* لماذا أمر سيدنا عمر بن الخطاب بعزل سيف الله المسلول خالد بن الوليد أثناء إحتدام معركة اليرموك الفاصلة( قرب الاردن) بين الكفر والايمان.. إما القضاء علي الدعوة الإسلامية أو القضاء علي الإمبراطورية البيزنطية في الشام وافريقيا؟ وكان خالد بن الوليد أحد أسباب النصر الرئيسية في( اليرموك) التي اندلعت سنة15 ه( بعد رحيل المصطفي صلي الله عليه وسلم بأربع سنوات) بدأت في عهد سيدنا أبي بكر وأكتملت في عهد سيدنا عمر.. وكانت هذه المعركة قمة المجد العسكري لخالد.. وأحد الأسباب الرئيسية لعزله ايضا!! حشدت الامبراطورية البيزنطية خمسة جيوش للقضاء علي الدعوة الإسلامية: جيش من الأرمن وجيش من السلاف الروس وجيشين من الروم( أقوي الجيوش في العالم وقتها) علي رأسهما قسطنطين ابن القيصر( هرقل) وتيودور شقيقه وجيش من الغساسنة العرب الموالين للروم.. وعلي رأس الجيوش الاسلامية المجتمعة في اليرموك يزيد بن ابي سفيان وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص وقيس بن حبيرة ويتولي القيادة العامة أبو عبيدة بن الجراح قبل أن يصل خالد بن الوليد من العراق الذي اجتاز600 ميل قاد فيها عشرة آلاف مقاتل وسط صحراء مهلكة غير مأهولة ليصل إلي أرض المعركة بعد18 يوما فقط بدلا من36 يوما عبر الطرق المعروفة وجعل من الابل طعاما وشرابا!! وصل خالد لليرموك قبل أن يصل الروم وأصبح36 الف مجاهد أمام ما يقرب من250 ألفا من قوات الروم وأجمع القادة المسلمون علي تولي خالد للقيادة العامة.. ووضع خططا أنقذت جيش المسلمين من الهلاك واستمرت الحرب6 أيام متواصلة بلغ عدد الشهداء 4 آلاف وقتلاهم نحو100 ألف وواصل خالد ببعض قواته علي عكس المعتاد مطاردة الجيش المهزوم في اليوم السابع وقتل قائده الباقي واستولي علي بعض الغنائم.. كان هرقل قيصر الروم يقيم في حمص بسوريا ففر هاربا وقال: سلام عليك يا سوريا سلاما لالقاء بعده.. وكانت حمص بعد ذلك مقر خالد وقبره! * بعد هذا الانتصار المبهر الذي قضي علي امبراطورية الروم جاء أحد الشعراء واسمه الأشعث بن قيس وألقي قصيدة مدح في خالد فأعطاه عشرة آلاف درهم فأثار ذلك حنق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.. وقبل أن يتولي الإمارة طلب من الخليفة أبي بكر الصديق أن يحد من إسرافه قائلا: اكتب إلي خالد لا يعطي شيئا إلا بأمرك... فأجابه خالد: إما ان تدعني وعملي وإلا فشأنك بعملك.. فأشار عمر بعزله.. فقال سيدنا أبو بكر ومن يحل محله فقال له أنا.. وجهز نفسه لولا تدخل الصحابة ومنعه( رضوان الله عليهم جميعا) لما تولي سيدنا عمر الخلافة أرسل إلي خالد ألا تعط شاة ولا بعيرا إلا بأمري.. فكتب اليه خالد بمثل ما ارسل إلي أبي بكر( دعني وشأني).. فقال سيدنا عمر: ما صدقت الله إن كنت أشرت علي أبي بكر بأمر فلم أنفذه.. فأعد لعزله.. وأرسل بذلك إلي أبي عبيدة القائد الثاني فحفظ الرسالة ولم يبلغها لخالد إلا بعد ان تأكد النصرفي اليرموك جاء في الرسالة: تقيم خالد وتعقله( تقيده) بعمامته وتنزع قلنسوته( بمثابة تجريده من رتبته العسكرية) حتي يعلمكم من أين أجاز( أعطي) الأشعث( الشاعر)؟ أمن مال الله أم من ماله؟.. فإن زعم إنه من إصابة أصابها( من مغانم بيت المال) فقد أقر بالخيانة وإن زعم إنها من ماله فقد أسرف واعزله علي كل حال واضمم إليك عمله.. وأمره ان يقاسمه نصف ماله.. ففعل حتي بقيت نعلاه فقال أبو عبيدة: إن هذا لا يصلح إلا بهذا فقال خالد: أجل ما أنا بالذي أعصي أمير المؤمنين فاصنع مابدا لك! وحارب تحت قيادة ابي عبيدة وفتح دمشق عنوة.. فأراد أن يدك حصونها ويخرب ديارها مثلما فعل من قبل بأهل قنسرين... إلا أن وعد القائد الأعلي الجديد ابي عبيدة بن الجراح باعطاء الأمان لهم سبقه.. فقد كان ابو عبيدة اميل إلي حفظ الدماء والمصالحة ماوجد إلي ذلك سبيلا خاصة بعد هزيمة الروم.. وكان خالد لا يعرف غير الحرب أو التسليم دون شرط.. كانت يده اقرب إلي سيفه من أي شيء آخر. * ذهب خالد بن الوليد بعد عزله إلي بلدة قنسرين بالشام وحمص ليودعهما ويودع رفقاء السلاح وقال: إن أمير المؤمنين استعملني علي الشام حتي اذا كانت بثينة( بسيسة) وعسلا عزلني وآثر بها غيري.. فنهض له رجل من السامعين فقال: صبرا أيها الأمير فإنها الفتنة.. فرد عليه خالد: أما وابن الخطاب حي فلا.. انما تكون بعده.. وقال لأبي الدرداء: لإن مات عمر لترين أمورا تنكرها! * ذهب خالد إلي المدينة وقابل سيدنا عمر فقال له: لقد شكوتك إلي المسلمين وبالله إنك في أمري غير مجمل يا عمر فسأله الفاروق: من أين لك هذا الثراء؟ قال: من الأنفال والسهمان( غنائم الحرب).. ما زاد علي الستين الفا فلك..فزادت عشرون الفا فضمها سيدنا عمر إلي بيت المال.. ثم قال: يا خالد والله إنك علي لكريم وإنك إلي لحبيب ولن تعاتبني بعد اليوم علي شيء ما عزلتك لريبة فيك ولكن افتتن بك الناس فخفت ان تفتتن بالناس وأمر الولاة ان يعلنوا في البلاد باسمه: إني لم أعزل خالدا عن سخطة ولا عن خيانة ولكن الناس فتنوا به فخشيت أن يوكلوا اليه ويبتلوا وقال سيدنا عمر عن عزل خالد من الشام وزياد بن ابي سفيان عن العراق: إنما عزلتهما ليعلم الناس ان الله تعالي نصر الدين لا بنصرهما وأن القوة لله جميعا. * كان القائد العظيم خالد بن الوليد بطلا فذا في مواجهة الأعداء وكان أكثر بطولة في مواجهة نفسه عندما نفذ أمر القائد الاعلي بالعزل وتحول علي الفور إلي قائد ثان بعد أبي عبيدة الذي كان يرأسه.. واكمل الحرب والفتوحات دون ان يهتز له طرف أو يفت ذلك في عضده قال سيف الله المسلول في مرض الموت لأبي الدرداء عن عمر: كنت وجدت( غضبت) عليه في نفسي في أمور لما تدبرتها في مرضي هذا و حضرني من الله حاضر عرفت أن عمر كان يريد الله بكل ما فعل.. لا يبالي قريبا ولا لوم لائم في غير الله ولقد توفي خالد رحمه الله وقد جعل وصيته وتركته وتنفيذ عهده إلي سيدنا عمر بن الخطاب.. الذي تأثر بموته تأثرا شديدا.وقال: عجزت النساء أن يلدن مثل خالد * شهد الله بالصدق لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعه صحابة المصطفي صلي الله عليه وسلم في موقعة أحد التي انتصر عليهم فيها خالد بن الوليد قبل إسلامه.. واصبحت تشمله بعد إسلامه وعظيم عطائه في قوله تعالي: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا صدق الله العظيم [email protected]