استطاعت الدورة الخامسة من مهرجان المرأة العربية السينمائي في لاهاي أن تجذب شبابا معنيين بالسينما وقضايا المرأة العربية, يضاف إلي ذلك حضور كبير للجمهور الهولندي والعربي فاق بكثير الدورات الماضية, ربما تضع هذه النقاط المنظمين أمام مسئولية تقديم صورة أكثر شمولية واتساعا عن المرأة العربية من خلال مضاعفة عدد الأفلام الجادة التي تتناول قضايا المرأة. الأهرام المسائي تابع المهرجان وتحضيراته منذ البداية وقدم أفكارا ربما تساهم في تدعيم وإرساء أهداف المهرجان خاصة توسيع رقعة العروض علي غرار المهرجانات العربية في هولندا التي تقدم عروضها في أكثر من مدينة واحدة, ولعل توأمة مع مهرجانات سينمائية عربية وأوربية معنية بقضايا المرأة سيفتح آفاقا أكبر للمهرجان. تقول آسيا ريان مديرة المهرجان: إننا بالفعل نتوق إلي مثل هذه الشراكات وربما اتخذنا عدة خطوات علي الطريق بالتواصل مع إدارات العديد من المهرجانات العربية والأوربية, وربما تشهد الدورة القادمة تفعيلا لتلك الأفكار. وكان مهرجان المرأة العربية السينمائي في لاهاي قد اختار محور الأم العربية والأمومة إضافة إلي القضايا الاجتماعية للمرأة العربية عبر16 فيلما روائيا وقصيرا ووثائقيا عرضت علي مدي ثلاثة أيام وسط العاصمة السياسية لهولندا. وكان الافتتاح بتوقيع المخرج المصري أحمد عبد الله مع ديكور حيث تعيش مصممة إنتاج مصرية تدعي مها مشاكل نفسية تجعلها تخلط بين الواقع والوهم, وكان يمكن للفيلم أن يكون أكثر تأثيرا علي المشاهد لولا سقوطه في الكوميديا غير المبررة والتي أفرغت الفيلم من طابعه الجاد. وعلي غرار الدورات الماضية عرض المهرجان أفلاما وثائقية وروائية لمخرجين عرب وأجانب تناولت القضايا الاجتماعية للمرأة العربية. وعن التركيز علي البعد الاجتماعي في قضايا المرأة العربية قالت آسيا ريان: نركز في مهرجان المرأة العربية السينمائي علي الأفلام التي تتمحور علي القضايا الاجتماعية, وهذا يساعدنا علي اختيار أفلام عن واقع المرأة من داخل المجتمعات العربية, ومن مختلف المواقع والشرائح, فنحن نهتم بالأفلام التي تتناول المرأة العربية من عدة زوايا, باعتبارها أما أو أختا أو زوجة, أو موظفة أو عاملة أو ربة بيت, وهذا يمنحنا مساحة أكبر لتقديم المرأة العربية في المجتمع الأوربي وبهذه الطريقة أيضا نمد جسرا بين ثقافة المرأة العربية والمرأة الأوربية. ولم يقتصر الاهتمام الهولندي علي الجمهور الهولندي من عشاق الفن السابع وإنما شمل وسائل الإعلام التي قامت بتغطية فعاليات المهرجان, كما حضرت شخصيات سياسية مثل البرلماني الهولندي أحمد مركوش الذي أشاد بالمكتسبات الجديدة للمرأة في العالم العربي الذي قال إن صورة المرأة العربية في الغرب هي غالبا صورة سلبية, إذ تقترن بانتهاك حقوقها, وخاصة حينما يكون الموضوع مرتبطا بالإسلام, وفي نفس الحال نري هذه الصورة قد تغيرت مع الربيع العربي فقد نزلت المرأة إلي الشارع للمطالبة بحقوقها وكرامتها, وقد شهدت السنوات الأخيرة حضور المرأة في الإعلام الهولندي كمناضلة, وهذا تغير كبير وهام. وفي محور الأم العربية والأمومة عرض المهرجان ثمانية أفلام روائية ووثائقية منها الفيلم الفرنسي الروائي الطويل ابن الآخر للمخرجة الفرنسية لورين ليفي التي حاولت تجنب الطابع السياسي عند تناولها لموضوع فيلمها الذي يروي عملية تبادل خاطئ للرضع بين عائلتين فلسطينية وإسرائيلية أثناء خروجهما من مستشفي حيفا بعد الولادة, وبعد اكتشاف الشابين لأصل هويتهما, تطفو علي السطح أسئلة بديهية ومؤلمة, حيث يتساءل يوسف إن كان سيبقي يهوديا مع أن أمه فلسطينية, خصوصا عندما يفاجئه جواب الحاخام بأنه قد فقد يهوديته فور اكتشاف الأمر. اختتام المهرجان كما افتتاحه كان بفيلم مصري حمل عنوان أم غايب للمخرجة المصرية نادين صليب وهو اشتراك مصري هولندي والحائز علي جائزة الجمهور الخاصة من مهرجان إيدفاIDFA لعام2014 وجائزةFIPRESCI لأفضل فيلم وثائقي من مهرجان أبو ظبي السينمائي لعام.2014 تدور أحداث الفيلم حول حنان أو أم غايب وهو اللقب الشعبي الذي يطلقه أهل البلدة الجنوبية علي المراة التي تتأخر في الإنجاب فلا يقال لها عاقر ولكنها م لطفل لا يزال غائبا في رحم الغيب.