بعد أن قام أبو عبيدة بن الجراح بعقد الصلح مع الروم علي دمشق كلها بعد أن فتحها خالد بن الوليد عنوة, سار إلي( حمص) فصالحه أهلها علي مثل ما صالح به أهل( دمشق) , ثم سار إلي( بعلبك) و(حماة) فخرج أهلها طالبين الصلح والسلام, ثم سار إلي( معرة النعمان) فخرج إليه أهلها يستقبلونه بالفرح والبشري بقدومه إليهم فصالحهم أيضا مثل ما صالح المدن السابقة. كذلك فتح أبو عبيدة( حلب) صلحا, وكذلك( قنسرين) و( أنطاكية) وجميع كل ما فتح من بلاد الشام صلحا يدل علي سماحة الإسلام وكذلك سماحة أبي عبيدة بن الجراح, مما سهل فتح الشام كلها. كذلك أرسل أبو عبيدة بن الجراح خالد بن الوليد علي رأس جيش لفتح قنسرية, فوجد جيشا كبيرا من الروم يقوده( ميناس) والتحم الجيشان في قتال كبير أدي إلي قتل القائد( ميناس) واستمر القتال حتي قتل من الروم عشرات الآلاف وكان يعاونهم كثيرون من العرب النصاري والمشركين, فأرسلوا إلي خالد بن الوليد يعتذرون له لأنهم مرغمون علي قتال المسلمين فقبل خالد عذرهم وضمهم إلي صفوف المسلمين, فأقبلوا يعلنون إسلامهم وأخلصوا للمسلمين ودافعوا عنهم ضد الروم. ثم حدثت موقعة( مرج الروم) حيث اجتمع جيش الروم يقوده البطريق( تيودورا) فسار بهم حتي نزل( مرج دمشق), فأسرع أبو عبيدة بن الجراح مع خالد بن الوليد ومجموعة من القادة المسلمين وواجهوا جيش الروم في( مرج الروم). ثم جاء القائد( شنس الرومي) علي رأس جيش مثل الجيش الأول في جند, فواجه أبو عبيدة بن الجراح جيش( شنس). أما خالد بن الوليد فقد واجه جيش( تيودورا). وأدرك المسلمون في اليوم التالي أن جيش( شنس) بقي ليشغل المسلمين عن جيش( تيودورا) الذي انسحب فاتجه خالد إلي مؤخرة جيش( تيودورا) مهاجما لها, بينما هاجمت حامية دمشق مقدمة جيش( تيودورا) فأصبح جيش تيودورا بين فكي الرحي فقتل القائد تيودورا وهزم جيشه هزيمة ساحق. كما تمكن أو عبيدة بن الجراح من هزيمة( شنس) وقضي علي جيشه قضاء مبرما.