انحاز كثير من الروم إلي( أنطاكية), فتوجه أبو عبيدة بن الجراح إليها حيث واجه في( مهرويه) وهي علي فرسخين من( أنطاكية) جمعا من الروم فهزمهم فلجأوا إلي المدينة مندفعين إليها, فحاصرهم أبو عبيدة بن الجراح, إلا أن أهلها صالحوه علي الجزية وجلاء من فيها من الروم, فصالحهم علي ذلك, إلا أن بعض الروم طلبوا البقاء في المدينة تحت حكم المسلمين لثقتهم في عوالتهم. ثم سار أبو عبيدة إلي حلب حيث قابله في طريقه عدد من جنود الروم فحاربهم وقتل معظمهم فتفرقوا عنه ثم واصل أبو عبيدة مسيرته علي رأس فرسانه المسلمين حتي بلغ الفرات وقد فتح قري( يوقا), و( الجومة), و(الدساكر), وقد رحب بها الأهالي ثم فتح( دلوك), و( ارعيان) وأصبحوا بأمره عيونا للمسلمين علي الروم. معركة( مرج الروم الثانية) لم يتراجع الروم عن مقاومة المسلمين والدفاع عن بلاد الشام, فجمعوا جيشا كبيرا بقيادة( تيودورا البطريق) فسار حتي دمشق فلما بلغها أسرع أبو عبيدة مع خالد بن الوليد, وعدد من قادة المسلمين, وتقابلوا مع جيش الروم في( مرج الروم), ثم فوجئوا بجيش كبير من الروم بقيادة( شنس الرومي) فجمع أبو عبيدة جيوشه لمواجهة( شنس) بينما وقف خالد في مواجهة( تيودورا). إلا أن المسلمين فوجئوا صباح الغد بانسحاب( تيودورا) ليفتح( دمشق), فاجتمع رأي أبو عبيدة وخالد بن الوليد علي انسحاب خالد بجيشه لمواجهة جيش تيودورا في دمشق فهاجم مؤخرة الجيش, بينما قاتلت حامية دمشق مقدمة جيش( تيودورا) فوقع( تيودورا) وجيشه مرة أخري بين فكي كماشة فسقط وأبيد نهائيا. كما حارب جيش أبو عبيدة جيش شنس فهزمه هزيمة ساحقة, فأحرز المسلمون نصرا عظيما وحازوا مغانم كثيرة.