هل نحن في حاجة إلي رجال العمل, وهم هنا كل مصري ومصرية دخل سوق العمل وقادر عليه وراغب فيه؟.. أم نحن في حاجة إلي رجال الأعمال وهم فئة ناشئة ومحدثة من أصحاب المشروعات بدأت بالارتماء في أحضان الدولة حتي إذا تضخمت أعمالهم, بدأوا يقلبون الآية, ويدعون الدولة إلي أحضانهم؟ السؤال, بصياغة مختصرة: هل نحث كل مصري علي العمل؟.. هل نركز علي إحياء قيمة العمل؟.. هل نعيد الاعتبار إلي العمل الشريف في أي موقع وفي أي مهنة, باعتباره أهم عناصر الإنتاج, وبحسبانه الأداة الفعالة لإحياء قيمة الإنسان نفسه؟ منذ عشرين عاما, ونحن نعلق الأمل علي فئة رجال الأعمال, علي ثقافة البيزنس, ونتناسي قيمة العمل, سواعد العمال, ثقافة العمل بصياغة معتدلة, نحن نعلي من شأن الأعمال علي العمل, والأقلية علي الأغلبية, والفئة الطائرة علي الفئات المقيمة والراسية علي الأرض. نحن نحتاج إلي إعادة التوازن, بين قيمة العمل وهي الأولي بالاعتبار, وقيمة رأس المال وهي الأولي بالتوجيه والترشيد. ليس من مصلحتنا أن تتردي قيمة العمل, وليس مما يفيدنا أن تسيطر قيمة رأس المال, خاصة أن الرأسمالية الناشئة, ليست منزهة عن الفساد, وليست لديها معايير اجتماعية مستقرة, كما أن أغلبها تكون بنزيف العقول والسواعد من أجهزة الدولة, وبالاستحواذ علي شركات عامة اشتروها بتراب الفلوس, وحتي هذه الفلوس تم اقتراضها من البنوك, حتي تمكنت من مراكمة ثروات مرعبة, فتحت لها الطريق لتجاوز الوطن, والارتباط بمصالح في إطار شبكات أوسع داخل معمار الرأسمالية العالمية. أستدرك وأقول: نحتاج إلي رأسمالية وطنية لا تهدر قيمة العمل في الإنتاج, ولا تهدر معايير الالتزام الوطني, تندمج في الاقتصاد العالمي لنقل الاستثمار والتكنولوجيا إلي الداخل, ولا نريدها أن تندمج بنوايا الاستعلاء والاستقواء والإملاء من موقع القوة. باختصار شديد: العمل, هو الذي يوجد الثروة, هو الذي يوجد ويولد فرص عمل جديدة, هو العنصر الحاسم في الإنتاج. العمل هو قوة وطنية ملتزمة بهذا الوطن, سواء كان أصحابه هنا أم في أي مكان من الدنيا.