اعتقد عناصر الشر الثلاثة أن أقصر الطرق للثراء السريع هو البانجو الذي يعد الكيف الرخيص لأصحاب المزاج بين الشباب في أقصي الجنوب حيث يعيش العاطلون معه علي دخانه الأزرق علي الأوهام. محمد وطلال وسليمان ثلاثة مزارعون ورابعهم الشيطان جاءوا من أقصي الشمال من محافظة بني سويف متوهمين بأن مدينة أبو سمبل السياحية وما يحيط بها من أهالي يقطنون الزراعات ويعملون بالمشروعات سيكونون صيدا ثمينا لهم في توزيع المخدر القاتل وتجارته بعد أن جمعهم الشيطان علي مائدة واحدة قبل أن ينطلقوا في سيارة واحدة من مدينة أسوان نحو هذه المدينة الهادئة التي لا تعرف إلا معاني الحضارة والفضيلة وهم يتسترون خلف حرفة الزراعة التي أجادوها عن كفاءة وبرعوا فيها بكل قدرة ومهارة. حدوتة أبو سمبل التي تزهو بمعبدها الصخري الذي شيده الملك رمسيس الثاني منذ آلاف السنين كانت علي موعد مع المخدرات تحيك سيناريو جديدا لا يعرفه أهلها, فمع تعدد المزيج البشري الذي زحف نحو الجنوب بإختلاف طباعه وعاداته بحثا عن فرصة عمل, وصلت الجريمة إلي هناك وأصبح من المعتاد أن يستيقظ أهل النوبة الطيبين مابين حين وآخر علي ضبطية جديدة من نوعية تلك الجرائم الدخيلة عليهم و التي تستهدف تدمير أبنائهم بتلك السموم المتنوعة. جاء الثلاثي محمد. ع26 سنة وطلال. م وسليمان. م26 سنة إلي ساحرة الجنوب تحت ستار العمل في المزارع حيث ظلوا فترة طويلة يروجون للسموم بنظام التوصيل إلي المزارع حتي لا يفتضح أمرهم دون أن يدروا بأن هناك عيونا لا تنام ترصد تحركاتهم المشبوهة ومع اطمئنان ثلاثي الشر الوهمي وبعد أن عقدوا واحدة من صفقاتهم, بدأ رجال المباحث في التحرك للانقضاض علي الفريسة وهي تعد وتتأهب لتوزيع نحو40 لفافة داخل المزارع, بحيث يتولي التجار الصغار توزيعها علي أصحاب المزاج الذين لا يجدون وسيلة للترفيه عن أنفسهم بعد عناء يوم من العمل الشاق في الزراعات إلا هذا الوهم من الدخان الأزرق. وبعد جهد كبير ومتواصل, وباشراف اللواء محمد مصطفي مساعد وزير امن اسوان اتفق رجال الأمن علي موعد مع الثلاثي عن طريق أحد رجال المباحث السريين بحجة الحصول علي جزء من الصفقة التي كانوا يجهرونها, في الوقت الذي كانت حملة قادها العميدان حسين حامد وخالد الشاذلي تتجه صوب الهدف مستعينة بالمقدم أشرف حشاد رئيس مباحث مركز أبو سمبل ومعاونيه النقيبين أحمد مطاوع وكريم إبراهيم, حيث نزلت المفاجأة كالصاعقة علي المزارعين الثلاثة غير مصدقين بأن حلمهم بالثراء قد تبدد في لحظات.