كنا اثنين اثنين. أنا وهو. الصوت خرج حبيس الحلقوم. النظرات زائفة. ذات بريق ولمعان، الجسم واهن، الأطراف مرتعشة. الضوء خافت متناثر. كنت أنام بجواره لا لم أكن أنا. تسري الرعشة معربدة في أنحاء الجسد ضغط بكفيه علي وجهه تحسس الوشم علي خده الأيسر تذكر بوق المطار وعلي السادة المسافرين ربط الأحزمة. ظمآن جاء ليروي يقولون من يأت إلي هنا يغترف من الينابيع أرضه قاحلة والأنهار تجري. يبغي الأمان الحلم يراود مخيلته بذور كثيرة الوفاء للعروس التي مازالت عطشي لم يعل صبرها ازداد ارتعاشا نهض بصعوبة يريد البحث مرة أخري يجري كالذي ارتكب جرما وهارب من العدالة يحملق في كل الوجوه منهم من يعرفه حتي أنا لا لست أنا إنه هو الشارع طويل وعريض زاد من سرعته كاد يسقط من فرط الإعياء توقف قليلا جلس علي الطوار فك رباط حذائه ليريح قدميه المتورمتين أشعل سيجارة.. صراع النيكوتين بلغ الذروة كصراعه في إثبات هويته قطع مسافة طويلة لكن السباق لم ينته بعد حاجز ما يفصله عن غايته. مال ميزان النهار "والحالة مستمرة للدخول في بطن الظلمة" والشمعة التي أشعلها تتراقص لافظة نورها الأخير شبحه ممدد علي أرضية الحجرة عيناه جاحظتان تنطقان بالدهشة يحس بوخز شديد دوار عنيف يعصف برأسه يعود الصراع لمداعبته جمجته تركني وحدي بعد أن كنا معا من ؟ لست أنت فأنا تركت قلبي هناك وربما معي هنا جاء معي حتي لا يظمأ مرت الأيام رغما كان يجب عليك أن تخبرني أنت تسير نحو الاحتماء وبطنك أوشكت علي الانتفاخ. ألم تتذكر أننا جئنا سويا. من؟ لست أنت بل أنا وحدي ادرك خطورة الموقف حتي أمنح بيتا يلملم أطراف غربتي و.، وعلي الرمال الصفراء قادتني خطواتي المتعبة في اتجاه النهر لكن النهر لم يعد نهرا.