لعل الوقت يبدو مناسبا الآن للجميع لاعتماد خطاب جديد يطوي مرحلة الجدل والصخب وإثارة القضايا الجانبية, ويدخل مباشرة إلي التفاصيل المهمة في حياة الوطن والمواطن لم يعد جائزا لأي فريق سياسي تجاهل حقيقة أن الساحة المصرية تعاني حالة تشبع في الأفكار والرؤي السياسية, وأن الجماهير تتطلع إلي حقائق علي أرض الواقع وليست كلمات رنانة وأمنيات حالمة.. وإذا كان الرئيس مبارك قد حدد المهام الوطنية المطلوب انجازها من الحكومة والبرلمان والحزب, إلا أن التفاعل المطلوب ينبغي أن يشمل أيضا بقية أحزاب المعارضة ووسائل الإعلام من صحافة وقنوات وفضائيات, باعتبارها بوتقة هذا التفاعل والمؤشر الرئيسي له. والخطاب الجديد الذي نتحدث عنه يفسح المجال بلاشك للاختلاف في وجهات النظر وانتقاد السلبيات, ولكنه ينتقل إلي مرحلة أكثر تقدما بطرح الحلول والبدائل, خاصة إذا كانت من الأحزاب التي لديها رؤيتها الخاصة بالنسبة للملفات الأساسية التي يدور النقاش حولها. وقد نصل في التفاؤل إلي درجة تصور تأييد حزب معارض لما يقوم به حزب الأغلبية انطلاقا من المصلحة العامة في قضية معينة. هكذا يجب أن يأتي الخطاب الجديد الذي نتطلع إليه في المستقبل القريب. muradezzelarab@hotmailcom