أولي النتائج وليست آخرها لما حدث في الشارع المصري هذا الانخفاض الحاد في مؤشر البورصة والضغوط علي قيمة الجنيه مقابل الدولار مما يعني ارتفاع أسعار الواردات والتأثير علي مجمل النشاط الاقتصادي هذا عن الناحية التي تمس وبشكل مباشر حياة المواطنين بعد أن استطاعت مصر علي مدي السنوات الماضية تثبيت سعر الصرف وتحقيق معدلات غير مسبوقة في الاحتياطي من العملات الأجنبية, وبطبيعة الحال لن يقتصر الأمر عند هذا الحد ولكن وهو الأهم التداعيات المرتقبة علي جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية خاصة ونحن بصدد تنفيذ القانون الذي يسمح للمستثمرين بالمشاركة في مشروعات البنية التحتية مثل الطرق ومحطات الكهرباء والصرف الصحي وغيرها. ودائما ما نتحدث ولا نزال عن منافسة اقليمية بل وعالمية حول الأموال الهائلة وفي مقدمتها عائدات النفط والباحثة عن الملاذ الآمن في هذا العالم المضطرب, وقلنا: إن الاعتبارات السياسية والمحاولات المستمرة بلا انقطاع لممارسة الضغوط علي مصر نتيجة مواقفها الثابتة تجاه مخططات الهيمنة وبسط النفوذ علي المنطقة واستباحة ثرواتها, هذه الاعتبارات ليست وحدها وراء الحملات الشرسة التي تستهدف اختراق الجبهة الداخلية ونشر الفتنة والفوضي فيها, وانما تعود أيضا الي عدم تمكين مصر من مكانة اقتصادية تستحقها وتجعلها نموذجا عالميا تفوق امكاناته بعض النماذج الحالية بالنظر الي المجالات المتنوعة والواعدة القابلة للاستثمار بكل اشكاله الصناعية والزراعية والسياحية وغيرها. هناك من لا يريد لمصر أن تصل اقتصاديا لما تسعي اليه اما سعيا لمنافستها كما يهيئ لها في المجال السياسي واما ثأرا وحقدا, ولا ننسي مقولة مغلوطة تجد من يرددها' من الأشقاء' مقولة تحذر من مصر القوية وأنه يجب أن تبقي دائما ضعيفة وعلي اعتبار أنها لا تموت. muradezzelarab@hotmailcom