توالت ردود الأفعال العالمية التي تحذر من تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة, خاصة بعد نجاح الحوثيين ذراع إيران في اليمن- من إثارة الفوضي والاضطرابات وهو ما أجبر الدول العربية علي تشكيل تحالف بقيادة السعودية لقطع الطريق علي الحوثيين الراغبين في الوصول الي سدة الحكم. وتساءل المحللون عن قدرة هذا التحالف في وقف التمدد الشيعي في المنطقة, مؤكدين ان اطماع طهران لن تتوقف بل تتوسع لتشمل دولا أخري, وهو ما أشار اليه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية, إذ أشار إلي أن شراهة طهران ورغبتها في التمدد الشيعي يدفعها إلي التوسع علي حساب الدول الأخري, مؤكدا ان عاصفة الحزم جاءت لإنقاذ اليمن. وأشار المحللون إلي أن طهران قد تكون فشلت في تحقيق أهدافها المرجوة في اليمن خاصة بعد قرار مجلس الأمن بوقف تسليح الحوثيين وتجميد أرصدتهم وفرض عقوبات عليهم, إلا أنهم أكدوا أن السعودية ستكون الهدف المقبل لإيران ومن بعدها لبنان. كما أكدوا ان لبنان باتت في مرمي نفوذ طهران التي نجحت في استخدام حزب الله اللبناني في تنفيذ اجندتها اذ مكنها من اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام2005 بعد تفجير موكبه مما اسفر عن مقتله واصابه21 شخصا, و أشارت المحكمة باصابع الاتهام الي اعضاء من حزب الله, وذلك بعد الاضطلاع علي هواتفهم المحمولة التي اثبتت تورط طهران. كما نجحت في اشعال فتيل الحرب اللبنانية التي اندلعت عام2006 بعدما قامت عناصر حزب الله بقتل واختطاف عدد من الجنود الاسرائيليين وهو ما دفع تل أبيب الي فرض حصارا بريا علي لبنان وغزو جنوبها حيث تتمركز عناصر حزب الله وهو ما اعتبره البعض حرب بالوكالة بين ايران واسرائيل علي الاراضي اللبنانية. ومن جانبها, أشارت مجلة بيزنس إنسايدر الأمريكية إلي أن هناك كثيرا من الدلائل التي تشير إلي أن هناك كثيرا من المؤامرات الإيرانية التي تحاك ضد السعودية وأبرزها تخطيطها لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عام2011, حينما استأجرت عصابة من تجار المخدرات لتفجير مطعما, كان يوجد فيه السفير السعودي وقتها كما خططت لتفجير السفارة السعودية بواشنطن, إلا أن محاولاتها باءت بالفشل, خاصة ان زعيم هذه العصابة مجندا لمصلحة وكالة مكافحة المخدرات. وأضافت أن إيران تعتمد علي ال3 ملايين شيعي المتمركزين في شرق السعودية, في نشر افكارها وثقافاتها الشيعية في محاولة لبسط نفوذها داخل السعودية. والتاريخ يشهد ان طهران نجحت في التمدد داخل العراق منذ عام2003 منذ ان كان الرئيس الراحل صدام حسين يعتلي سدة الحكم مستغلة خلافاته مع واشنطن وقامت بتمويل ميليشياتها الشيعية وتدريبها ضد صدام وبعد ان طوت العراق صفحته وجهت بوصلتها نحو القوات الامريكية والبريطانية التي كانت تحارب هناك, فأرسلت الآلاف من عناصرها الي بغداد للتحالف مع خلاياها السرية هناك لتنفيذ هجمات ضد القوات الامريكية. واستطاعت ان تخدع واشنطن للمرة الثانية حينما جاء رئيس الوزراء نوري المالكي ليتقلد هذا المنصب, وفي الوقت الذي اعتبرته واشنطن حليفها ورجلها في العراق اثبت التاريخ انه دمية طهران هناك. كما يعلم الجميع انه لولا طهران لكان الرئيس بشار الأسد قد خسر معركته في سوريا خاصة انها العقل المدبر لكثير من المواجهات التي تجري هناك كما انها تمد نظامه بمليارات الدولارات خلافا للدعم اللوجيستي وكذلك بالمستشارين والجنود.