«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل الدولة في خصومة مع البرادعي؟

قبل أيام، قالت مارجريت سكوبي (السفيرة الأمريكية في القاهرة) لعدد من أعضاء مجلس الأعمال المصري الأمريكي إنها : «شغوفة جدا بعودة محمد البرادعي إلي مصر والحالة التي سببتها تلك العودة في الحياة السياسية المصرية».. وبعيد أيام من هذا الكلام في غرفة مغلقة في القاهرة.. كان أن خرج (بي جي كرولي) المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ليقول في واشنطن (إن الولايات المتحدة ترغب في أن تكون الانتخابات المصرية أكثر شمولية وتنافسية .. وتعطي فرصة وأملا لعدد أكبر من الراغبين في المشاركة).. لكن صاحب التصريح عاد ولجم المعاني المتناثرة في كلامه.. وقال: «إن المناورات السياسية في الداخل المصري هي شأن مصري داخلي».
هذا الاهتمام الرسمي الأمريكي، الذي عبر عن نفسه بأكثر من صورة .. وفي توقيت متقارب، لم يكن ليقارن، في حجمه المعلن وتحسبه الرسمي، بالقدر الهائل من المقالات والتحليلات التي اعتمرت بها الصحف الأمريكية خلال الأيام العشرة الماضية .. تعليقا علي (هذه العودة) التي سرعان ما أنهاها الدكتور محمد البرادعي بعد زيارة قصيرة صاخبة لموطنه الأصلي .. حيث عاد إلي الخارج .. ولم يتسع وقته المنشغل بأن يعطي فترة أطول للمتطلعين إليه من بين المعارضين المصريين .. أو الشغوفين الأمريكيين .. لكي يواصل طرح نفسه أو شرحها بوضوح علي الساحة السياسية المصرية .
إن (البرادعي) كظاهرة يتنامي .. علي المستوي الإعلامي .. لكن هذه الكثافة الإعلامية لا تعبر عن سياسة حقيقية .. ولا عن تفاعل له جذور في الواقع .. كل ما يجري هو (كلام في كلام) .. ومن المتوقع بالطبع ألا يبقي كذلك لفترة طويلة .. وإذا كان الدكتور محمد البرادعي قد مُنح فرصة من الوقت لكي يعبر عن نفسه .. في كل ساحة إعلامية اختارها بنفسه ورأي أنها أنسب لكي يخاطب الرأي العام .. وتوافقت الصحف القومية بصورة أو أخري علي أن تدعه يفعل ما يريد .. حتي لا يعود هو أو من يجدون فيه تعبيرا عنهم ويقولون إن الصحف القومية تنتقد كل من يطرح نفسه علي الساحة .. فإن من المهم أن ندرك أن تلك الفرصة التي نالها علي سبيل المجاملة لشخصية مصرية محترمة والترحيب بها.. لا يمكن أن تستمر للأبد .. وأن الديموقراطية (أخذ ورد) .. وأن الحوار لابد له من اتجاهين .. وأن (مونولوج البرادعي) لابد أن يقبل التحول إلي (ديالوج).
الحدث برمته، يحتاج إلي وقفة.. وإذا كان الدكتور محمد البرادعي قد قال كلماته ومضي مغادرا البلد(واعدا بالعودة) . دون أن يعلن حتي لمشجعيه متي سوف يعود وما هي خطوته التالية.. فإن من الواجب علي سبيل التبصير (للجميع).. أن نناقش مجموعة من النقاط التي أثارتها الظاهرة.. وأن نحلل مضمونها وآفاقها.. لاسيما إذا كانت مطروحة علي المجتمع المصري من خلال الصحافة الأمريكية بكثافة كبيرة جدا.. قاصدة تقديم الدكتور محمد البرادعي علي أنه (بديل) أو (منافس) أو (مرشح مفترض) في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
أولا : هل يجب أن نمارس التجاهل السياسي للدكتور البرادعي ؟
سوف يكون هذا من قبيل الخطأ السياسي الذي يكاد أن يكون جسيما. ولا أعتقد أن أحدا يمارس هذا التجاهل متعمدا .. كما أن قراءة حالة ندرة التعليقات عليه من الاتجاهات السياسية التي لا تنتمي للمعارضة علي أنه تجاهل سوف يكون خطأ بدوره . ذلك أن من حق كل القوي المتفاعلة علي الساحة أن تقيم الأمر.. وأن تتعرف علي حجمه.. وأن تشتري من هذا الذي يطرح نفسه فجأة بعد أن غاب عن البلد منذ ما يزيد علي 30 عاما.
إن محدودية الحجم المعروفة عن الدكتور البرادعي في الساحة السياسية الداخلية، لا تنفي كونه شخصية مرموقة دوليا، تحظي بالجاذبية الإعلامية، التي لا تنشغل بالتفاصيل المصرية التي قد يطرحها الرأي العام في قري ونجوع مصر .. وإنما هي معنية بكونه مديرا سابقا لوكالة الطاقة الذرية وحائزا جائزة نوبل .. وهي صفات لابد أنها تكسبه أيضا تقديرا في بلده .. وقد أكسبته بالفعل ما دعا الرئيس إلي أن يمنحه (قلادة النيل) قبل سنوات.
ثانيا: لماذا حظي الدكتور البرادعي بهذا الانتباه من الرأي العام في مصر؟
مبدئيا (الانتباه) لا يعني حتي اللحظة (الاهتمام) بمعناه السياسي المفهوم.. هذه ملاحظة واجبة في إطار التقييم الموضوعي.. ومن ثم يمكن رصد المبررات الآتية من جانبي:
- لاشك أن هناك قطاعا كبيرا لدي الناخبين المصريين، خصوصا بين الأجيال الجديدة، يأملون في أن يجدوا تنافسا حقيقيا بين المرشحين في الانتخابات .. وهؤلاء قد أحبطتهم الشخصيات التي طرحت نفسها في السنوات الماضية بعيدا عن الحزب الوطني .. وهو ما يعبر عن رغبة أكيدة من الناس في تفعيل متتالٍ للتعديل الدستوري الذي بادر إليه الرئيس محمد حسني مبارك .. بغض النظر عمن سوف يختارون.
- الشهرة التي يتمتع بها محمد البرادعي دوليا .. وكونه من المصريين الأربعة الحائزين علي جائزة نوبل «السادات - محفوظ - زويل - البرادعي».. هذه الشهرة لا علاقة لها حتي الآن بمجموعة المواقف السياسية التي تبناها الدكتور البرادعي خلال عمله في وكالة الطاقة الذرية وما إذا كان هذا له تأثير علي المصالح العربية من عدمه .. وهو موضوع ليس هذا مجاله الآن.
- الزخم الإعلامي الذي منحته له مجموعة وسائل الإعلام الخاص في مصر.. تليفزيونات وصحف.. لاسيما أنها خاضت تنافسات شرسة للفوز بحوار منه.. وأعلن عن هذا علي الرأي العام.. فانتبه الناس إلي هذا الذي يلهث وراءه المذيعون .. مايذكرنا - والقياس مع الفارق - بحالة التنافس علي استضافة أيمن نور بعد أن حصل علي الإفراج الصحي.
وتجد بعض هذه الوسائل في البرادعي ما يمكن أن يمنحها طاقة حركة .. ومادة ثرية للعمل .. في إطار التزام أغلبها بحالة الخصومة مع الدولة والإصرار علي انتقادها بصفة مستمرة .. وأن ما تراه تميزا وسعيا للجماهيرية يكون من خلال البحث عن كل ما هو مناقض للدولة .. وليس فقط للحكومة .. سواء عن قصد أو بدون.
- الحفاوة الإعلامية الدولية.. بالبرادعي لاسيما أنه كان يشغل موقعا دوليا .. ولديه علاقاته أيضا مع وسائل الإعلام. ويلحظ في هذا السياق زيادة الاهتمام الإعلامي الإسرائيلي بالحالة.. وقد اعتبرت صحف أمريكية أن بضع مئات التقوا الدكتور البرادعي في مطار القاهرة حين عودته هو تعبير عن توجهات شعبية.. وبالطبع لم يرصد أي من المراسلين أن عدد من ذهبوا للقاء حارس المرمي عصام الحضري بعد عودته من سويسرا كان أكبر من ذلك.. وأن عدد من توافدوا علي المطار للقاء الفريق القومي العائد فائزا من غانا كان أضعاف هذا وذاك.
المهم أن المادة التي كتبت في الصحافة العالمية أصبحت مادة في الصحافة الأجنبية .. وحدث العكس بدوره .. كلاهما غني وكان صدي الآخر.
- حالة الجفاف والضمور التي تعاني منها قوي المعارضة الاحتجاجية التي كانت قد بلغت مرحلة بعيدة من اليأس .. لاسيما أن خطابها الذي يمثل (جبهة الصمود والرفض) في السياسة المصرية لم يتوج بعد كل الصخب الذي أحدثته بأن يقدم مرشحا للانتخابات الرئاسية التالية.. وهو ما يمثل فشلا ذريعا.. إذ إنها لا تطرح برنامجا متماسكا أو له جوانب واضحة غير الرفض.. والشتم.. وليست لديها كوادر مقنعة.. وبالتالي قررت أن تستر عورتها بغطاء البرادعي.. ووفقا لهذه الحالة كانت تلك القوي سوف تقضي الأشهر المقبلة وحتي تحل الانتخابات البرلمانية في حالة موات تقريبا.. اللهم إلا إذا أيقظها لبعض الوقت مقال هنا أو حديث هناك.. ومن ثم فإنها وجدت في البرادعي طوق نجاة ووسيلة إحياء.. إلي الدرجة التي يمكن معها القول إنها قد دفعته دفعا لإعلان ماعرف باسم الجمعية الوطنية للتغيير.. حين التقي عددا من رموز تلك التيارات.. وهو عمليا لم يكن يفكر في هذا الاتجاه.
إن السؤال هو: هل هذا الفريق الفاشل سياسيا يستخدم البرادعي كورقة وهل سيمضي البرادعي نفسه قدما بهذه الكوادر ذات الخلفيات السياسية المتهالكة وإلي أي مدي يؤثر ذلك علي مصداقيته؟
-وجدت جماعة الإخوان في الحدث فرصة مهولة لا يجب أن تفوت لكي تغطي علي كارثتها الداخلية التي تبلورت قبل رحيل المرشد السابق وقدوم المرشد الجديد غير المقنع لأجيال الجماعة .. عمليا الشباب الإخواني المحبط جدا .. وغير القادر علي أن يدافع عن مصداقيته أمام القوي السياسية الأخري في ظل انكشاف الوضع غير الديموقراطي لجماعة تتخلص من كوادرها بالاستبعاد .. وجد في صخب البرادعي ما يقوده إلي نسيان إحباطه والتغطية عليه .. ووجدت الجماعة نفسها في الأمر فرصة لكي تهرب من استحقاقات عديدة مطروحة عليها في مرحلتها الجديدة.. ومسائل طرحها عليها الإعلام وشباب الجماعة أنفسهم.
- الدخول الدرامي الذي تميز به قدوم الدكتور محمد البرادعي إلي الساحة.. فهو (آتٍ من الخارج).. بدل مواعيد وصوله أكثر من مرة.. واستعطف الجمهور حين قال إنه تعرض لهجوم إعلامي.. ثم قال إنه لا يريد أن يترشح للرئاسة.. في ذات الوقت الذي يطالبه البعض بالدخول إلي ساحة التنافس.. ومن ثم ذهابه للقاء عمرو موسي واستقبال موسي له وإصرار الأمين العام لجامعة الدول العربية علي أن يدلي بتصريح يقول فيه إنه ناقش مع البرادعي الأحوال المصرية.. ما يمثل مخالفة للأعراف والتقاليد والقواعد التي يجب أن يلتزم بها الأمين العام.
- الدور السياسي الذي تلعبه الشبكات الاجتماعية علي الإنترنت في الحياة السياسية المصرية .. خصوصا موقع (الفيس بوك).. والمستخدم علي نطاق واسع بين الأجيال المصرية الجديدة .. والتي حولته إلي أوسع منتدي حر مفتوح .. بالإضافة إلي الزخم المحدود لموقع تويتر .. والترويجات التي تتردد عليه .. وهذه ظاهرة لابد من دراستها إذ لا يوجد لها مثيل في دول العالم تقريبا .. بالنسبة لموقع الفيس بوك .. وقد قامت مجموعات نشطة إنترنتيا وليس لها تأثير في الواقع السياسي بالترويج للبرادعي من خلال الموقع .. إلي الحد الذي دفع أحد الدبلوماسيين الأجانب في مصر لأن يصفه لي قبل أن يصل مصر بأنه (رئيس جمهورية الفيس بوك) .
لعلنا نلاحظ في كل تلك العوامل أنها «شكلية» لم تقترب من المضمون بعد، ولا علاقة لها بالموضوعات الحقيقية اجتماعيا واقتصاديا علي الساحة المصرية.
ثالثا: هل نظام الدولة في خصومة مع الدكتور محمد البرادعي ؟
أعتقد أن أفضل إجابة عن هذا السؤال يمكن أن نجدها في إجابة السؤال الذي طرح علي الرئيس مبارك يوم الخميس الماضي في برلين .. إذ قال: ليست هناك أية قيود علي مشاركة الدكتور البرادعي في الحياة السياسية المصرية وفقا للدستور . وأضاف الرئيس: إذا رغب في الانضمام إلي أي حزب فله مطلق الحرية في ذلك كمواطن مصري .. وليس لدينا أي قيود علي هذا .. وإذا كان يريد ترشيح نفسه من خلال أي حزب فليتفضل، وإذا رغب في الترشح كمستقل فليتفضل .. فليس لدينا قيود في هذا المجال طبقا للدستور.
انتهي تصريح الرئيس..
ولاشك أن ما قاله مبارك بوضوح أمام جميع وسائل الإعلام الدولية يعبر عن التوجه الدقيق للدولة من خلال رأسها .. وهو منهج كان جليا من قبل حين أمر الرئيس بحسن استقبال الدكتور البرادعي لدي وصوله إلي مطار القاهرة .. ويعرف الجميع أن المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية بعد أن ارتوي بحميمية من استقبلوه في المطار - بضع مئات وربما ألف - كان أن ضج من مواصلة البقاء في المطار .. فاستعان بأفراد الأمن لكي يعبروا به من باب خلفي .. وهو ما ساعدوه عليه .. وإن عاد مجددا لمستقبليه بعد أن اختفي للحظات في سيارة جيب شيروكي لكي يعطيهم الانطباع بأنه يستأذنهم في أن يترك المطار إلي بيته.
ومعني الخصومة، أو الرفض، أو ما شابه، تم استحلابه - لا أقول استخلاصه - من بعض التعليقات التي وردت في الصحف القومية علي أساس أن كثيرا من المحللين في الداخل والخارج يعتقدون أن ما تقوله الصحف القومية هو ناتج عن توجيه رسمي.. وعلي الرغم من أنني من الذين ناقشوا الدكتور البرادعي وما يقول قبل أن يصل إلي مصر بموضوعية .. فقد دافعت تليفزيونيا وصحفيا عن زملائي الذين انتقدوه بقسوة.. وقلت إننا لا نريد رئيسا مقدسا.. وأن من يهبط إلي الساحة السياسية المصرية التي تموج بانتقادات عنيفة ويومية للرئيس شخصيا كل يوم، عليه أن يقبل بقواعدها.. وأنه لا يمكن أن تطرح نفسك مرشحا للانتخابات ولاتحتمل الانتقاد.. وأنه إذا كانت أربعة أو خمسة مقالات قد انتقدت البرادعي بقسوة فإن ما يزيد علي مائة مقال قد أشادت به.. وهذه طبيعة الديموقراطية.
عموما، رئيس مجلس الشوري صفوت الشريف، وهو في ذات الوقت الأمين العام للحزب الوطني، ورئيس لجنة الأحزاب التي انهال عليها الدكتور البرادعي بالهجوم التليفزيوني قال بوضوح في إحدي جلسات المجلس: طريق الرئاسة مفتوح للجميع .. ومن حق الجميع أن يترشح في الانتخابات مادام قد استوفي الشروط الدستورية.
المسألة إذن واضحة، والمواقف صريحة، البرادعي يحظي بالترحيب، كونه يقفز بالمظلة علي السياسة في مصر بعد غياب طويل وبدون تاريخ سابق في الداخل المصري لا يعني أنه غير مرحب به.. وأما مسألة تقييم طريقة دخوله ومستقبله متروكة للتفاعل السياسي ولتحركاته هو واختياراته السياسية.. وإذا كان هذا الاستعطاف الدرامي قد أعطاها دفعة لبعض الوقت بين الناس.. فإن هذه الدفعة لن تمثل زخما.. ولو صارت كذلك فإن الزخم لن يدوم.. إذ بمضي الوقت سوف تكون هناك مسائل أخري أكثر أهمية مطروحة علي جدول أعمال النقاش.. والناس في مصر قد يتعاطفون مع من يستعطفونهم حينا لكنهم في النهاية لا يثقون في الضعفاء أو من يواصلون تقديم أنفسهم علي أنهم كذلك.
رابعا: إذن هل البرادعي يمكنه أن يتقدم للانتخابات الرئاسية في عام 2011؟
عمليا هو لم يعلن ذلك بعد . وإن كان يُدفع دفعا إلي ذلك من قبل وسائل الإعلام الدولية والمحلية وعدد من المعارضين المصريين. ولعله القرار الأهم في حياته العملية بعد أن تقاعد .. ولعله يواجه اختبارا قاسيا وهو يتعرض لعوامل التحفيز .. وأنا شخصيا سوف أعيد تقييمي لقدراته السياسية بناء علي موقفه النهائي حين يتخذه .. إذ سوف ينكشف ما إذا كان هذا المرشح المفترض - تسمية جريدة الدستور - قادرا علي لجم نفسه في مواجهة ضغوط وسائل الإعلام الخاص.. أم أنه سوف يكون أسيرا لها تحركه حسب رغباتها .. وتقرر له مصيره .. ويعتقد أن ما تقوله هو التعبير عن الرأي العام.
نظريا، يمكن أن يكون البرادعي مرشحا في الانتخابات الرئاسية المقبلة في حالة من اثنتين: إما أن يقبل عضوية أحد الأحزاب التي تنطبق عليها الشروط الدستورية في صلاحية الترشيح .. أي أن يكون هذا الحزب لديه نائب علي الأقل في مجلس الشعب - حسب الاستثناء الدستوري الممنوح للأحزاب لمدة عشر سنوات بدأت في 2007 - وأن يكون انضمامه في غضون الأسابيع القليلة المقبلة وبحيث يكون قد انقضي علي عضويته عام في الهيئة العليا لهذا الحزب الذي سوف يقبله حين يحل موعد التقدم للانتخابات في السنة المقبلة.
وفي هذا السياق ووفق تسجيلات تليفزيونية معلنة وحوارات صحفية منشورة فإن الدكتور البرادعي قد اعتبر أن انضمامه لأي حزب إهانة لنفسه لا يقبلها .. ولا تليق به .. لأنه لا يرتضي أن يكون عضوا في حزب قررت وجوده لجنة الأحزاب .. وهو تصريح خطير يعني به أنه ليس فقط لا يحترم القواعد القانونية - بغض النظر عن قبوله بها - وإنما لا يحترم الأحزاب برمتها .. وينفي قيمتها في الوجود . وتلك مسألة متروكة للأحزاب كي تتعامل معها.
والحالة الثانية التي يمكن للبرادعي أن يترشح فيها للرئاسة تكون حين يقدر علي حشد عدد الأصوات اللازمة لأي مرشح مستقل لكي يكون مرشحا في الانتخابات .. وهي وفق المادة 76 من الدستور: أن يحظي بتأييد 250 عضوا في مجلسي الشعب والشوري والمجالس الشعبية للمحافظات .. موزعة كالتالي: ( 65 عضوا في مجلس الشعب - 25 عضوا في مجلس الشوري - عشرة أعضاء من المجالس المحلية في 14 محافظة علي الأقل) .
ويعتقد كثير من الراغبين في الترشح أن هذا الشرط الأخير مقيد للمستقلين في الترشح للانتخابات الرئاسية .. وبينهم محمد البرادعي الذي بدأ نضاله السياسي في مصر باستهداف تعديل هذه المادة قبل غيرها .. وواقعيا فإن عديدا من الدول تضع ما لا أريد تسميته شروطا وإنما ضمانات لقبول ترشيح غير الحزبيين في الانتخابات الرئاسية .. ومنها علي سبيل المثال لا الحصر : فرنسا وإندونيسيا، وعلي سبيل المثال يشترط الدستور الفرنسي أن يحصل المرشح علي موافقة 500 من أعضاء المجالس النيابية في 30 إقليما علي الأقل .. لضمان الترشيحات الجدية.
ولايجب التعامل مع هذه النصوص في المادة 76 علي أنها شروط مقيدة أو معوقة .. وإنما هي (ضمانات) .. لكي يتحقق الناخب من جدية المرشح، وقدرته إذا ما فاز علي أن يكون جديرا بمنصب الرئيس .. فالذي يحصل علي هذه التوقيعات إنما يمكنه بالتالي أن يوفر الكوادر التي سوف تعمل معه في دولاب الدولة .. والرؤساء لايكونون مجرد أفراد مشاهير .. بل أفراد أقرب إلي مؤسسات .. وإذا كان البرادعي قد استقبل في بيته نحو 30 شخصا وصفوا في بعض الصحف بأنهم كل مصر .. فإن هذا يعطينا فكرة عن حجم المساندة التي يمكن أن يلقاها حتي اللحظة .. علما بأن من ذهبوا إلي بيته وأعلنوا معه تأسيس ما عرف بالجمعية الوطنية للتغيير كان بينهم فقط عضو واحد في مجلس الشعب وعضو واحد «معين» في مجلس الشوري وعدد من النواب السابقين.. ومجرد ناشطين سياسيين ليسوا حتي أعضاء في أحزاب علنية.. بل دخلوا الساحة من خلال حركات احتجاجية ذات طابع فوضوي.
الماده 76 من الدستور تمثل تطورا نوعيا في التاريخ السياسي المصري. قبلها كان علي أي مرشح للانتخابات الرئاسية أن يتقدم إلي مجلس الشعب، وأن يخوض عملية اختيار داخلية تحت قبة المجلس، بحيث يفوز علي الأقل بثلثي الأصوات، ما يعني أن حجم الاشتراطات كان أكثر تعقيدا، ومن ثم كان يطرح علي الناخبين في استفتاء علي مرشح واحد.. وقد تبدل هذا.. وأصبح انتخابا حرا بين أكثر من مرشح.
ومن حق المجتمع بالتأكيد أن يختار الطريقة التي يريدها، لكي يؤدي إلي تحقيق هدف محدد من الدستور، فلكل مادة مغزي بعينه، وهي ليست مجرد إجراءات خالية المضمون.. والهدف الأساسي من المادة 76 بخلاف كونها تريد ضمان جدية المرشحين هو أن يتحقق رسوخ الحياة الحزبية.. وتقوية الأحزاب.. وانضواء المتفاعلين علي الساحه في إطار الأحزاب.. التي لو كان لعدد من المحللين اعتراض عليها من حيث العدد، فإن فيها مجموعة من الأحزاب الجادة التي تعبر حقا عن تيارات واضحة سياسيا.. فالتجمع حزب يساري.. والوفد أميل إلي الوسط.. والجبهة حزب يميني.. والناصري حزب يعبر عن الاشتراكية الديمقراطية انطلاقا من تصورات الرئيس عبدالناصر.. والوطني حزب وسط.. وعلي جانبي هذه المجموعة تتناثر أحزاب أخري لها كل الاحترام بغض النظر عن تأثيرها في الشارع.
إن تقوية الأحزاب، وليس هدمها أو إهانتها، هو في حد ذاته، دفع للمجتمع السياسي المصري نحو مزيد من المدنية والديمقراطية.. ولا أستطيع أن أفهم أو أتفهم هذا الهجوم المستمر علي الأحزاب المصرية.. رغم الاختلاف معها.. إلا علي أنه يطعن في التعددية ويقطع الطريق عليها.
خامسا: كيف نقيم ما طرحه البرادعي في زيارته القصيرة والمتعجلة إلي مصر؟
بخلاف مجموعة من العناوين البراقة، والتصريحات التليفزيونية الجذابة، فإن البرادعي لم يضف جديدا علي وجه اليقين إلا في أمر واحد.. للأسف كان سلبيا للغاية.. إذ تعمد ألا يكشف أفكاره.. وأن يبقي نفسه بعيدا عن خضم الجدل.. وهذا نوع من الخبث السياسي المفهوم.. حتي لا يدخل ميدان النقاش ويقضي علي جذوة جاذبيته الإعلامية.. وأما الأمر الوحيد الذي عبر فيه عن أفكاره فهو تأييده لنشوء الأحزاب الدينية في مصر.
ومن المؤكد أن تلك سقطة كبيرة جدا.. وتعبر عن عدم إلمام حقيقي بالواقع المجتمعي المصري.. وتمثل رغبة في القضاء علي أحد أهم منجزات التعديلات الدستورية الأخيرة.. التي حققت بعد نضال كبير مبدأ أنه لايجوز استخدام الدين في النشاط السياسي حزبيا أو دعائيا.
فلسفة تلك المادة هي أن المجتمع لابد له أن يحافظ علي تماسكه ومدنيته وأن يترسخ فيه الابتعاد عن الطائفية.. التي يمكن أن تفصم عري البلد.. وأن توظيف الدين في السياسة يقضي علي السياسة.. وأن الركون إلي النص المقدس - أيًّا كان مصدره الديني - يقضي علي الاجتهاد السياسي والفعل البشري.. لأن الأحزاب الدينية بمعناها الثقافي في الشرق الأوسط تعني القبول بمرجعية الحاكمية الإلهية وليس بحكم البشر.. ولست أدري إن كان البرادعي وهو يقول ذلك كان يدرك أنه يؤيد منهج آية الله خامنئي وآية الله خوميني وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وخالد مشعل وحسن نصر الله في الحكم.. أو كان ينتبه إلي أنه بهذا يقضي علي فرصه شخصيا في العمل السياسي المدني.
وحين يقول أحد في مصر (حزب ديني) فإنه يكون بذلك يشير إلي (الإخوان المسلمين)، ومن ثم إلي البديل المناقض (حزب قبطي)، وقد يكون البرادعي بهذا التصريح إنما يسعي إلي خطب ود الإخوان بطريقة ما.. وهو بالطبع لايدرك أن الإخوان جماعة لا تخلص إلا لمن هم من أتباعها وينضوون تحت لوائها.. وأن لديهم برنامجا ثقافيا متطرفا قد يصل إلي حد تكفيره هو شخصيا. وربما كانت العقلية المحكومة بثقافة غربية أمريكية في رأسه، توحي له بأنه من الممكن تطبيق خطة حلف الناتو في أفغانستان التي تهدف إلي استيعاب حركة طالبان في السياسة الأفغانية بعد أن فشلت قوات الناتو في قهرها - دون أن يعني ذلك أننا نقول أنه سيكون قرضاي مصر علي اعتبار أن قرضاي كان قادما من الخارج إلي أفغانستان علي حصان أمريكي - ولكن ما لا يعرفه الدكتور محمد البرادعي هو أن الناتو إنما يلجأ إلي هذا الأسلوب لإنقاذ نفسه وجنوده من القتل اليومي.. وهي خطة لم تفلح علي أي حال.. ولو أفلحت فإن دول الناتو لن تقبل بحزب طالباني في قلب أوربا.. فلماذا يمكن أن يقبل به البرادعي في مصر. والحزب الديني، اذا لم يكن أحد ممن أحاطوا بالبرادعي في بيته قد قال له، يعني أن تنساق مصر إلي طائفية تقضي عليها وعلي وحدتها، وقتها لن يكون الحل هو (الاشتراكية الديمقراطية) كما ردد البرادعي وإنما سوف يكون الشارع منقسما بين شعار (الإسلام هو الحل ) و(فداؤك يا صليب).. وأنا شخصيا أربأ برجل مثله عن أن يكون هذا هو هدفه للبلد.
من جانب آخر اقتصرت الزيارة العابرة الأولي التي قضي خلالها البرادعي في موطنه الأصلي بضعة أيام ثم طار مغادرا، علي إعلانه صياغات متجددة لشروطه التي يمليها علي المجتمع لكي يقبل أن يتفاعل مع الناس.. خصوصا تعديل الدستور.. ومن حقه طالما التزم بالقواعد والقوانين والنضال السلمي أن يسعي إلي تعديل الدستور - وهو هدف سبقه إليه آخرون - ولكن من غير المفهوم أن يترفع علي الناس وأن يطلب منهم أن ينادوا به لا أن يأتي إليهم.. وأن يسعوا إليه لا أن يسعي إليهم.
هنا من المثير للانتباه مقوم أساسي في شخصية محمد البرادعي، إذ يترفع علي الرأي العام وعلي واقع البلد وعلي الناخب الذي لابد أن يتودد إليه، وهو في ذات الوقت وكما أشرت سابقا يتعالي علي الأحزاب، ما يشير إلي (ذاتيه مفرطة)، ولا أريد أن أقول نرجسية زائدة واعتداد بالنفس إلي درجة التكبر الذي لايصلح في عالم السياسة.
ما علينا الآن، ولكن الملاحظ كذلك إنه لم يطرح رؤي متكاملة ولم يقل رأيا يمكن أن نطرحه للنقاش الفعلي، ويكون قيد الاختبار الواقعي، اللهم إلا إذا كانت مطالبته بالاشتراكية الديمقراطية هي العنوان الذي يردده كثيرا.. وهي كلمة فضفاضة يمكن أن ينضوي تحتها الديجوليين الفرنسيين والعمال البريطانيين وأيضا الحزب الوطني في مصر وحزب التجمع كما يمكن لحزب الوفد أن يقول أنه يطالب بنفس العنوان.
بعد كل هذا الصخب، لابد أن علينا أن ننتظر من الدكتور البرادعي أن ينتقل إلي مرحلة أخري.. لسنا نحن الذين نطلبها.. وإنما سوف يطلبها الناس.. فبعد ترحيب محطات التليفزيون والصحف.. سوف يتساءل الناس: كيف يمكن أن نأكل عيشا من هذه التصريحات.. هل المادة 76 وتعديلها سوف يؤدي إلي أن نطعم الأفواه.. هل الوعد بالاشتراكية الديمقراطية - القائمة بالفعل - سوف يحل المشكلات العديدة.. هل الأحزاب الدينية التي يدعو إليها محمد البرادعي يمكن أن تصون البلد من سيناريو حماس.. هل لديه جملة واحدة متصلة تتضمن رؤية صالحة وقابلة للتطبيق.. من هم رجاله الذين سوف يمكنه من خلالهم أن يقود عملا سياسيا وهو الذي لايعرف أسماء الشوارع في مصر.. ما هي ضماناته لكي تحافظ البلد علي استقرارها.. ما هي مساحة الشخصي والموضوعي في تحركه المفاجئ من فيينا إلي القاهرة.. هل يحركه الثأر لأن البلد لم تقدم له الدعم الرسمي حين ترشح لمنصب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. وكانت تري أن هناك من هو أفضل منه.. والأهم من كل هذا علي مستواي المهني: هل هذا شخص يقبل النقد أم أن ذاتيته تمنعه حتي من الانتباه إلي مقال يسجل عليه مجموعة من الملاحظات؟
بالتأكيد سيكون لهذه القصة فصول أخري.

عبد الله كمال
يمكنكم مناقشة الكاتب وطرح الأراء المتنوعة على موقعه الشخصى
www.abkamal.net
أو علي موقع المجلة :
www.rosaonline.net/weekly
أو علي المدونة علي العنوان التالي:
http//:alsiasy.blogspot.com
Email: [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.