أكثر ما نحتاجه في المرحلة الحالية التي نمر بها في عالمنا العربي, هو حوار العقول العربية الموجودة داخل حدود العالم العربي والمهاجرة حول القضايا العالقة والمتعلقة بحياتنا, قد لا يؤدي هذا الشكل من الحوارات إلي إيجاد نتائج وحلول مباشرة, لكنها تسهم في إيجاد حالة من حالات الحوار الجدي المطلوب في هذه المرحلة والمثير للتساؤلات التي تحتاج إلي ردود نسهم جميعا في صنعها, كما أن هذا الحوار هو السبيل الوحيد لإيجاد وخلق الطريق المشترك الذي نسعي إليه من أجل التفاهم حول قضايانا المصيرية. هذه الحالة التي أتحدث عنها هي ما رغب القائمون علي مهرجان الإعلام العربي في دورته السادسة عشرة في الوصول إليها والذي اختار القائمه ون عليه شعارا مناسبا وهو' الإعلام.. واقع جديد', وذلك من خلال دعوة عدد من العقول العربية داخل مصر وخارجها لمناقشة عدد من القضايا الإعلامية المثيرة للجدل للوصول إلي هذا الطريق المشترك. هذا العام تناقش الندوات التي تعقد كل عام علي هامش المهرجان, عددا من القضايا السياسية والإعلامية والتي أثيرت خلال العام الماضي وطرحت أسئلة حولها ما زالت في حاجة إلي أجوبة, مثل هل سقطت الأقنعة الإعلامية في ظل الواقع الجديد, وندوة أخري عن تقييم التغطية الإعلامية للانتخابات البرلمانية هذا العام, وندوة أخري عن موقع ويكيليكس الذي ألقي الكرة السياسية في ملعب الإعلام والجدل الذي أثاره هذا الموقع, وندوة عن الفضائيات الدينية المثيرة للفتنة والداعية للتطرف ومصيرها, وندوة عن الإعلام الرياضي بين مفهوم الحياد والإثارة, وكلها قضايا إعلامية ما زالت في حاجة إلي اتفاق حولها, واجتماع العقول العربية لمناقشتها وإيجاد طريق مشترك للتعامل معها ونكمل حديثنا عن هذه القضايا في مرات قادمة. [email protected]