اشتهر عصام بين اهله وجيرانه بطيبة القلب ودماثة الخلق وسعيه الدائم للصلح بين الاخرين وعلى الرغم نشأته فى قرية نائية بمركز دار السلام بسوهاج إلا أنه لم يأخذ من عائلته العصبية القبلية والعادات المذمومة خاصة عادة الثأر. اصر عصام منذ سنوات مضت على الالتحاق بكلية الحقوق ليحكم بين الناس بالعدل خاصة لما تموج به القرى من خلافات تتعدد اسبابها ويتصدر للحكم بين الناس اشخاص من غير ذوى الخبرة مما يؤدى إلى اشتعال هذه الخلافات وعدم الوصول إلى حل عادل لها، وعقب تخرجه التحق بالعمل بإدارة التحقيقات بمديرية التربية والتعليم وعرف بين زملائه بالاحترام والعدالة والبعد عن المجاملات فضلا عن تفانيه فى العمل. ومنذ عامين نشب خلاف بين عائلة عصام واحدى عائلات مركز جرجا نتج عنها مقتل أحد الاشخاص وإصابة 4 آخرين ليصبح عصام وعائلته مهددين بالثأر منهم وهو الذى كان يسعى فى الصلح بين الناس ويعيب عليهم عادة الثأر التى يخسر فيها كلا الطرفين ولا تترك إلا اليتامى من الاطفال والأرامل من النساء. فشلت محاولات عصام فى الصلح بين الطرفين على مدى عامين فقرر البعد عن مصدر الخلافات والانتقال للعيش فى مدينة سوهاج حفاظا على اولاده الصغار وزوجته من الثار ولكن لم يكن يدرى بما خبأته له الاقدار. وعقب تناول الاطفال احتضن اطفاله قبل ان تصطحبهم والدتهم إلى المدرسة واخبرهم بأنه سوف يتأخر بعض الوقت ثم يتجه إلى عمله بمديرية التربية والتعليم. كان اللواء ابراهيم صابر مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج قد تلقى بلاغا من العميد احمد أبوعابد مأمور قسم ثانى سوهاج بمقتل شخص خلف جمعية مصعب بن عمير الكائنة دائرة القسم فانتقل على الفور المقدم عمر مهران رئيس مباحث قسم ثان بإشراف العميد حسين حامد ومحمد توفيق مدير ورئيس المباحث الجنائية لمكان البلاغ وبالفحص تبين مقتل عصام 49 سنة موظف بمديرية التربية والتعليم بالشئون القانونية ويقيم مدينة ناصر دائرة القسم وبمناظرة الجثة تبين إصابتها بطلقات نارية بالرأس من الناحية اليسرى والكتف الأيسر.