نشأ العرايشي في أسرة محدودة الدخل لم يكمل تعليمه لتمرده الدائم علي استذكار دروسه وعصيانه لتعليمات مدرسيه وخرج يواجه الحياة بعد فشله الدراسي يبحث عن عمل للصرف علي نفسه بعد أن رفضت عائلته مطالبه المادية التي تفوق إمكاناتهم من أجل شراء الحشيش والبانجو والحبوب المخدرة التي أدمنها ولا يستطيع التخلي عنها. وظل يتنقل ما بين مكان وآخر لعدم إجادته أي حرفة بعينها حتي نصحه أصدقاء السوء باللجوء لطريق الإجرام ليتمكن من تدبير نفقات تعاطيه للمواد المخدرة والإنفاق علي ملذاته الشخصية وخلال فترة وجيزة من تبدل أحواله المعيشية بات من الأشقياء الذين لا يهمهم سوي جمع المال بأي وسيلة وبسبب أفعاله الخارجة علي القانون سقط مرات متعددة في قبضة الأجهزة الأمنية وأمضي أوقاتا متفاوتة خلف القضبان الحديدية وبعد خروجه في آخر واقعة لعب الشيطان في رأسه من جديد واتفق مع اثنين من جيرانه لتكوين تشكيل عصابي للسطو علي المساكن في غياب أصحابها وعقد معهما جلسة ورسم لهما كيفية تنفيذ عمليات السرقة وتوقيتها وتصريف البضاعة حيث أسند لنفسه مهمة اقتحام الشقق بمساعدة عضو العصابة الثاني علي أن يتفرغ الثالث لمراقبة الموقف لكي يضعهما في الصورة إذا ما شعر بأي تحرك غريب حولهما ونجحت العناصر الإجرامية الثلاثة في تجريد عشرات المنازل من الأثاث والأجهزة الكهربائية والحلي الذهبية وذاع صيتهم ونظرا لخطورتهم وضعتهم مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب استهدافهم لحالة الرعب التي أصابت المواطنين من جراء نشاطهم الآثم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من تحديد تحركاتهم والأماكن التي يترددون عليها وعلاقتهم بالآخرين حتي وقعوا في قبضتهم واعترفوا بجرائمهم وتحرر المحضر اللازم لهم وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء منتصر أبو زيد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما بخصوص وجود بؤر إجرامية نشيطة يتحرك منها أرباب السوابق لارتكاب الأعمال المخالفة للقانون المتمثلة في السطو علي الممتلكات الخاصة والعامة وضرورة الإمساك بهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة لاسيما أنهم يمثلون خطرا علي المجتمع الذي يعيشون فيه. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم وكيله العقيد طارق حجاب والمقدم محمد سليمان مفتش المباحث الجنائية والرائد جمال عمارة رئيس مباحث قسم ثالث ومعاونيه النقباء سامح عفيفي ومحمد أشرف ومحمد المحمدي ومحمد يوسف ودلت تحرياتهم في أن المدعو محمود الشهير بلقب العرايشي26 سنة عاطل له سجل جنائي حافل بالقضايا وخرج من السجن منذ شهرين يعيش حياته بالطول والعرض ويرفض إعلان توبته وكسب قوت يومه بالحلال اتفق مع سامح الشهير بلقب كلبة19 سنة عاطل فاشل تعليميا ومن عتاة الإجرام الذي يستخدم ذكاءه في السرقة بالإكراه وصديقهما الثالث محمد24 سنة عاطل- وجميعهم من سكان من منطقة الحرفي علي تكوين تشكيل عصابي للسطو علي مساكن أرض الجمعيات والمزادات وجاردن سيتي و24 أكتوبر التي يقطنها المقتدرون ماديا وأضافت التحريات أن مهمة زعيم العصابة تقتصر علي الصعود للشقة المراد سلب محتوياتها في غيبة أصحابها ويقوم باستخدام مجموعة من المفاتيح لدخولها أو اقتحامها بالقوة ويساعده المتهم الثاني في حمل محتويات المسكن ويتفرغ الثالث للمراقبة أسفل المنزل ويكون معه تروسيكل أو سيارة أجرة لحمل المسروقات والهروب بها من مسرح الجريمة سريعا وأشارت التحريات إلي أن اللصوص الثلاثة يقومون بتسليم بضاعتهم لأحد الأشخاص سييء السمعة لتصريفها ومنحهم العائد المادي حتي يكونوا في سلام من أي ملاحقات أمنية والشيء الذي يفعلونه قبل ارتكاب الوقائع الجنائية هو تعاطي الحبوب المخدرة التي تساعدهم علي ثبات أعصابهم وتنزع عنهم الرهبة وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهمين الثلاثة وأعد ضباط المباحث خطة أمنية محكمة بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين اعتمدت علي مراقبة تحركاتهم جيدا وعلاقتهم بالآخرين وأوقات خروجهم وعودتهم لمنازلهم وعندما حانت ساعة الصفر تم استهدافهم الواحد تلو الآخر واقتيادهم لغرفة التحقيقات وسط حراسة مشددة وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات اعترف زعيم العصابة ورفيقاه بتنفيذ18 واقعة سرقة من داخل مساكن المجني عليهم وغالبيتها ما بين أثاث ومشغولات ذهبية وأجهزة كهربائية وأرشدوا عن البعض منها وتحرر المحضر اللازم بأقوالهم وبإحالتهم إلي محمد فريد وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معهم تحت إشراف عمر شوقي وعمرو الأكيابي مدير ورئيس نيابة قسم ثان وثالث بالإسماعيلية اللذين أمرا بحبسهم أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهم في الميعاد.