تعتبر رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر الحدث الأكبر والأهم في التاريخ القبطي والمصريين, حيث ظهر الملاك ليوسف الصديق وابلغه بالهروب من وجهه هيرودس, فبدأت الرحلة من أرض سيناء مرورا بأماكن عديدة وصولا إلي أسيوط ثم العودة, وقد تناول فنانو العالم تلك الرحلة بأسلوب غربي, لكن مازال الفنان المصري المعاصر يبحث عن مخزونه الثقافي لتناولها من خلال الهوية المصرية. وأكد الفنان التشكيلي عادل نصيف أن تناول بعض التشكيليين الأجانب لرحلة العائلة المقدسة يركز علي الربط الدائم بأرض مصر حيث يتناول المشهد ملاكا يرحب بالعائلة المقدسة وقد تفاعل معظم الفنانين المصريين لهذه الكيفية, مشيرا إلي أن الفن القبطي المعاصر مازال يفتقد للجادين من الفنانين الذين يمتلكون رؤيه ورسالة لتطويره, ويرجع ذلك إلي عدم إدراك المسئولين لقيم وجماليات الفن القبطي فظلت الكنائس نسخا متطابقة من الفنون الأوروبية, بعيدة كل البعد عن تراثنا المصري, فهناك إشكاليه فقدان البعض لقيمه الفن القبطي الأصيل, وعدم القدرة عن التأثير عالميا, ولا يتحقق ذلك الا من خلال البحث والتدقيق والدراسة. لافتا إلي تجربتة الفنية التي يعرضها حاليا بإيطاليا من خلال عملين بجاليري المورانو بفينيسيا, بعد طلب القاعة عرض بعض اعمال الفن القبطي لكن برؤي مصرية, وكم كانت سعادتهم بالأعمال الفنية المقدمة, لدرجة أن أحد العملين تم اقتناؤها في بنما والأخري في فينيسيا, وامتدت التجربة فاتخذ الأيقونة القبطية مصدرا لابداعاته لكونها من رحم الفن المصري القديم, مستعينا بخامة الموزاييك التي أظهرت قيمة الطبيعة المصرية بكل جمالياتها, حتي تجلت إبداعاته في جدارية ضخمة علي واجهة كنيسه الملاك ميخائيل بحي فيلجويف بباريس, تناولت رحلة العائلة المقدسة لمصر التي احتضنت العائلة المقدسة لأكثر من ثلاث سنوات واستحقت أن تكون أرض السلام. وأضاف: أن القضية تكمن في عدم الاهتمام الكافي من وزارتي الثقافة والسياحة بإقامة فعاليات وورش فنية متعددة لتلك الرحلة بزوايا ورؤي مختلفة, لتظل نبع إلهام وفخر المصريين.