بدأت ليلة أمس استعدادات مكثفة لتنفيذ خطة إجلاء المصريين من الأراضي الليبية, عبر مطار جربا بتونس. فمن جانبها, بدأت وزارة الخارجية التنسيق بين مؤسسات الدولة لتيسير إجراءات إعادة المصريين الراغبين في مغادرة الأراضي الليبية والعودة إلي أرض الوطن. وناشدت الوزارة المصريين في ليبيا بالابتعاد عن بؤر الصراع وتوخي أقصي درجات الحذر والحيطة حرصا علي أمنهم وسلامتهم فيما استمرت خلية الأزمة داخل القطاع القنصلي لتلقي اتصالات واستفسارات المواطنين المصريين في ليبيا وذويهم في مصر. من جانبه أكد السفير أيمن مشرفة سفير مصر لدي تونس أن السفارة ستقوم بتسهيل عملية عبور المصريين الراغبين في العودة إلي أرض الوطن عن طريق تونس. في سياق متصل أكد الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني, أن مصر للطيران علي أتم استعداد لإجلاء المصريين في ليبيا, عند صدور تعليمات من وزارة الخارجية بذلك, كما سبق وأجلت أعدادا كبيرة من المصريين العام الماضي بالتنسيق مع وزارة الخارجية, عبر مطار جربا بتونس. وقال الوزير إن هناك4 طائرات تم تجهيزها, للقيام بالإجلاء, حيث يتم إجلاء2000 راكب يوميا, ولكن عند التنسيق مع وزارة الخارجية, وتحديد أماكن تجميع المصريين بالحدود التونسية. وقال وزير الطيران: إن مصر للطيران توقفت منذ فترة عن رحلاتها للمطارات الليبية, نظرا للأوضاع الأمنية هناك, لافتا إلي أن هناك شركات ليبية تعمل من مطارات ليبية إلي برج العرب, نافيا ما تردد عن رفض السلطات المصرية عبور طائرة ليبية للمجال الجوي المصري في طريقها إلي تركيا. من جانبه أكد المهندس هاني ضاحي وزير النقل في تصريحات خاصة ل الأهرام المسائي أن الوزارة جهزت15 أتوبيسا بالاتفاق مع الشركة القابضة للنقل البري للدفع بها إلي السلوم لنقل المصريين العائدين من ليبيا وتوصيلهم إلي محطة السكة الحديد بمرسي مطروح, ثم نقلهم بعد ذلك بالأتوبيسات إلي أي مكان في مصر بدون أي مقابل. وأضاف وزير النقل أنه أصدر قرارا لمنفذ السلوم البري بعدم تحصيل أي رسوم من المصريين العابرين للمنفذ مراعاة لظروفهم النفسية والإنسانية, والتخفيف عنهم بقدر الإمكان حسب توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأوضح الوزير أنه يتم التنسيق حاليا مع وزارتي الدفاع والطيران, حيث تم تجهيز الموانئ البحرية لنقل المصريين من ليبيا في أسرع وقت.. مشيرا إلي أن هناك تنسيقا علي أعلي مستوي لحماية المصريين الموجودين في ليبيا. يأتي ذلك فيما ذكرت مصادر ليبية مطلعة لالأهرام المسائي أن اجتماعا لجماعة أنصار الشريعة عقد أمس في مدينة درنة بداخل مسجد الصفا والمروة بقيادة فوزي العياط ليبي الجنسية لبحث الرد علي الغارات الجوية المصرية, حيث قرروا شن عدد من الهجمات الإرهابية داخل مصر عن طريق أعوانهم في سيناء من أنصار بيت المقدس الإرهابية. في الوقت نفسه, أوضحت المصادر أن جماعة فجر ليبيا الإخوانية قررت أمس الإفراج عن121 عاملا مصريا محتجزا لديهم في مدينة مصراته, ورجحت احتمال قيام المسلحين بترحيلهم إلي مطار طبرق المدني الذي تسيطر عليه حكومة عبدالله الثني المعترف بها دوليا أو طريق تونس.