أصبح القمح المصري مهدد بتآكل المساحات المخصصة لزراعته كما حدث مع القطن وذلك بسبب انصراف المزارعين عنه مقابل المحاصيل الاقتصادية التي تحقق أرباحاً معقولة مثل البرسيم وبنجر العلف، والسكر، واللب السوري، والمزارعون يرجعون ذلك إلى تأخر الحكومة عن تحديد الحد الأدني لتوريد الأقماح في الموسم الزراعي 2009/2010 . ويؤكد المزارعون إن أسعار القمح خلال الموسم الزراعي 2008/2009 لم تكن مشجعة، وحقق الفلاح خسائر من زراعته، ويطالبون بضرورة إعلان الأسعار للموسم الجديد في الوقت الحالي حتي يتخذ الفلاح قرار زراعة القمح بدلا من زراعة المحاصيل البديلة، بحسب صحيفة الجمهورية. ويقول ربيع محمد مزارع من بني سويف إن زراعة الأقماح أصبحت مكلفة جدا مقارنة بمحصول مثل بنجر السكر أو بنجر العلف، موضحا أن فدان القمح يتكلف من 4500 إلي 5000 جنيه في زراعته، وينتج حوالي 5500 بعد بيع القمح، في حين ان فدان البنجر يتكلف حوالي 2000 جنيه فقط في الزراعة، والمحصول يباع بحوالي 12 ألف جنيه وبالتالي فإن الفلاح يفضل زراعة المحاصيل البديلة للقمح بدلا من زراعة القمح المحلي. وأوضح محمد أحمد مزارع من البحيرة أن فدان البرسيم يحقق عائداً يقترب من 9 آلاف جنيه، ويتكلف أقل من 600 جنيه، والبرسيم محصول مربح عن محصول القمح ومفيد للتربة الزراعية عن القمح ويلجأ الفلاحون إلي زراعته في ظل تراجع أسعار القمح في الشون الحكومية. ويرى إن السعر المشجع للفلاح لكي يتخذ قرارات زراعة القمح فورا بدلا من البدائل الأخرى لابد أن يتراوح من 300 إلي 350 جنيها للأردب. اما علاء عبد التواب مزارع من البحيرة فيؤكد ان محصول القمح هام جدا ومفيد للفلاح لأنه ينتج منه الخبز، ويحصل من مخلفاته على "التبن" الذي يستخدم كعلف للمواشي، الا انه في ظل انخفاض أسعار توريد القمح لا نزرع إلا الاحتياجات فقط، ولا نتوسع في الزراعة بغرض زيادة الإنتاج لأن التوسع فيه تكاليف إضافية، وبالتالي خسائر كبيرة. ولفت عبد التواب الى أن طن اللب يباع بأسعار تترواح من 8 إلي 9 آلاف جنيه ولا تحتاج إلي نفس تكاليف زراعة القمح.