ينتمي جلال لأسرة ريفية من أصول صعيدية عاش وتربي في محيطها والتحق بالمدارس وتخرج حاملا شهادة متوسطة وفضل العمل في مجال الفلاحة والاهتمام بالأرض التي تمتلكها عائلته وكانت بالنسبة له مصدر الربح المالي الثابت الذي كون عن طريقه عش الزوجية وأنجب أولاده الصغار ومرت السنون ولم تظهر في حياته أي معوقات سواء في البيت أو تسويق المنتجات الزراعية حتي حدث خلاف شديد مع أحد أقاربه للنزاع حول ملكية قطعة أرض وتطورت المشاكل بينهما لدرجة لم يصدقها الجيران الذين حاولوا مرارا عقد جلسات للصلح بينهما لكنهم فشلوا في احتواء خلافاتهما واتفق مع شقيقه الأصغر علي ضرورة التصدي للشخص الذي يرغب في الاستيلاء علي الأرض وأوعذ له بشراء بندقية آلية توفر لهما الحماية إذا ما تصاعدت الأزمة ووصلت لحد الاقتتال وبالفعل استقطع جزءا من مدخراته وتوجه لمصدر سري يعرفه جيدا يبيع الأسلحة المهربة من الحدود الليبية والسودانية وسدد له مبلغ لا يقل عن15 ألف جنيه وبالفعل منحه بندقية أمريكية الصنع احتفظ بها في منزله بعلم شقيقه وقبل أيام نشبت مشاجرة حامية اضطر علي أثرها لقتل الشخص الذي يمت له بصلة قرابة بمساعدة أخيه ولاذ هاربا من مسرح الجريمة بمحل سكنه في مركز ومدينة قوص بمحافظة قنا ونظرا لخطورة الواقعة علي المجتمع المحيط بها والتي دائما ما تأتي توابعها جريمة الثأر وضعتها مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية في حيز اهتمامها وقامت بإجراء نشرات حول الحادث وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية باستهداف الشقيقين اللذين حضرا متخفيين ومعهما السلاح الناري للإقامة في منطقة زراعية بأبو خروع وتحرر المحضر اللازم لهم وتولت النيابة العامة التحقيق معهما. وكان اللواء مصطفي سلامة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة ودراسة المعلومات الواردة لهما عن نزوح أشخاص غرباء للسكن في المناطق الريفية تحوم الشبهات حولهم لحيازتهم أسلحة نارية قد تستخدم في أعمال إجرامية أو إرهابية علي حد سواء وضرورة ملاحقتهم لتقديمهم للمحاكمات العاجلة للقصاص منهم. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدم حسام حسن مفتش المباحث الجنائية والرائدين عماد عبد الرءوف رئيس مباحث أبو صوير وأحمد عبد الفتاح رئيس مباحث المستقبل والنقباء محمد فؤاد ومحمد سليم ومحمد سالم ودلت التحريات أن المدعو جلال37 سنة مزارع يسكن في قوص بمحافظة قنا وشقيقه أبو الحمد26 سنة يعمل في نفس الحرفة حزما حقائبهما من محل إقامتهما منذ فترة زمنية ليست بالطويلة وحضرا لمنطقة أبو خروع هربا من قتل أحد أقاربهم بسبب النزاع معه علي ملكية قطعة أرض وأضافت التحريات أن المتهمين طالبا من عائلتهما ألا يفصحا عن مكان وجودهما وأخبروهم أنهما سوف يبحثان عن أرض زراعية وسكن لاستكمال باقي حياتهما بعيدا عن مسقط رأسهما حتي يكونا في مأمن من جريمة الثأر وأشارت التحريات إلي أن جلال وأخاه استقرا في عشة داخل منطقة مليئة بالزراعات وبحوزتهما بندقية آلية لاستخدامها وقت الضرورة للدفاع عن أرواحهما وحرص علي التحرك بحذر في المكان الذي اعتبراه مقرا مؤقتا للعيش فيه وبدأ الاثنان مفاوضاتهما مع عدد من السماسرة لكي يوفروا لهما الأرض وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبطهما وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة للانقضاض عليهما عندما تحين ساعة الصفر وتوجهوا إليهما في مأمورية قبل صلاة الفجر ونصبوا كردونا حول العشة التي يوجدان داخلها وداهموهما وأمسكوا بهما دون حدوث أي مقاومة وعثروا معهما علي بندقية أمريكية الصنعM16 وذخائر واقتادوهما وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترفا بارتكابهما جريمة القتل للنزاع علي الأرض وأنهما لا يرتبطان بأي عصابات إجرامية أو مجموعات إرهابية والهدف من وجودهما الهروب من الثأر الذي يطاردهما من عائلة المجني عليه وتحرر محضر بأقوالهما وبعرضه علي سمير زغلول وكيل النيابة العامة باشر التحقيق فيها تحت إشراف نبيل عباس رئيس نيابة مركز أبو صوير الذي أمر بحبسهما أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهما في الميعاد.