قال المخرج أحمد عبد الله، إن سبب تقديمه فيلم "ديكور" بالأبيض والأسود، هو رغبته أن يقدم عمل يظهر الجوانب الخفية في عقل أبطاله، إضافة إلى شغفه بطلة الفيلم بحب الأفلام القديمة، مع قضية الفيلم التي يتحدث فيها عن الاختيار. وأضاف عبد الله، خلال الندوة التي أقيمت عصر اليوم السبت بمركز الإبداع الفني، للحديث عن فيلمه "ديكور"، والذ عرض مساء أمس ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أن اختياره للفنانة فاتن حمامة في أحداث الفيلم يعود لتشابه تركيبة البطلة مع نماذج الأعمال التى قدمتها الفنانة الشهيرة خصوصا مع اختفاء سينما المرأة في الوقت الحالي على الرغم من التقدم الذي نعيشه. وأشاد عبد الله، بأداء الفنانة حورية فرغلي، ودور "مها" الذي قدمته بالفيلم، مشيراً إلى أنها فنانة "تمثل من تحت الجلد" بحسب تعبيره، وأنها اجتهدت كثيراً في أدائها التمثيلي من خلال ردود أفعالها التى ظهرت على وجهها، وهو ما أضاف عليه بطل العمل الفنان خالد ابو النجا قائلاً: "هناك مدارس تمثيل أصبحت مختلفة عن أنماط التلفزيون التقليدية، مشيراً إلى استمرار وجود بعض الأفكار التقليدية في الأداء التمثيلي، مشيراً إلى أنه في احد النقاشات التي كان متواجداً بها في مهرجان أبو ظبي كان هناك فنان يتحدث عن فكرة كونه "فنانا عربيا مسلما مينفعش نبوس" وهو ما استوقفنى لأسأل نفسي هل هناك أشخاص مازالوا يفكرون بهذه الطريقة في الوقت الحالي، فالفنان عندما يقدم أي شخصية يكون منفصل عن شخصه. وعن دور خالد أبو النجا، أشار أحمد عبد الله، إلى أنه يفاجئه دائما بالتجديد والاختلاف وهو ما جعله يحبذ التعاون معه في أكثر من عمل لكونه مغامرا ومستعدا للعب أى دور، وهذا اتضح لي من خلال عملنا معا في فيلم "هليوبوليس" وأنه حريص على التجديد. وأكد عبد الله أنه لا يكره لغة الحوار بالأفلام، وأنه أراد أن يخرج من تجربة الكتابة هذه المرة وترك الأمر ل محمد دياب، وشيرين دياب مشيراً إلى أنهم دائماً يسارعون من أجل نصرة السينما المستقلة وخلق مساحة تواجد كبيرة لها بعيداً عن زحام شباك التذاكر تجاه نوعية معروفة من الأفلام. وأوضح عبد الله، أن القصة ليست مبنية على الواقع لكن تفاصيلها موجودة لدى كثير منا، قاصداً لحظة الاختيار التي تنتهى بها الأحداث، ومشيراً إلى أنه لم ينظر إلى أن بطلة الفيلم مريضة نفسية لكنه كان يريد أن يقدم عملا عن تأثير الشخصيات الموجودة حولنا على البطلة نفسها. وأعرب عبد الله عن سعادته، مشيراً إلى اعتزازه بوجوده ومشاركته في مهرجان القاهرة، مشيراً إلى أنه هذا العام يشهد إقبالا جماهيريا كبيرا مؤكداً أنه حضر العديد من الأفلام كما أنه فخور كثيراً بعرض فيلمه "ديكور" بالمهرجان، كما نوه أن هذا الحدث بالنسبة له لا يعني مجرد حفل افتتاح وختام، وإنما "جمهور، وعروض" متمنياً أن يستمر المهرجان على مستواه السنوات المقبلة بهذا الشكل. وعن مشاركة المخرج إبراهيم البطوط بأحداث الفيلم، كان نظرا لعلاقة الصداقة التى تجمع بينهما، مؤكداً أن الأول رحب كثيراً بالفكرة عندما عرضها عليه. أما الفنان خالد أبو النجا، فعبر عن سعادته هو الآخر بالتعاون مع عبد الله في ثالث أفلامهم بعد "ميكروفون" و"هليوبوليس" مؤكداً أنه يحبذ دائماً الاختلاف والتجدد اللذين يتمتع بهما المخرج في أعماله. كما تحدث أبو النجا، عن مشاركته بأكثر من فيلم بالمهرجان أشار إلى أن لكل منها شكلا مختلفا عن الآخر، فمثلاً "ديكور" تجربة مختلفة مع أحمد عبد الله، كما أن الأحداث تحمل مطبا تمثيليا وفي كل مشهد أكون خائفا نظراً لأن كل واحد منها لابد أن يكون فيه مقنعا إلى جمهوره وهو أمر صعب للغاية، كما تحدث عن فيلمه الآخر "عيون الحرامية" وهو عبارة عن حالة رفع فكرة الفيلم من سياسية إلى إنسانية، وبالنسبة للفيلم الإماراتى "من ألف إلى باء" فأكد أنه يظهر من خلاله مجرد ضيف شرف حيث يقدم دور ضابط سورى، والفيلم نفسه يحمل معني عن ثورات الربيع العربي، ومن الممكن أن يضحك ويبكي في الوقت ذاته. فيلم "ديكور" من بطولة خالد أبو النجا، حورية فرغلي، ماجد الكدواني، وإخراج أحمد عبد الله.