نجحت إمارة الشارقة فى وضع المنتدى الدولى للاتصال الحكومى على خريطة الفعاليات العالمية المعنية بتطوير آليات التواصل بين المؤسسات الحكومية من جهة، ووسائل الإعلام المختلفة من جهة أخرى، سعيا للإستفادة من هذا التواصل فى بناء العلاقات الدولية وتحقيق الإستقرار الداخلى والتعامل مع الأزمات. ومع الاستعداد لعقد الدورة الرابعة للمنتدى فى فبراير المقبل، حرص مركز الشارقة الإعلامى الجهة المنظمة للمنتدى على ان يكون الإطار الرئيسى للمنتدى فى 2015 هو الإنتقال الى مرحلة التطبيق العملى بالتركيز فى مناقشة الموضوعات المطروحة على الخروج بخطوات عملية بشكل مباشر، يستطيع المشاركون فى المنتدى الاستفادة منها وتطبيقها بشكل فورى وبالتالى تطوير منظومة الاتصال. وحول ما تحقق فى الدورات السابقة وما تستهدفه الدورة الرابعة للمنتدى الدولى للاتصال الحكومى كان هذا الحوار مع أسامة سمرة، مدير مركز الشارقة الإعلامي. - استضافت إمارة الشارقة ثلاث دورات للمنتدى حتى الأن. ما هو تقييمكم لما تحقق خلالها؟ - إن سعى مركز الشارقة الإعلامي، الجهة المنظمة للمنتدي، إلى تنظيم حدث عالمى ذى نتائج ملموسة وخطوات فاعلة وقابلة للتنفيذ من خلال التوصيات النهائية التى يخرج بها المنتدى كل عام، يؤكد على مستوى الجدية التى يتبعها المركز والأداء الفاعل للقائمين على هذه المبادرة فى إطار المسعى لإحداث تغيير إيجابى على صعيد كافة الموضوعات المتصلة بالعملية الاتصالية، وليس مجرد إثارة المواضيع ذات الاهتمام العالمى ومناقشتها فقط. وقد تأكد ذلك من خلال إطلاق المركز لعدد من المبادرات التى انبثقت عن توصيات المنتدى كتأسيس وحدة الاتصال الحكومى فى إمارة الشارقة، وإطلاق جائزة الشارقة للإتصال الحكومى وأخيرا العمل على تأسيس شبكة الإتصال الحكومي. والمنتدى نجح فى تطوير أساليب الإتصال الحكومى والعلاقة بين المؤسسات الحكومية والإعلام، كما نجح أيضا فى جذب عدد من أبرز الشخصيات والمتحدثين والخبراء من مختلف دول العالم للمشاركة وتبادل الخبرات، مما أدى إلى تطور ملحوظ على مستوى الحضور والمشاركين عاما تلو الآخر حيث بات محل إهتمام واسع من قبل العاملين فى مجال الاتصال الحكومى محلياً وإقليمياً وحتى دولياً، وقد نجح المنتدى بعد ثلاث دورات له من أن ينزع ثوبه المحلى ويرتدى ثوباً عالمياً، وليرسخ مكانته كأحد أهم الملتقيات الرسمية فى مجال الاتصال الحكومى على الصعيدين الإقليمى والعالمي. - تميزت الدورات السابقة باختيار شخصيات ذات ثقل كضيوف شرف. كيف يتم اختيار ضيف شرف المنتدى الذى يلقى الكلمة الافتتاحية. وما هى الموضوعات المطروحة على الدورة المقبلة للمنتدي؟ - يحمل المنتدى كل عام شعارا معينا، ويأخذ الموضوع الرئيسى للمنتدى بعين الاعتبار عند اختيار ضيف الشرف حيث نبحث عن شخصية تتمتع بتجربة قوية ضمن هذا الإطار، خاصة أن الرؤية العامة للمنتدى تتمثل فى عرض أفضل التجارب العالمية بنجاحاتها وإخفاقاتها للإستفادة منها. وهناك العديد من الأمثلة على مدى دور وتأثير الاتصال الحكومى فى بناء العلاقات الدولية والاستقرار الداخلى وتخطى الأزمات، والتى كانت نتيجة قرارات ومبادرات حاسمة قامت بها هذه القيادات. لذا، فإن اختيارنا لضيف الشرف ينبع من حرصنا على إستنباط الدروس والعبر من هذه القيادات والإستفادة من خبراتها وأفكارها. أما عن المواضيع المقررة لهذا العام، فسوف تمثل بكل تأكيد امتداداً للمواضيع التى تم التطرق إليها فى السنوات الماضية، إلا أن ما يميز هذا العام هو تركيز هذه المواضيع على الخروج بخطوات عملية بشكل مباشر، يستطيع المشاركون فى المنتدى الاستفادة منها وتطبيقها فى مجال عملهم بشكل فورى وبالتالى تطوير المنظومة الاتصالية ككل. - كيف يتم الإستفادة من نتائج المنتدى عمليا وأكاديميا. وهل هناك اتفاقيات للتعاون المشترك مع دول أو جهات عربية وعالمية لتوسيع هذه الاستفادة؟ - يخرج المنتدى كل عام بنتائج وتوصيات يتم توثيقها وطباعتها ومن ثم توزيعها على أصحاب القرار والمهتمين للعمل بها والاستفادة منها. كما يتم تحميل هذه التقارير على الموقع الرسمى للمنتدى باللغتين العربية والإنجليزية لتكون متاحة لجميع الباحثين والأكاديميين والعاملين فى مجال الاتصال الحكومى ليس من دول المنطقة فحسب، بل من مختلف دول العالم. إلا أن الأهم من ذلك، هو اعتماد هذه التوصيات من جانب الإدارات العليا لكى تقوم المؤسسات الحكومية فى إمارة الشارقة بتبنيها وتطبيقها. نحن على اطلاع دائم بالتطورات فى العالم والمنطقة على صعيد الاتصال الحكومي، وباب المنتدى الدولى للإتصال الحكومى مفتوح لجميع المهتمين للحضور والاستفادة من هذا التجمع الفريد لخبراء الاتصال، كما يرحب مركز الشارقة الإعلامى بكل من يرغب بالتعاون أو الاستفادة من تجربة إمارة الشارقة أو دولة الإمارات فى مجال الإتصال الحكومي. - مع تزايد دور الإعلام الإجتماعى محليا وإقليميا ودوليا. هل يتم التركيز فى مناقشات المنتدى على تعزيز الإستفادة من هذه الإدارة الإعلامية فى رسم سياسات الإتصال الحكومي؟ - بكل تأكيد، بل وقد خصص المنتدى خلال الدورات السابقة عدد من الجلسات للتحدث حول هذه الأداة الهامة التى غيرت وبشكل أساسى وجه الاتصال الحكومي، كما قمنا بتنظيم عدد من الورش المتخصصة التى تناولت دور الإعلام الإجتماعى وأهمية وضع خطة واضحة للإستفادة منه فى الإتصال مع الجمهور والتعامل مع الأزمات. لقد بات الإعلام الإجتماعى ضرورة ملحة ضمن ممارسات المؤسسات الحكومية على اختلافها، وقد بتنا نشهد تطور ملحوظ للغاية على صعيد استخدام هذه الأداة ضمن خطط اتصال المؤسسات الحكومية على الصعيدين المحلى والإقليمي. - هل هناك خطة لعقد دورات للمنتدى خارج إمارة الشارقة بهدف زيادة التأثير فى المجتمعات الأخرى وتحقيق الانتشار؟ - يندرج المنتدى ضمن خطة شاملة وضعتها إمارة الشارقة تشمل عدد من المبادرات التى تهدف إلى الارتقاء بمنظومة الاتصال الحكومى فيها بشكل عام، وبالتالى فإن الفكرة غير واردة فى الوقت الراهن على الأقل. إلا أن فرصة زيارة دولة الإمارات لحضور المنتدى متاحة لوفود جميع الدول الراغبين بالاستفادة من هذا الملتقي، كما أن الحضور الكثيف لممثلى الحكومات من مختلف دول العالم كفيل بنقل هذا التأثير إلى مجتمعاتهم وتحقيق الانتشار المطلوب. - كيف استفاد مركز الشارقة الإعلامى من المنتدى فى التواصل مع الإعلام المحلى والعربى والعالمي؟ - لقد ساهم المنتدى فى تقريب وجهات النظر بين المؤسسات الحكومية والإعلام والعكس، وإلى تبلور فهم أعمق لطرق وأساليب عمل كل منهما مما خلق علاقة مبنية على أسس مهنية متينة، وقد إستفاد المركز من هذه الخبرات فى إقامة العديد من ورش العمل التى تسهم بدورها فى تعميق فهم الطرفين لعمل الآخر.