تفتقر قري كثيرة للمقومات الأساسية للمعيشة من مسكن وخدمات مثل الصرف الصحي والكهرباء ومياه الشرب النظيفة والصحة والتعليم, وإذا كان من الطبيعي في أي مجتمع أن تتواجد طبقات فقيرة إلا أن دولة بحجم مصر وإمكانياتها عموما ومحافظة صناعية كدمياط علي وجه الخصوص هو ما يثير التأمل والتعجب. وكان مشروع تطوير القري الأكثر فقرا ضمن المشروعات القومية التي ظهرت السنوات الأخيرة وإن لم تجد تحركات جادة من الحكومات المتعاقبة بعد ثورة يناير2011 وحيث يوجد في مصر4151 قرية تحت حد الفقر طبقا للتقييم الرسمي الحكومي, وكان نقص الخدمات الأساسية مثل مياه الشرب والصرف الصحي والمدارس والوحدات الصحية ومراكز الشباب هو العنصر الأساسي في هذا التقييم. و طبقا للبيانات الرسمية لمحافظة دمياط, تم رصد5 قري هي الأكثر فقرا علي مستوي المحافظة من حيث الحاجة إلي إمدادها بالخدمات الأساسية بصورة عاجلة وهي قرية البستان التابعة لمركز دمياط والسواحل التابعة لمركز كفر البطيخ وقرية اللوزي التابعة لمركز كفر سعد وأخيرا قريتا السالمية وميت الشيوخ التابعتان لمركز فارسكور. وتعتبر قرية البستان التابعة لمركز دمياط نموذجا للقري الأكثر فقرا فهي بحاجة إلي محطة رفع لمياه الشرب حتي يمكن توصيل المياه لمنازل القرية كما تحتاج إلي محطة رفع وشبكة صرف صحي بالإضافة إلي حاجتها لما يقرب من50 عمود إنارة حيث لا توجد أي إنارة بشوارع القرية وكذلك تحويل حوالي400 متر من كابلات الكهرباء الهوائية إلي أخري أرضية كما تحتاج إلي توفير لودر لإزالة المخلفات وتسوية شوارع القرية. ولا يختلف الحال كثيرا في قرية ميت الشيوخ التابعة لمركز فارسكور, فهي تحتاج بالإضافة لما سبق إلي تطوير للوحدة الصحية المتهالكة فيها وتطوير مركز الشباب الذي لا يقوم بأي نشاط تجاه شباب القرية. إلا أن ميت الشيوخ تعتبر أفضل حالا من قري السواحل واللوزي والسالمية التي لا يوجد بها وحدة صحية ولا مركز للشباب من الأساس, وهذا طبعا بالإضافة إلي حاجتها لشبكات المياه والصرف والكهرباء. ذهبنا لقرية البستان التابعة مركز دمياط لنرصد معاناة الأهالي الذين يعمل غالبيتهم بتصنيع الرخام وتجارة الخضر والزراعة والصيد, تقول دينا26 سنة وتعمل بشركة الغزل والنسيج البلد ناقصها رصف والشوارع متبهدلة حيث قام العاملون بشركة الصرف بحفر الطريق لتركيب مواسير الصرف وتركوها بلا ردم وقام الأهالي بردمها وهناك أيضا مشكلة الانقطاعات المتكررة للكهرباء في بعض المناطق, بالإضافة الي انتشار بعض الأمراض الفيروسية وعلي رأسها فيروس سي بسبب اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي وتضيف دينا الميه بتتقطع كتير وبترجع سودة. يقول السيد السيد محمد أبو الغيط46 سنة بالمعاش نحتاج بشدة لردم الترعة بالقرية حيث تتراكم عليها اطنان من القمامة تنشر الأمراض والحشرات. ويقول علي20 سنة أحد أهالي قرية البستان حال البلد وحش أوي ومشيرا إلي أن أعمال الصرف بدأت متأخرة جدا وبعد أن تسببت في مشاكل كبيرة, وأن العمل بالمشروع لا يسير بانتظام ويتوقف كثيرا, لافتا إلي أن القرية لا يوجد بها أي خدمات ولا مركز للشباب وأنه كان مقررا إنشاء ملعب للكرة بالقرية ولكن لم يحدث. ويضيف حسين السيد بالمعاش وأحد أهالي القرية أن المجلس المحلي للقرية لا يقوم بعمل أي شيء لحل مشاكل القرية وأن الكهرباء تنقطع بصورة مستمرة. وتضيف الحاجة أم محمدأن اكثر ما تعانيه هو عدم وجود مكتب بريدلصرف المعاشات وانها تضطر للذهاب الي القري المجاورة لصرف معاشها من مكاتب البريد هناك علي الرغم من وجود مبني أنشئ بالجهود الذاتية ولكن هيئة البريد ترفض استلامه مبررة ذلك بوجود مكتبي بريد قريبين بقريتي العدلية والحوراني أما محمد33 سنة من أهالي القرية ويعمل صياد فقد لخص حال القرية في جملة واحدة البلد ناقصها بلد عشان تبقي بلد. يقول عبدالحميد عبدالله مهندس المسئول التنفيذي لمشروع إدخال شبكة الصرف الصحي بقرية البستان إن العمل بالمشروع توقف خلال الفترة الماضية ثم عدنا لاستئنافه ونسير طبقا لبرنامج زمني يقوم علي تقسيم القرية إلي خطوط صرف علي أن ينتهي العمل بالمشروع خلال شهر يونية2015. وعن سوء حالة الطريق والحفر التي سببها أعمال تركيب شبكة الصرف أكد عبدالحميد أن الشركة تقوم بتسويتها أول بأول. اللواء أحمد عزت مجاهد رئيس الوحدة المحلية لمركز دمياط بأنه يتم حاليا مد شبكات الصرف الصحي بالقرية وذلك ضمن خطة تطوير القري الأكثر احتياجا, وأن استكمال تطوير باقي الخدمات سيتم طبقا للخطة الموضوعة. أما بخصوص الشكاوي الواردة من أهالي قرية البستان وخاصة كبار السن بخصوص عدم وجود مكتب بريد بالقرية واضطرارهم للذهاب إلي مكاتب البريد الموجودة بالقري المجاورة لصرف معاشاتهم, فقد قال مجاهد إن إنشاء مكاتب البريد يخضع لقوانين تحدد المسافات بين مكاتب البريد بالقري, وأبدي استعداده لإيصال المعاشات لكبار السن بمنازلهم من خلال موظفي مكاتب البريد القريبة.