أغلقت جميع شون الغلال بجميع مدن ومراكز محافظة سوهاج ابوابها في وجه المزارعين ورفضت تسلم محصول الذرة الشامية منهم هذا العام بحجة توقف المطاحن عن خلط الدقيق بالذرة اثناء عملية الطحن واصبح المزارعون مهددين بالحبس بسبب المديونات المتراكمة عليهم في غياب تام للاجهزة المعنية بالمحافظة لوضع حل لتلك الأزمة التي تؤرق مزارعي المحافظة. يقول عبد الرحيم اسماعيل مزارع: أنا مش عارف أروح فين الذرة وأبيعها لمين, أنا مكنتش مصدق إن فيه قرار يصدر بذلك ولكني فوجئت برفض الشون تسلم الذرة مني وعدت إلي منزلي حاملا أجولة الذرة وقمت بتخزينها بالمنزل إلي أن يأتي الفرج. ويضيف احمد خلاف مزارع ان قرار منع توريد الذرة حرمني وأسرتي من أموال كنا في أمس الحاجة إليها. وقال انه بعد قرار منع توريد الذرة ليس أمامنا سوي أن نستخدمه كعلف للمواشي, مشيرا إلي ان المزارعين اصبحوا مهددين بالسجن بسبب تراكم الديون عليهم وقال والله حرام اللي بيحصل في الفلاحين ده. وقال: محمد متجلي مزارع إنه اضطر والكثيرون من المزارعين لبيع الذرة لتجار الجملة بأسعار رخيصة جدا لا توازي ثمن تكلفة الذرة هذا العام بعد ان اغلقت الشون ابوابها في وجه المزارعين. يشير حسين هندي مزارع إلي أن أجرة العامل في اليوم الواحد تبلغ60 جنيها في يوم الحصاد وهو ما يزيد من تكاليف الفلاح ويتساءل: كيف تقوم الحكومة بحث المزارعين علي زراعة الذرة وفي النهاية ترفض تسلم المحصول؟! يصرخ حسين سعد مزارع: اين الدولة مما يتعرض له المزارع الآن ولماذا يبحثون عن حل لتلك الكارثة التي تكاد تعصف بجميع مزارعي سوهاج لتوقف استلام محصول الذرة بالشون, مما يؤكد ان الدولة تترك المزارعين فريسة للتجار. ويقول ابو الليل اسماعيل مزارع: قمت بزراعة20 قيراطا من محصول الذرة أنفقت عليها اكثر من4000 جنيه وكنت منتظرا فلوس توريد الذرة علشان المعيشة والانفاق علي اسرتي ولكن قرار منع توريد الذرة حرمني واسرتي من بيع محصولي وحرمني من اموال كنا في امس الحاجة اليها وبعد منع توريد الذرة ليس امامنا إلا أن نستخدمها علفا للمواشي. ويؤكد ابو الليل اسماعيل مزارع ان قرار عدم توريد محصول الذرة هذا العام سبب مشكلة كبيرة للمزارعين مما يضطرهم لهجرة اراضيهم وتبويرها بعد الخسائر الفادحة التي يتعرضون بسبب القرار الخاطئ متسائلا: لمن نلجأ؟ واين نبيع هذا المحصول؟ مشيرا إلي ان التجار يستغلون الازمة ويشترون المحصول بأسعار رخيصة لا تتجاوز250 جنيها للاردب. من جانبه, اوضح المحاسب شمس الدين يوسف وكيل وزارة التموين انه منذ العام الماضي تقرر عدم خلط الذرة الشامية بالقمح واصبح رغيف الخبز دقيق قمح صافيا تماما, لذلك لم تعد الوزارة بحاجة لشراء الذرة الشامية. وقال المهندس احمد النجار مدير عام الارشاد الزراعي ان سبب توقف تسليم محصول الذرة الشامية هذا العام يرجع لانتهاء عمليات الخلط بين القمح والذرة في عمل الخبز, مشيرا الي ان هناك اتجاه, من مدير الزراعة إلي زراعة الذرة الصفراء بديلا من الذرة البيضاء لاستخدامها في اعمال العلف.