كشفت سياسة تركيا والتي تقوم علي مبدأ المصالح الوجه القبيح لتلك الدولة التي تقيم علاقات تحالفية مع تل ابيب وواشنطن قد تكون خفية عن كثير من دول العالم, وعلي الرغم مما اذيع عن تدهور العلاقات التركية الاسرائيلية في اعقاب حادث السفينة مافي مرمرة التركية التي كانت في طريقها الي غزة حينما شنت ضدها تل ابيب غارتها الا ان تركيا لاتزال حليفا استراتيجيا بالنسبة لتل ابيب. كما ان التاريخ يكشف المصالح الاقليمية بين البلدين اذ انه في عام1992 كان هناك ما يشبه بالحلف العسكري بين البلدين ضد سوريا بل و دأبت تركيا علي جمع المعلومات الاستخبارية عن سوريا وايران والعراق وعقد البلدان اجتماعات مشتركة لتبادل التقييمات المتعلقة بالارهاب والقدرات العسكرية لتلك الدول. وفي الوقت الذي ساعدت فيه تركيا الجيش الإسرائيلي في جمع معلومات علي سوريا وايران من تركيا قامت إسرائيل بتجهيز وتدريب القوات التركية في حرب مكافحة الارهاب علي طول الحدود السورية, العراقية, والإيرانية. وهذا ما اكده موقع جلوبال ريسيرش البحثي مشيرا الي ان الحكومة التركية لاتزال تربطها علاقات قوية للغاية مع تل ابيب وواشنطن مشبها ذلك بالتحالف الثلاثي. ويأتي ذلك في الوقت الذي تم الكشف فيه عن سماح تركيا لحركة حماس بتعزيز نفوذها في اسطنبول التي باتت احد اوكار او معاقل الحركة بعد سماحها بإقامة معسكرات تدريبية عسكرية لكتائب القسام الذراع العسكري للحركة, ولم تنف تركيا احد اعضاء حلف شمال الاطلسي- ذلك بل رفضت الضغوط التي مارستها واشنطن لوقف النشاط العسكري للحركة رغم ان معظم دول حلف شمال الاطلسي الناتو تعتبر حماس منظمة ارهابية. وكان لصحيفة يديعوت احرنوت الاسرائيلية رؤية مختلفة اذ اكدت ان تدهور العلاقات بين تركيا واسرائيل في السنوات الاخيرة ادي الي عواقب وخيمة خرجت عن نطاق السياسية, اذ اصبحت تركيا مرتعا لقوات حماس التي تقوم بعمل تدريباتها تحت اشراف المخابرات التركية, مشيرة الي ان مقاتلي الحركة يتدربون علي استخدام الاسلحة الخفيفة وصنع القنابل. ونددت تل ابيب كثيرا بذلك علي لسان وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون الذي اثار تلك المسألة خلال محادثاته مع وزراء دفاع دول حلف الناتو في اكثر من مناسبة وكان آخرها الاسبوع الماضي خلال حضوره المعرض العسكري الذي اقيم في الهند, محذرا من الشبكات الارهابية التي تقيمها الحركة في الضفة الغربية وقطاع غزة, مشيرا الي ما اسماه باللعبة الساخرة التي تلعبها قطر في احتضانها الحركة ودعمها. وقد اقامت حماس ما يسمي بقيادة الضفة والقدس في اسطنبول عقب انسحابها من سوريا في عام2011 وفي عام2013 قامت حماس بإعادة هيكلة انشطتها العسكرية وجعلت من اسطنبول مقرا لها برئاسة صلاح العاروري الذي تم ترحيله من اسرائيل قبل ذلك. واشارت الي ان هناك20 ناشطا عسكريا تحرروا خلال صفقة جلعاد شاليط توجهوا الي تركيا للمشاركة في النشاط العسكري للحركة. وانتقدت الصحيفة الدور الذي تلعبه تركيا في تجنيد طلبة جامعات من الاردنوتركياوسوريا وغيرها من الدول العربية ومن ثم ارسالهم لتلقي عدد من الدورات التدريبية في اسطنبول وبعد ذلك ينتقلون الي مراكز تدريبية اخري في سوريا ومنها الي الضفة الغربية.