المخرج أحمد عبدالله أحد المخرجين الذين يرغبون دائما فى الدخول إلى مناطق وقضايا مختلفة عكس تيار السينما السائد، فتارة يتناول قصة الفرق المستقلة فى "ميكروفون" وتارة أخرى يروى قصة أحد أكثر الأحياء عراقة من خلال فيلمه "هليوبوليس" واحيانا يبتعد تماما ليقدم لنا فيلما دون سيناريو أشبه بالصامت وهو "فرش وغطا" الذى لعب بطولته الفنان آسر ياسين وفى هذه المرة قرر أن يختلف أكثر وأكثر ليقدم تجربة جديدة بالأبيض والأسود فى "ديكور" الذى يلقى ترحيبا جماهيريا فى اى مهرجان يعرض به. "الأهرام المسائي" تحدثت مع عبدالله عن هذه التجربة الجديدة وفكرة مزج الواقع بالخيال التى قدمها فى العمل وإصراره على أن تكون أحداث الفيلم بالأبيض والأسود. - حدثنى عن ردود الأفعال عقب عرض الفيلم تجاريا؟ - ردود الافعال كانت جيدة فالعمل حقق نجاحا جماهيريا كبيرا رغم ان البعض اعتقد أنه فيلم مهرجانات ولن يحقق نجاحا، ولكن استطاع الفيلم أن يحقق الهدف ويوازن بين المعادلتين الشباك والمضمون خاصة وانه يناقش جزءا من الواقع ممزوجا بالخيال. - هل تقصد بفيلم المهرجانات انها لا تحقق نجاحا جماهيريا؟ - لا أرى ذلك ولكن يوجد كثير من المنتجين يرون ذلك فيخشون من ارتباط هذا المصطلح بأعمالهم خوفا من عدم تحقيقه ايرادات فى دور العرض، لكن الفيلم عرض فى العديد من المهرجانات العالمية والمحلية مثل مهرجان القاهرة السينمائى ومهرجان قرطاج السينمائى ونجح تجاريا وانا ضد التخصيص فالاثنان يجب ان يلتقيا معا والجمهور لديه وعى كامل لكى يستوعب الافلام المهمة والأفلام التافهة ويجب وجود مجازفة للتوفيق بين الاثنين المهرجانات والايرادات. - لماذا جعلت آخر مشهد فى الفيلم ملونا مادمت ترى أن الإطار الرمادى أفضل؟ - هذا اختيار إخراجى وفنى وكنت اقصد به الوصول الى تأثير معين فاعتذر لو التأثير لم يصل للجمهور لا اريد شرحه وهو جزء من اللعبة التى احب لعبها دائما مع الجمهور فى كل عمل اقدمه ويتصادف وجود بعض الاشخاص يتلقونها واخرين لم يفهموها وهذا جزء من انى احب عمل افلام مختلفة وتعرض فى المهرجانات. - لماذا اخترت الفنانة فاتن حمامة لتكون البطلة الخفية فى الفيلم؟ - دراما الفيلم قائمة على أن البطلة تحب الافلام المصرية القديمة واول فكرة تراودنى ان السينما المصرية قد يكون نورها انطفأ فى وقت من الاوقات عندما انتهت السينما من تقديم افلام عن المرأة وان تكون بطلتها امرأة ففى القديم كان هذا طبيعيا اما الان فلا يوجد ذلك رغم ان السينما تطورت الان ولكن اصبح من النادر ان تكون بطلة الفيلم امرأة وعندما جاء لى هذا الفيلم الذى تلعب بطولته حورية فرغلى وتتصارع فيه بين العالم القديم والحديث وان اقرب امرأة لها بشكل تلقائى هى فاتن حمامة خاصة ان البطلة تحب الافلام القديمة وانا كمخرج احب فاتن حمامة وكان لدى رغبة ان اصنع شئا كنوع من التحية لها. - لماذا اخترت حورية فرغلى بطلة الفيلم خاصة أن بعض الآراء قالت إنها لم تجسده جيدا؟ - أنا كمخرج افضل نوع التمثيل الذى قدمته حورية فهى تمثل كثيرا من تحت الجلد وتجسد التمثيل الذى تراه ليس مباشرا فى طريقة تعبيره خاصة أن الفيلم يوجد فيه لحظات درامية قوية وتضطر للبكاء وللصراخ وقدرت ان تجسد هذا جيدا بأقل قدر من تعبيرات الوجه التى تعتبر تليفزيونية درامية وكنت لا احب ان يوجد تعبيرات كثيرة فى فيلمى ويوجد كثير من المشاهدين لا يفضلوا هذا التمثيل ولكننى ضد هذا الرأى لان تمثيل حورية يعتبر من مدرسة حديثة ومتطورة وراضى عن هذا الأداء وأفضل الجدل الذى يوجد على شخصيات الفيلم. - لماذا تختار دائما الفنان خالد أبوالنجا فى معظم أفلامك؟ - لا أفضل مجاملة أى فنان لكن خالد من أول مرة التقيته فيها أرى أنه قادر على خوض اى مغامرة وكان هذا المهم بالنسبة لى فى تعاملى مع اى فنان سواء كان امام او خلف الكاميرا، واول تعارف مع خالد كان فى سيناريو فيلم "هليوبوليس " فى 2007 وهو لم يعرفنى وقلت له الصراحة ان هذا العمل لن يكون له رد فعل جماهيرى كبير فهو تجربة لا نعرف نتيجتها ورد على خالد وقال "لا يهمنى " هنا علمت ان خالد مستعد لخوض تجارب بل يتحمس لها كثيرا واكثر شئ يعجبنى فى الممثل الا يتخوف من رد فعل الجمهور او من شباك التذاكر وهنا سيستطيع أن يقدم شئ مختلف للجمهور. - هل احداث "ديكور " واقعية ام خيالية من وحى خيال المؤلف؟ - ليست مبنية على اساس واقعى ولكنها موجودة فى حياة اشخاص كثيرة وليس بالضرورة بنفس تفاصيلها حيث يوجد كثير من الاشخاص يجدون انفسهم يختارون بين اختيارين وفى اختيار يجبرك عليه روتين حياتك وكلنا تلمسنا لحظات مثل هذه من وقت لآخر. - لماذ لا تهتم فى افلامك بايرادات شباك التذاكر؟ - لا اعتقد ذلك ففى فيلمى الاخير "فرش وغطا " الموزعون هم الذين فرضوا على طرحه فى 7 دور عرض فقط ومع ذلك الجمهور اثبت انه قادر على الوجود فى كل دور العرض وكانت مليئة ولولا عرضه فى الفضائيات لكان الفيلم حقق ايرادات اكثر من ذلك وفيلم "ميكروفون " بعد طرحه بثلاثة أيام دور العرض وقفت بسبب التوترات السياسية ولكن حقق نجاحا على الفضائيات وفى المهرجانات وانا ضد ان النظرية الدائمة حول أن السينما المستقلة جمهورها محدود واصارع لمحو هذا الفهم. - أفهم من ذلك انك تعطى للايرادات التجارية أهمية أكثر من المضمون؟ - لا بالطبع فأكثر ما يهمنى المضمون ولكن الايرادات أيضا مهمة فهى كلها خطوط مرتبطة ببعضها فالسينما عالم كامل لابد بالتفكير فيه كوحدة وليس كأجزاء وبفكر فى الشباك وفى الجمهور ومؤمن بالسينما قليلة التكلفة.