نهاية فونية

عاش سيد الشهير بفونية حياته بالطول والعرض ولم يفكر يوما في أن يكسب قوت يومه بالحلال نظرا لارتباطه بأرباب السوابق الذين تعلم منهم فنون الإجرام وإدمان المخدرات حتي
وطأت قدماه السجون متهما في قضايا سرقة ومشاجرات وحيازة أسلحة بيضاء وأصبح زبونا دائما يقضي العقوبة الموقعة عليه ويخرج من محبسه ويمارس ويرتكب وقائع جديدة ليعود مرة أخري للسجن‏,‏ وبعد فترة هداه تفكيره لشراء سيارة من حصيلة السرقات التي ارتكبها للعمل عليه لإخفاء نشاطه الآثم الذي تخصص فيه وهو السطو علي الشقق حيث يظل يراقب ضحاياه وعندما يطمئن إلي عدم وجودهم بمحل إقامتهم يصعد متسلقا مواسير الصرف الصحي أو يقفز للشرفات مستخدما الحبال ثم يقوم بنقل أثاث المنزل قطعة وراء الأخري دون أن يشعر به أحد ويبيع غنائمه لأصحاب المحال التجارية بأسعار بخس وأهم شيء أن يتخلص من المسروقات علي وجه السرعة حتي يبحث عن مسكن جديد هكذا ظل يشيع الرعب في قلوب المواطنين الذين التزموا منازلهم خشية أن تتعرض للسرقة ونظرا لما تمثله هذه الوقائع من خطورة علي الأمن العام نشط رجال مباحث الإسماعيلية وكثفوا جهدهم حتي تمكنوا من الإمساك بالمتهم وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة التحقيق‏.‏
وكان اللواء محمد عيد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعه الدوري مع نائبه اللواء محمد عناني والعميد هشام الشافعي لاستعراض البلاغات التي ظهرت في محيط مدينة المستقبل عن قيام مجهولين بسرقة الشقق في غياب أصحابها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بشكل لافت للنظر‏.‏
تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد ممدوح حامد رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيدان طارق الطحاوي وكيل إدارة البحث وحسام فراج مفش المباحث الجنائية والمقدم صلاح النادي رئيس مباحث أبو صوير ودلت تحرياتهم علي المتهم سيد وشهرته فونية‏27‏ سنة عاطل يسكن في منطقة المستقبل سبق اتهامه في‏30‏ قضية متنوعة غالبيتها سرقات عامة ومطلوب ضبطه وإحضاره في أربع قضايا سرقة بالإكراه ومشهور عنه أنه لص خطير يجيد التمويه والتحرك لرشاقة بنيانه وقدرته علي الهرب عند ملاحقته أمنيا وأنه لم يمض علي خروجه من السجن سوي أشهر قليلة ارتكب خلالها العديد من الجرائم في محيط محل إقامته حيث يقوم بفحص الشقق التي يغيب عنها سكانها ويدرس أحوالهم الاقتصادية ويخطط جيدا لاقتحامها بأسلوبه الخاص سواء عن طريق الشرفة أو كسر الأبواب‏.‏
وأضافت التحريات أن المتهم استغل حصيلة المسروقات لشراء كافة احتياجاته وسدد ديونه المتراكمة عليه وقت أن قضي بالسجن لمدة عام ووجه الاخر للصرف علي ملذاته من تعاطي للمواد المخدرة بمختلف أصنافها والسهر في الأماكن المشبوهة مع أصدقاء السوء الذين لا يفارقوه لأنه يغدق علي البعض منهم بالمال ويستخدمه لمساعدته في حمل المسروقات وتصريفها لدي التجار وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط لص الشقق وأعد النقباء أحمد عبد الفتاح ومحمد جاد وعبد العزيز تمام معاونو مباحث أبو صوير خطة أمنية محكمة لمراقبة سيد فونية في الأماكن التي يتردد عليها والتجار الذين يصرف بضاعته المسروقة لديهم وذلك بمساعدة رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر تم نصب أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط محل إقامته ونجح ضباط المباحث في القبض عليه واقتياده لغرفة التحقيقات وسط حراسة أمنية مشددة وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات في القضايا التي ارتكبها اعترف تفصيليا بها وعلل إقدامه علي السطو علي الشقق حاجته للمال للإنفاق علي حياته الشخصية وبإحالته إلي عمرو عبد الفتاح وكيل نيابة أبو صوير أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد
الإسماعيلية خالد لطفي

رابط دائم :