فى بادرة طيبة قد تكون تأخرت لبعض الوقت ولكنها جاءت فى وقت الضرورة لتؤكد مدى وطنية نجوم الفن المصرى ومشاهيره وتلبيتهم لنداء مصر، والتضحية بكل غال من أجلها، وليس هناك أغلى من المال عندهم - فى هذا الزمان المادى، فقد انهالت المساهمات والتبرعات من كل حدب وصوب، على صندوق الشرف والعزة والفخر تحيا مصر . والنجم كأى إنسان تربى على أرض هذا الوطن له حقوق وعليه واجبات، يزيد على ذلك أنه نهل من خيرات مصر الكثير، وحقق شهرته وشعبيته، وذاع صيته هنا وهناك، وأرتفعت أرصدته فى القلوب والبنوك، لذا أصبح عليه دينا تجاه وطنه ومجتمعه الذى يعيش فيه، وهو اليوم يقوم بسداد جزء منه، عرفانا بالجميل لأمه الغالية مصر، وللشعب الذى حمله على الأعناق وثبت دعائم نجوميته. منذ زمن الفن الجميل ومساهمات الجيل الذهبى القديم وتضحياته من أجل الوطن فى أوقات المحن والساعات العصيبة التى ألمت به لم نجد - أو قل افتقدنا - من يحمل المشعل أويكون نبراسا وقدوة لزملائه فى الوسط الفنى ومن قبلهم الجمهور العريض من عشاقه، والذى طالما قلده واقتدى به فى حركاته وسكناته وملبسه وتسريحة شعره، حتى استيقظنا على هذا العمل الجليل لكتيبة نجومنا المحبوبين واحساسهم المرهف، وبرهانهم الرائع على حب مصر عبر صندوق تحيا مصر . دائما ما كانت تخرج الأقلام لتهاجم الفنان المصرى وتتهمه بأنه لايسهم فى حل قضايا وطنه، وأنه بعيد عن الأعمال الخيرية على عكس نجوم العالم وفنانيه الذين يسارعون بالقيام بمثل هذه الأعمال ليس من أجل لفت الأنظار إليهم ولكن لوجود دافع حقيقى ورغبة ملحة بداخلهم لمساعدة المحتاجين واللاجئين، وبناء المستشفيات، والوقوف فى ظهر أوطانهم وقت الحاجة إليهم ومن هؤلاء انجلينا جولى، براد بيت، جورج كلونى، سكارليت يوهانسون، ونجمة الغناء هيلارى داف، وبونو نجم فريق يو تو الغنائى، وغيرهم الكثير. وانتشرت الكتابات والمقالات المطولة فى ذكر الفارق الكبير بين النجم الأجنبى بجلالة قدره والنجم المصرى المهضوم حقه ، الأول لديه من المشاعر والأحاسيس، والمسئولية تجاه بلده، والألتزام نحوه، حيث مصلحة الوطن فوق الجميع وقبلهم، أما الثانى فمتهم دائما بالبحث عن مكاسبه وحده دون غيره، والجرى وراء مصلحته الشخصية، حتى ثبتت براءة فنانينا الكبار شهرة أوسنا، أوهما معا، وأثبتوا زيف ما يقال عنهم. استيقظت على ما يشبه الحلم أرقام فلكية تتدفق على الصندوق من كبار مطربينا، فقد تنازلوا هم ومنظمو العروض الغنائية - عن إيرادات حفلاتهم التى قدموها فى عيد الأضحى، والتى قدرت بعشرين مليون جنيه إلا قليلا، كما تعهد المطرب الطائر بالتبرع بأجر سلسلة حفلات يقيمها خلال أيام بأحدى الدول الأوروبية، ومن المتوقع أن يحصل منهاعلى أربعة ملايين دولار، أما منافسه الأصغر منه سنا فقد قدم عشرة ملايين جنيه بالتمام والكمال وهى نصف أجره عن مسلسله الذى عرض فى رمضان، وبمجرد تسلمه المبلغ المتأخر لدى المنتج قدمه بكل الحب، ولم يكن أهل التمثيل بمنأى عما قدمه أهل المغنى. إذ تنازل أكبر نجمين عن أجريهما كاملا ويقدر بخمسة وخمسين مليون جنيه عدا ونقدا - كرامة لمصر وشعب مصر، ولا تأخذك فى ذلك دهشة لأن أصحاب السعادة يقدمون أكثر من ذلك، الأعمال تتوالى - وربنا يبارك والأجور فى تزايد مستمر اللهم لا حسد ووقفاتهم فى الشدائد مع وطنهم مصحوبة بالأفعال لا مجرد أقوال وحركات كيمو فلاش ، ويبدو أن كبيرهم قد حفز أقرانه وتلاميذه ودفعهم على انتهاج نهجه، فتبرعوا بما يقدر بستين مليون جنيه، مع وعد بتقديم المزيد لمصر عقب التوقيع على عقود المسلسلات والأفلام القادمة. قبل تقديمى التحية لهؤلاء النجوم على ما قدموه لبلدهم، عرفانا بالجميل، وردا لأقل القليل مما منحه لهم الوطن استيقظت وأيقنت أن ما سردته لم يكن يشبه الحلم بل كان حلما.