هدد الرئيس السوداني عمر البشير أمس بإلغاء الاستفتاء ونسف اتفاق السلام الشامل وعدم الاعتراف به اذا فكرت الحركة الشعبية في اجراء استفتاء حول منطقة ابيي الغنية بالنفط في غرب السودان. وكانت المعلومات قد أكدت بان الحركة الشعبية تعتزم اجراء تصويت حول مصير أبيي قبل التاسع من يناير وهو الموعد المقرر للاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان.. فيما قال الدرديري محمد أحمد, مسئول ملف أبيي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم, قد كشف عن معلومات مؤكدة تفيد سعي الحركة الشعبية لاتخاذ القرار أحادي الجانب من خلال تصويت قبيلة دينكا نقوك علي مصير أبيي, واصفا هذا التصرف بأنه مهدد للاستقرار في المنطقة. في الوقت نفسه, أعلن مجلس الدفاع المشترك في السودان أن القوات المشتركة بين الجيش السوداني وجيش حركة تحرير السودان سيستمران في العمل معا حتي بعد الاستفتاء لحماية مناطق البترول والحدود المشتركة بين الشمال والجنوب. في غضون ذلك, أعلنت بعثة الاممالمتحدة في السودان اكتمال الاستعدادات لقيام استفتاء الجنوب المقرر الأحد المقبل. وقال ممثل الامين العام للأمم المتحدة بالسودان هايلي منكريوس, إن طرفي اتفاقية السلام الشامل أبديا خلال الست سنوات الماضية التزما بتنفيذ اتفاقية السلام, وأكدا أكثر من مرة عدم العودة للحرب مرة أخري مهما كانت الظروف. وقد أعلن في جنوب السودان وصول كل المواد المتعلقة بعملية الاستفتاء الي عواصمالولايات العشر, والولايات الشمالية أيضا, وتم توزيعها علي المقاطعات في إنتظار انطلاق العملية التي ستشهد وجودا أمنيا مكثفا في جنوب السودان وفي شماله, كما وصلت بطاقات الاقتراع الي المراكز في دول المهجر- حسب مسئولين سودانيين. وحذرت قبيلة' المسيرية' من إجراء أي خطوات استباقية لضم أبيي لجنوب السودان دون قيام أستفتاء يشاركون فيه, واعتبرت محاولة إيجاد قانون لقيام استفتاء منفصل خاص بقبيلة' دينكا نقوك' في منطقة( النت) جنوب بحر العرب, استفزازا للقبيلة لجرها للحرب. وقال مختار بابو نمر ناظر قبائل المسيرية في تصريح صحفي إن قبيلة المسيرية قادرة علي إجراء استفتاء مواز في شمال بحر العرب لضم المنطقة للشمال, حال إقدام الحركة الشعبية علي تنفيذ مخطط لضم المنطقة للجنوب, مشيرا الي أن الجنوب مازال ضمن السودان الموحد والحركة جزء من الحكومة, ولا يمكنها أن تملي إرادتها عليها. وجدد بابو نمر تمسك المسيرية بحقهم في المشاركة في استفتاء ابيي, وقال إنهم لن يسمحوا باجراء استفتاء بمعزل عنهم, متهما' الحركة الشعبية' بالعمل علي تحريض' دينكا نقوك' للاستحواذ علي أرض المسيرية في أبيي. وكان مسئول ملف' أبيي' بحزب' المؤتمر الوطني' الحاكم في السودان الدرديري محمد أحمد حذر في وقت سابق من' نصائح أمريكية' تتعلق بخطة لضم منطقة' أبيي' المتنازع عليها, لجنوب السودان من جانب واحد. من جانبها ذكرت صحيفة' نيويورك تايمز' الأمريكية أنه رغم اقتراب موعد الاستفتاء علي تقرير مصير جنوب السودان في التاسع من يناير المقبل, فإن هناك مخاوف من تعطل برنامج تسريح الجنود الذي يستهدف تحويل العسكريين الي مدنيين. وأشارت الصحيفة في تقرير بثته علي موقعها الالكتروني أمس إلي أن مئات الالاف من الجنود حاربوا بعضهم البعض وبعضهم تربي في ساحات المعارك, ففي الجنوب, خسر الملايين من الأشخاص حياتهم وبلداتهم التي اختفت تحت سحب الدخان. مضيفة أنه منذ حوالي ستة أعوام, وقع السودانيون الشماليون والجنوبيون اتفاق سلام عقب عقود من الحرب الاهلية, يحدوهم أمل أن يضع نهاية للمعاناة.