ما بعد اليرموك: معركتا برج الروم وقنسرين معركة اليرموك الفاصلة بين المسلمين والروم كانت نتيجتها استئصال جيوش المسلمين للاحتلال الروماني من بيت المقدس, ودمشق, ومصر, والأردن, فقد استطاع العرب فتح هذه البلاد, دون مقاومة تذكر, حيث إن جيوش الرومان لم تقو علي المقاومة لضعف شوكتها. كذلك كان أهل البلاد الأصليين قد كرهوا الحكم الروماني لعنتهم وتمنوا القضاء علي حكمهم, كما رأوا حسن المعاملة من المسلمين فرحبوا بهم وفتحوا صدورهم لجيوشهم حيث تركوا لهم حرية العقيدة والعمل, وقد استفادوا من سماحة الشريعة التي سادت بين الجميع بما فيهم الحاكم والمحكوم في العدالة. وأهم المعارك التي خاضها خالد بن الوليد بعد معركة اليرموك( معركة برج الروم وقنسرين), فقد قام خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح بمنازلة قائدين رومانيين هما:( جونس), و(توذر) وانتصرا عليهما كما قتل خالد( توذر), كما قام خالد بحصار الرومان في( قنسرين) وكانوا محتمين بحصونهم فراوغوه وطاولوه, فقال لهم خالد(.. لو كنتم في السحاب لحملنا الله إليكم, أو لأنزلكم إلينا, وأبي أن يصالحهم بعد ذلك إلا علي تخريب المدينة, ودك حصونها فختمت بذلك ضرباته الحاسمة وقد أعقب معركة اليرموك الحاسمة عزل خالد بن الوليد, وتولي أبو عبيدة بن الجراح قيادة الجيوش الإسلامية من بعده بعد وصول كتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إليه إثر وفاة الخليفة أبي بكر الصديق, ولم يتوقف الفتح الإسلامي العربي بعزل خالد بن الوليد عن القيادة, ولم يكن سبب عزله أي سبب ينقص من مكانته, وإنما أهم سبب أستند إليه الخليفة عمر بن الخطاب في عزل القائد خالد هو افتتان الجندبة, وإحاطته بهالة من القداسة والتبجيل مما قد يجعله مغترا بنفسه. وقد كان أكبر عامل دفع سكان البلاد التي دخلها المسلمون إلي حبهم هو ثقتهم فيهم لما لمسوه من نزاهة تعاملهم معهم أثناء الحرب وعدلهم وعدم اعتزازهم بأنفسهم وحرصهم علي الأعراض والأرواح لأهل تلك البلاد التي فتحوها, والتي استمرت الفتوحات بعد وفاة أبي بكر الصديق في بلاد الفرس والروم. بينما كان الرومان في انتصاراتهم القديمة وحكمهم لهذه الدول, مشوبا بالزهو والغرور والفساد في الأرض والظلم لأهل البلاد المحكومة. وبذلك استمرت فتوحات المسلمين في الشام وفارس حتي سادوا العالم. بعد ذلك.