خسرت البورصة أمس6 مليارات جنيه, ضمن خسائرها المتتالية التي منيت بها منذ ما يقرب من50 يوما, وكان ذلك تأثرا بمبيعات المستثمرين المصريين والعرب, ليغلق رأس المال السوقي للأسهم المقيدة علي491.8 مليار جنيه. وأرجع إيهاب سعيد خبير سوق المال, السبب في هذه الانخفاضات إلي استمرار التجاهل الحكومي لإجراء أي تعديل علي ضريبة البورصة أو اللائحة التنفيذية للقانون, حيث فقد55 سهما الحد الأدني لمستوياتها السعرية منذ الإدراج وأدني مستوي سعري لها منذ سنوات, وكان أبرزها سهم المصرية للاتصالات الذي وصل لأدني مستوي سعري له منذ إدراجه في البورصة, وسهم العز للحديد والتسليح أدني مستوي سعري منذ2013, وجلوبال تليكوم الأدني منذ2012, وهي جميعا من الأسهم القيادية, أماEGX70 فقد وصل إلي أدني مستوي سعري له منذ.2013 وأشار إلي أن المستثمرين يبيعون أسهمهم عاقدين العزم علي الرحيل إلي بورصتي دبي والسعودية, وإذا استمرت مؤشرات البورصة علي هذه الانخفاضات فليس أمامها سوي شهرين وتغلق أبوابها. وتوقع أن يواصل المؤشر الرئيسيEGX30 التراجع في اتجاه قاعه السابق عند833 نقطة, أما مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطةEGX70 فسيواصل التراجع اتجاه430 نقطة, وذلك في حال استمرار التجاهل الحكومي. وأكد عوني عبد العزيز خبير سوق المال, أن الصناديق تبيع لعمل سيولة لحملة الوثائق مما أسفر عن حدوث ضغط علي السوق بسبب أزمة السيولة, إضافة إلي الضريبة المفروضة علي المستثمرين, وقد أعلنوا مرارا وتكرارا رغبتهم في إلغائها أو تعديلها إضافة إلي عدم وجود محفزات تدفع المستثمرين للاتجاه للشراء وبالتالي رفع مؤشرات البورصة, وكذلك زيادة رءوس أموال الشركات التي امتصت جزءا من السيولة ولم يحدث لها قيمة مضافة. وقال محمد سعيد خبير سوق المال: إن هناك عوامل سلبية عديدة ولكن لا تمثل في مجملها دافعا لكل تلك الخسائر الفادحة, كما لا يوجد مبرر حقيقي نستطيع أن نضع يدينا عليه, كما أنه لا توجد أي توقعات إيجابية تنبئ بأنه سيتحرك بشكل إيجابي خلال الفترة المقبلة, فالبيع بشكل مكثف, وسيظل علي هذا الوضع حتي تنتهي موجة البيع. وأوضح المهندس أحمد سلامة, مستثمر في البورصة, أن العديد من المستثمرين يبيعون استعدادا للرحيل, فلا أحد يهتم بنا أو بالخسائر التي نعاني منها, إضافة إلي تصريحات المسئولين المغلوطة, فوزير المالية أعلن منذ أيام علي إحدي القنوات الفضائية أن نسبة هبوط المؤشرات في البورصة وصلت إلي3%, وفي الحقيقة بل وعلي لسان رئيس البورصة الدكتور محمد عمران, أنها ثاني أسوأ أداء علي مستوي العالم عام.2015 فعلي سبيل المثال شركة المصرية للاتصالات وهي من أكبر الشركات الحكومية سعر أسهمها8.25 جنيه, وكانت في عام2006 بسعر14.80 جنيه ولا أحد يشتري, وأيضا شركة سيما والتي أنشئت سنة1957 بقيمة اسمية5 جنيهات تتداول الآن علي الشاشة3.90 جنيه, وشركة القلعة تم إدراجها سنة2009 بسعر13 جنيها سعر تداولها جنيهان. وأوضح أن الأسباب هي عدم الاهتمام بالمستثمرين, ففي منتصف مارس قدمنا أكثر من300 شكوي لمجلس الوزراء, ولم يلتفت إلينا أحد حتي الآن, كما قمنا بأخذ تصريح لعمل وقفة احتجاجية في ذلك الوقت لتغيير إدارة البورصة ولم يسمعنا أحد. ووصف ما حدث في أروقة البورصة أمس بالكارثة, موضحا أن مؤشر ستانلي شطب شركة المصرية للاتصالات من مؤشره للأسواق الناشئة, ويقوم حاليا بمراجعة سهم جلوبال تليكوم وفي الوقت نفسه أدرج شركات قطرية وإماراتية, وبهذا تكون البورصة مهددة بالشطب من مؤشر مورجان ستانلي, الذي يعتبر من أهم المؤشرات التي تعبر عن ثقة المستثمر الأجنبي في الاقتصاد المصري.