اعتاد الأب تعليم ابنه مكارم الأخلاق, فتلك هي القاعدة, لأنه من الطبيعي دائما ما يتمني الأب لولده أن يتبوأ أرفع المناصب فيحسن تربيته ويغرس فيه تعاليم السماء ليصبح تقيا وورعا.. أما الشاذ عن هذه القاعدة أن يحرص الأب علي أن يلقن ولده دروسا في علم الإجرام ليصبح شابا مجرما متألقا ومحترفا في بيع المخدرات.. وهو ما حدث في مدينة كوم أمبو وتحديدا داخل عزبة حجاجي ذات الشهرة في هذه التجارة. تعود الأب أبو سميحة والإبن سوسة علي أن يتخذا من الليل وكرا لهما في بيع المواد المخدرة للشباب والمراهقين, خاصة هؤلاء القادمين إلي المدينة بعد تضييق الخناق عليهم في مدينة أسوان ولأنه إبن ليل كما كان يدعي فقد كان سوسة الذي لم يكمل عامه الثلاثين كثير الإفلات من قبضة رجال الأمن معتمدا علي خفة حركته وخبرة أبيه, علي الرغم من ضبطه من قبل في7 قضايا متنوعة. نشأ سوسة في أحضان أبيه ذي الثمانية والخمسين ربيعا, فتأثر بهذه النشأة الإجرامية تأثرا شديدا. وبعد تعدد الشكاوي والبلاغات من المواطنين الصالحين المتضررين من هذا الإجرام الذي يهدد المجتمع, بدأ رجال الأمن في أسوان في رصد تحركات ثنائي عزبة حجاجي من خلال المرشدين ورجال المباحث السريين, فالأمر لم يكن مجرد التوصل للقبض عليهما فقط بقدر ما كان بهدف التوصل إلي المصدر الرئيسي لتوريد المخدرات سواء بانجو أو الأقراص المخدرة, و بعد شهور طويلة من هذا الترصد توصلت تحريات رجال مباحث مركز كوم أمبو إلي وجود الثنائي معا في الساعات المتأخرة من الليل لتلقي التعليمات الأخيرة في صفقة جديدة من العيار الثقيل, فتم وضع كل التفاصيل الدقيقة أمام اللواء عمر ناصر مساعد وزير الداخلية لأمن أسوان لتحديد ساعة الصفر لاختراق السياج المسلح الذي يتحصن به أبو سميحة و سوسة, خاصة ان عملية دخول عزبة كهذه العزبة تحتاج إلي خطة محكمة مدروسة تحسبا لأي مفاجآت. وفي ضربة واحدة قادها مدير المباحث الجنائية بمشاركة ضباط مباحث مركز كوم أمبو وتشكيل من الأمن المركزي, تم ضبطهما معا حيث عثر مع الأب ع.س58 عاما أبو سميحة والإبن م.ع سوسة علي سلاح ناري وطلقات وأقراص مخدرة ومبلغ مالي, وتبين أن الأب مطلوبا علي ذمة3 قضايا متنوعة, بينما الإبن سوسة مطلوبا علي ذمة7 قضايا. وبعد مواجهة المتهمين تم إحالتهما إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق.