الخروج من منازلهن حتي لا يتعرضن لمكروه. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم المقدمين محمد سليمان مفتش المباحث الجنائية وأحمد الصغير رئيس مباحث قسم ثالث ومعاونيه النقباء محمد سكر ومحمد يوسف ومحمد المحمدي ومحمد أشرف ودلت التحريات أن محمد24 سنة محام ليس له سجل جنائي ينتمي لأسرة عريقة انحرف فجأة عن مسار عمله وأصبح عصبي المزاج نتيجة تعاطيه للمخدرات وبعد أن تعرض لأزمات مادية طاحنة لم يجد وسيلة لسداد ديونه والكف عن مطالبة والديه بمنحه سلفا مالية لعب الشيطان في رأسه وأدرك أن الخلاص من مشاكله المادية اللجوء لتشكيل عصابي للسرقة بالإكراه واتفق مع اثنين من أصدقائه محمد23 سنة عاطل ورامي26 سنة عاطل ليس لديهما سجلا إجراميا للعمل تحت إمرته ورحبا بدعوته بعد أن عقد العديد من الجلسات للإعداد والترتيب للعمليات التي سيتم تنفيذها وأضافت التحريات أن المحامي الحر راح يستأجر سيارة من أحد المعارض لاستخدامها في السطو علي ضحاياه من طلاب المدارس والجامعات والفتيات والسيدات لسلب هواتفهم المحمولة وحقائبهم عقب إشهار السلاح الأبيض في وجوههم ويلوذ بعدها هاربا من مسرح الحادث وأشارت التحريات إلي أن الجناة الثلاثة يفضلون دائما ارتكاب جرائمهم في المناطق الهادئة بعد رصد ضحاياهم ويسيرون خلفهم ويجبرونهم علي التوقف ويسرقونهم بسرعة ويستقلون السيارة وينطلق بهم المحامي التي يقودها للجلوس علي أحد الكافيهات لتوزيع الغنائم وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط العصابة وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين للوصول للجناة وبالفعل حددوا أماكنهم وقاموا باستهدافهم قبل تنفيذ إحدي العمليات الإجرامية والسيارة التي المستخدمة وتم اصطحابهم وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترفوا تفصيليا بالجرائم التي ارتكبوها في وجود ضحاياهم وعللوا ذلك بحاجتهم الملحة للمال وسط حالة من الندم والبكاء الشديد انتابتهم وبإحالتهم إلي أحمد حجازي وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معهم تحت إشراف محمد النحاس رئيس نيابة ثان وثالث الذي أمر بحبسهم أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهم في الميعاد.