المدعو السيد الشهير بلقب قمحاوي نشأ في أسرة ريفية لم يتخيل والداه بعد فشله في المرحلة الابتدائية وخروجه من الدراسة مبكرا أن يسلك طريق الحرام حيث ارتبط بعلاقات مع أصدقاء السوء الذين تعلم علي أيديهم تعاطي المواد المخدرة بمختلف أصنافها والسهر معهم حتي الساعات الأولي من الصباح يخطط لارتكاب جرائم السرقة بنظام المغافلة وينفذ عملياته الإجرامية داخل الأسواق الأسبوعية, يسلب أموال ضحاياه ويحتفظ بجزء منها لتكوين عش الزوجية, وتزوج وأنجب أربعة أولاد وترك محل إقامته الجديد مع عائلته, واشتري منزلا ملحقا به قطعة أرض زراعية واتخذها وكرا للانطلاق منها نحو الطرق الزراعية والصحراوية السريعة لبيع الهيروين الخام لعملائه الذين يقصدونه قادمين من محافظات القناة والشرقية والقاهرة الكبري والتي وجد ربحها أفضل من السرقة يجلبها من مصادره السرية في شمال سيناء ويهربها عبر المجري الملاحي لقناة السويس بواسطة الفتيات والسيدات اللاتي يخفين المخدر في أجسادهن فضلا عن إخفاء الهيروين في الشاحنات التي تستخدم نفق الشهيد أحمد حمدي وظل علي هذه الحال يطرح بضاعته لأولاد الذوات وسقط ذات مرة في قبضة الأجهزة الأمنية وقضي فترة محبوسا في قضية مخدرات, وقتها انحرف نجله الأكبر وانضم لتشكيل عصابي للسطو المسلح علي السيارات وبعد خروجه من السجن وإذا بابنه يدخل مكانه متهما في واقعة سرقة بالإكراه وبدلا من إعلان توبته راح مرة أخري يمارس ترويج البودرة علي نطاق واسع, ونظرا لخطورته وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من الإمساك به متلبسا ومعه كميات من الهيروين الخام وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما عن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها الشباب لشراء المخدرات. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم المقدم أحمد حماد رئيس مكتب مكافحة المخدرات ووكيله الرائد أحمد شاهين ودلت تحرياتهم أن المدعو السيد الشهير بلقب قمحاوي45 سنة مسجل خطر فئة ب سرقات عامة ومخدرات وله32 قضية, نزح من مدينة فاقوس شرقية للإقامة في عزبة المنشار مع زوجته وأبنائه قبل سنوات بعد أن تخلي عن نشاط السرقة بالمغافلة واتجه لترويج الهيروين. وأشارت التحريات إلي أن قمحاوي عندما خرج من السجن العام قبل الماضي لم يفكر في المصير المجهول الذي تعرض له ابنه عندما سقط مع تشكيل عصابي للسرقة بالإكراه في قبضة الأمن وحكم عليه بالسجن وراح يبحث لنفسه عن تجديد عملية الاتصال بينه وبين مصادره السرية لكي تمده بالبودرة بانتظام لقدرته علي تصريفها, وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة لاستهداف المتهم بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر عقب تواصلهم معه وخداعهم له برغبتهم في شراء البودرة هرع إليهم في المكان الذي اتفقوا علي اللقاء عنده وعند التسليم والتسلم كشفوا عن هويتهم وأمسكوا به متلبسا, وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بوجود المضبوطات معه قاصدا الاتجار منها وتحرر المحضر اللازم بأقواله, وبعرضه علي محمد النحاس رئيس نيابة ثان وثالث أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.